هنا عدن : تحضر مراسيم حفل الافراج عن الجنود الأسرى لدى أنصار الشريعة في
جعار
(( هنا
عدن )) بسام البان (( خاص))
honaaden@hotmail.com
أقدمت
جماعة أنصار الشريعة على خطوة جريئة بإطلاقها سراح 73 جنديا كان أسيراً لديها منذ
4/مارس المنصرم ، جرى أسرهم في معركة دوفس أو كما يطلق عليها أنصار الشريعة بمعركة
أسموها "قطع الذنب" والتي تكبدت فيها قوات الجيش خسائر فادحة في الأرواح
والعتاد .
قرابة
الشهرين هي تلك المدة التي قضاها الجنود الأسرى لدى جماعة أنصار الشريعة ، دون أن
تهتم بهم الدولة او قيادة الجيش في اليمن ، وبهذا تكون الدولة قد أثبتت للعالم بأن
الجندي اليمني لا يسوى شئ بالنسبة لها ، ولا يهما أمرهم .
هنا
عدن حضرت مراسيم الوساطة والشفاعة التي قدمها عدد من المشايخ والعلماء
ومنظمات المجتمع والحقوقيين والصحفيين في مدينة جعار والتي باتت تعرف اليوم بولاية
وقار الإسلامية ، ورصدت الأحداث بالتفاصيل والصور وتنشر نص البيان الصادر عن "أنصار الشريعة" بشأن الإفراج عن 73 جندياً. .
تفاصيل
حفل الإفراج عن الجنود الأسرى ،
بدأت مراسيم حفل تسليم جميع الجنود الأسرى
لدى جماعة "أنصار" الشريعة" إلى ذويهم وأقاربهم صباح الأحد الماضي،
خلال حفلاً نظمته جماعة أنصار الشريعة في جامع "جعار" الكبير الذي أعلن فيه رسمياً إخلاء سبيل الجنود
المحتجزين، وسط حالة من الفرح والدموع التي انهمرت من أعين الجنود وعائلاتهم وبعض
الحاضرين ضمن فعالية التسليم وتحت شعار " أذهبوا فأنتم الطلقاء ".
وقد تم الإفراج عن الجنود الأسرى، بحضور
قادة جماعة "أنصار الشريعة" وفي مقدمتهم جلال بلعيدي الملقب بأبو حمزة
المرقشي أمير ولاية أبين ، إلى جانب المسئول العسكري لـتنظيم القاعدة في بلاد
جزيرة العرب "قاسم الريمي"، و الشيخ طارق الفضلي الذي حضر إلى مدينة
جعار عصر السبت الماضي، وألقى كلمة أمام الناس ذكر فيها "بأن الحضور لهذا
الحدث الهام هو واجب على الجميع، وهو حدث قد أسعد أهالي الأسرى والناس في جعار وفي
كل مكان، مضيفاً بان "أنصار الشريعة" سوف يطلقون أيضاً سراح 8 أسرى من
المواطنين، تم اعتقالهم سابقاً بعد أن ثبت بأنهم مجندين لصالح الجيش والأمن
السياسي"
وخلال حفل الإفراج، قدم أحد الجنود قصيدة
مؤثرة عبر فيها عن فرحته بالإفراج، وممتدحاً "أنصار الشريعة" فيها، كما
ألقى أحد الجنود كلمة باسم بقية زملائه، عبر فيها عن شكرهم وتقديرهم لكل العلماء
والوجهاء والأعيان من رجال الدين والقبائل ولكل الحقوقيين ووسائل الإعلام المستقلة
التي حضرت مراسيم حفل الإفراج عنهم، كما شكروا في مقدمة حديثهم جماعة "أنصار
الشريعة" التي قالوا بأنهم كانوا كريمين معهم خلال فترة أسرهم، ولم يعرضوهم
للإساءة والتعذيب.
الجنود
المفرج عنهم لن نعود للعمل مع الجيش.
وفي كلمة ألقوها أمام حشد كبير من
المواطنين، أثناء الإعلان عن الإفراج عنهم قال الجندي الأسير محمد احمد حمود من أبناء
محافظة تعز المتحدث باسم الجنود الأسرى لقد كنا نسمع عن "أنصار الشريعة"
ما نكرهه ونبغضه، ولكننا حين أسرنا وجدنا العكس وحضينا بحسن التعامل والكرم
والضيافة، ووجهه
ووجه دعوة إلى بقية علماء اليمن، ناشدهم
فيها بعدم إصدار الفتاوى التي تبيح سفك دماء أخوتهم من "أنصار الشريعة"،
حد تعبيرهم.
وأضاف الجنود في كلمتهم، إن "أنصار
الشريعة" عاملونا أحسن معاملة وأطلقوا سراحنا دون فدية أو مقابل، بعد أن تخلى
عنا الجيش الذي كنا نقاتل معهم، وتجاهلت الحكومة قضيتنا ولم تعيرنا أدنى اهتمام
وأهمية، وقالوا "إننا نعلن تأييدنا لجماعة "أنصار الشريعة"
ونعاهدهم بأننا سوف نعود إلى أهالينا وديارنا، ولن نرجع للعمل مع الجيش مرة
أخرى".
الجندي الأسير – علي محمد علي من محافظة
لحج وجه رسالة عبر " هنا عدن " إلى زملائه الجنود في المعسكرات والنقاط الأمنية
وقال لهم عليكم ان تعتبروا مما حدث لنا ولتعلموا ان أنصار الشريعة عاملونا أحسن
معاملة ، حتى أنهم لم يضعونا في سجن بل وضعونا في مبنى يصلح للعيش الآدمي ، وأضاف
الجندي الأسير ، عليكم أيها الزملاء ان تتركوا العمل في الجيش وان ترحلوا من
معسكراتكم إلى بيوتكم فهو خيراً لكم .
أهالي الجنود الأسرى سنضغط على الحكومة اليمنية للإفراج
عن جميع المعتقلين التابعين لأنصار الشريعة في سجون الأمن السياسي والقومي :
وجه أهالي الجنود الأسرى مناشدة الى حكومة
الوفاق حصلت " هنا عدن " على نسخة منها حملت كلمة أهالي الأسرى، تعبيراً
عن فرحتهم بإطلاق سراح أبنائهم، شاكرين كل جهود وساطة العلماء وشيوخ القبائل
وجماعة "أنصار الشريعة" التي قالوا عنها بأنها كتبت عمراً جديداً
لأبنائهم بإفراجها عنهم، مؤكدين بأن كل عائلات الجنود الأسرى سوف تبذل جهودها مع
كل قبائل اليمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بممارسة الضغط على الحكومة اليمنية
للإفراج عن جميع المعتقلين التابعين لأنصار الشريعة في سجون الأمن السياسي
والقومي، رد للوفاء والجزاء بعد قبول جماعة "أنصار الشريعة" وساطتهم
ومناشدتهم بالإفراج عن أبنائهم.
وقال الشيخ "فضل بانجاز" أحد مشايخ
حضرموت في كلمة له، نحنُ اليوم في هذا الحدث الهام، نحني إجلالاً وإكباراً أمام
جماعة "أنصار الشريعة" ليس تعبداً فيهم وإنما لموقفهم الإنساني العظيم
بإطلاق سراح أخوانهم المسلمين من أفراد الجيش الذين نسأل الله لهم الهداية.
وفي بيان للشيوخ والأعيان القبلية ذكروا فيه "قد استبشر الشارع
اليمني بأكمله بذلك الخبر باعتبار أن هذه الروح المتآخية هي الميزة التي تميز بها اليمنيين,
ونتمنى على أبناء اليمن أن يتركوا اللجوء إلى السلاح والقبول بالحوار حول مائدة
الوطن للوصول إلى نقاط التوافق" شاكرين جماعة"أنصار الشريعة" على
ما أسموه بالجهود الطيبة في قبول وساطتهم وعدم إرجاعهم خائبين، وهو ما بدحض كل المزاعم
والصور المغلوطة التي تروج عن "أنصار الشريعة"، بحسب تعبيرهم.
واختتم الحفل بكلمة
مختصرة شكر فيها "جلال البلعيدي" أمير جماعة "أنصار الشريعة"
في أبين كل العلماء والمشايخ والحقوقيين
والإعلاميين وشباب الثورة، وأهالي "جعار" وكل أبناء المحافظات اليمنية،
مضيفاً بأنهم لن يكونوا سيقدمون على هذه الخطوة الجريئة بالإفراج عن الجنود
الأسرى، لولا الطلبات التي قدمها المشايخ على مراحل وعرضت أمام المجلس القضائي
والعسكري والشورى لدى "أنصار الشريعة" والتي توجها قرار الأمير
"ناصر الوحيشي" بالإفراج عنهم وإعادتهم لأقاربهم .
كشف بأسماء الجنود المفرج عنهم وعددهم 73 مابين جندي
وضابط :
من اللواء 39مدرع
:
محمود أحمد علي عواس , عبده محمد صالح محسن , أيمن صالح مهيوب , علي
صالح مرشد , عبده محسن سراج , أحمد ناصر هادي عوض , عبدالله حات , عبدالغني
المحبسي , فيصل محسن العماد , محمد صالح الصيقل , عبده منصور الحاج , بشير محمد
احمد الصيفي , علي زيد مكس , امين يحيى ناصر بليبلة .
من بطارية 85 دفاع ساحلي :
عبدالله احمد القملي , احمد حسين عبدالله , عبدالله عبده عقيل
الصليحي , ياسين سعيد القطيبي الردفاني , عمار أحمد احمد عبدالله القطيبي , وهيب
عبدالله محمد القطيبي , عبدالله احمد محمد الصبيحي , فهمان ناصر محمد عوض , محسن
أحمد علي بقشان , علي عوض مسعود قحطان , علي عوض محمد النخعي , عبدالناصر ناصر علي
, محمد علي هادي , احمد هادي ابراهيم , ناصر الخضر السيد , مهدي سعيد بجل ,
عبدالله صالح الديمة , علي محمد علي مشهل , سرحان
سالم باجوبة , .
من اللواء 31 مدرع :
محمد عبدالله علي الصليحي , محمد صالح علي رافع , مهدي جميل , مهدي
علي زيد عبيد , سامي لطف عمر , احمد خالد سالم البريكي , احمد محمد عثمان , نبيل
علي صالح المسلمي , عبدالله التبع , محمد حمود الاهدل , محمد
مهيوب , فؤاد المجهري , فائد دايش , رداد محمد عبده هائل , محمد القباطي , واحمد
الرعروع .
من اللواء 201 صواريخ :
عبدالرضي حسن محمد البواب , صدام احمد محمد الحذيفي , احمد علي محمد شليل ,ياسر يحيى احمد الجبري ,
صالح حميد يحيى الفقية , شكري حسين مقبل زاهر , محسن ناجي محسن الحاشدي , محمد
محسن علي عبدالله حاكم , محمد
سليمان علي اسماعيل , حافظ احمد سعيد على الكامل , دارس محيي الدين الجبري , يحيى
العزي محمد سبيع , محمد علي مانع العوافي , عبدالله محمد علي القمعي , بكيل محمد
علي النزيلي , شوقي علوان , طارق الدائبي , مصطفي ناصر عطروش , حمود عبده محسن
الطورقي , علي محمد الجندي , العمري حسن ناصر الجماعي .
نص بيان "أنصار الشريعة" بشأن الإفراج عن 73
جندياً.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
أشرف الأنبياء والمرسلين.
فبأمر كريم من أمير المجاهدين في جزيرة
العرب الشيخ أبي بصير ناصر الوحيشي أطلق أنصار الشريعة سراح 73 جنديا كانوا قد
أسروهم في معركة "قطع الذنب" بدوفس بتاريخ 11 ربيع الآخر 1433ه الموافق
4 مارس 2012م بدون فدية.
وقد جاء هذا الأمر الكريم استجابة لشفاعة
بعض العلماء الذين حضروا إلى إمارة وقار في ولاية أبين أعزها الله بالشريعة - وعلى
رأسهم الشيخ عوض محمد با نجار أحد أبرز علماء اليمن وعدد من الحقوقيين وعدد كبير
من أهالي الجنود الأسرى وجمع من أعيان القبائل وحضور وسائل الإعلام المختلفة.
وإننا نؤكد أن الأمر بالإفراج والعفو والمن
على الجنود الأسرى الذين أعلنوا توبتهم مما كانوا عليه من مناصرة لأعداء الشريعة
إنما جاء تكريماً للوفد وإثباتاً لحسن النية برغم عدم مبالاة حكومة صنعاء بهم و
إهمالها لملفهم طوال الفترة الماضية.
لقد تم أسر هؤلاء الجنود وأياديهم على
الزناد بعد أن دمروا زنجبار بوابل قذائف مدافعهم وصواريخهم ورغم ذلك عفونا عنهم
بينما أولئك المظلومون في سجون الأمن السياسي والقومي لم يؤسر أحد منهم في ساحة
معركة بل أخذوا عنوة من بين أطفالهم وأمهاتهم وأهليهم بدون ذنب ولا جريرة، ليقضوا
بعدها سنوات طويلة في معتقلات سياسية رهيبة لا تصلح للعيش الآدمي.
وقد ظهر للجميع - في الوقت الذي يتلقى فيه
إخواننا الأذى والبلاء في سجون حكومة صنعاء - حسن معاملة المجاهدين لأسراهم بشهادة
المنظمات الحقوقية وما نقلته وسائل الإعلام العالمية والمحلية, ومرد ذلك إلى أن
حسن معاملة الأسرى واجب ديني وأخلاقي يلتزم به المجاهدون في كل حال.
وإننا نعلن ونكرر أننا لن نتخلى عن قضية
الأسرى المظلومين في سجون الأمن السياسي والأمن القومي الذين يقضون السنوات الطوال
بدون أي ذنب ولا تهمة, ونقول لإخواننا الأسرى في سجون صنعاء أننا لن نتوقف عن
السعي في فكاك أسركم ونبذل في ذلك الغالي والنفيس فهمكم همنا وقضيتكم قضيتنا فابشروا
بالفرج القريب بإذن الله, ونحث في هذا الصدد كل من جاء إلينا من أعضاء وفود
الوساطة إلى أن يبادر بالسعي للإفراج عن إخواننا الأسرى في سجون نظام صنعاء.
وبهذه المناسبة فإننا نوجه رسالة للجنود
المغرر بهم في جيش نظام صنعاء وإلى من لديه بقية من شهامة وغيرة ومروءة وعقل من
الضباط وقيادات الجيش نقول لهم فيها، لقد أعلنا لكم مراراً وتكراراً إن معركتنا
ابتداءً هي مع أمريكا والصليبيين فلا تكونوا أداة في أيديهم للحرب على الإسلام
والمسلمين والمجاهدين الشرفاء ولا تجعلوا من أنفسكم سداً أمام تحكيم الشريعة.
إنكم تعلمون أن التدخل الأمريكي السافر قد
وصل إلى التحكم في ترتيب صرف معاشاتكم وترتيب تحركاتكم وتعيين قادتكم من قبل
السفير الأمريكي في صنعاء الذي يمارس دور الرئيس والحاكم الفعلي لليمن, فلا يخفى
عليكم زيادة وتيرة القصف الجوي الأمريكي في اليمن وبشكل مكثف في الآونة الأخيرة.
أيها الجنود أيها الضباط إن هذه الحكومة
التي تزج بكم في هذه الحرب الخاسرة لأجل تلبية رغبات أمريكا وسفيرها في صنعاء, لم
ولن تلقي لكم بالاً وستظل تتعامل معكم كأدوات رخيصة وقضية الأسرى الثلاثة والسبعين
أكبر دليل على ذلك.
أنتم ضحايا للسياسة الأمريكية ودفعتم لحرب
بالوكالة عن (الصهيوصليبية) فلا تخسروا دينكم ودنياكم من أجل فتات من الدنيا قليل".
وختاماً إلى العلماء الأفاضل نكرر دعواتنا
لكم بزيارة مناطقنا للتواصل والتحاور والتناصح لما فيه خير البلاد والعباد, ولقد
أحزننا أنكم لم تجيبوا دعواتنا الخاصة التي وجهناها لكم للحضور إلى وقار بشأن
الجنود الأسرى باستثناء الشيخ عوض با نجار حفظه الله ومن حضر معه, وإننا نذكركم
بواجبكم في توجيه الأمة ونصحها والسعي للإصلاح والتغيير ونصرة الشريعة الإسلامية.
من هم أنصار
الشريعة وكيف يعيش سكان مدينة جعار في ضل ولاية وقار:
لست خبيراً في شئون الجماعات المسلحة ولست خبيراً أيضا في الجماعات
والحركات الجهادية ولكنني كصحفي وناشط حقوقي زار بعض المناطق التي تسيطر عليها
جماعة أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة سأحاول جاهداً تعريف من هم أنصار الشريعة وبلغة
بسيطة يستسيغها معظم القراء الكرام .
في الأول والأخير هم بشراً مثلنا دينهم الإسلام وكتابهم القرآن
الكريم ويتبعون سنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهم ليسو بكائنات فضائية أو ينتمون لأي كوكب
آخر فقد وجدناهم وعرفناهم بشرا مثلنا من آدم وحواء , إلا أن ما يميزهم علينا
تشبثهم بالعبادة والجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام, والمستضعفين, وهم من أصحاب
التوبة والأنفال, وأهل سورة (الفتح) ويقرون بحديث (رسول الله صلى الله عليه وسلم) : الذي قال: (إذا
تبا يعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم
ذلاً لا ينتزعه حتى تعودوا إلى دينكم) ، يعني باختصار شديد فهم لا يريدون شئ
من هذه الدنيا الفانية سوء تطبيق شرع الله في أرجاء المعمورة – حد قولهم - .
حين وصلت مدينة "جعار" صباح يوم السبت المنصرم استقبلنا
مسلحو "أنصار الشريعة" بطريقة كريمة والابتسامة لا تفارق وجوههم وتعاملوا
معنا بأخلاق رفيعة ومتواضعة، إلى درجة أنه بدا لنا جلياً من خلال تعاملاتهم أن
لديهم منهجية فعالة ومؤثرة في التعامل مع الناس بغية كسب تأيدهم، وتغيير الانطباع
النمطي السائد الذي يعرفه العالم عن أعضاء "القاعـدة" عبر وسائل الإعلام
بأنهم ليسوا سوى إرهابيين وقتلة، ربما يكون ذلك تصنعاً، سيما وأنهم يعرفون أننا
صحفيون جئنا لننقل أوضاع الحياة العامة في إمارتهم المصغرة.
واللافت للنظر أننا لاحظنا أن شعبية عناصر "أنصار
الشريعة" بدأت تتوسع في مناطق متاخمة لمدينة "جعـار"، وينظر أحد
السكان المحليين إلى جماعة "أنصار الشريعة" بأنهم يقدمون من خلال
تعاملاتهم نموذجاً إيجابياً للدولة الإسلامية المصغرة ـ حـد تعبيره ـ كما يؤكد
العديد من المواطنين، بأنه حصل تمازج اجتماعي بين سكان المدينة وبين عناصر "القاعـدة"،
حيث تمت عمليات زواج بين الطرفين، ما يبرهن قدرة جماعة "أنصار الشريعة"
على خلق أجواء من التعايش والثقة مع الناس بصورة طبيعية، وتقديم أنفسهم بصورة أكثر
قبولاً من خلال توفيرهم لبعض الخدمات والاحتياجات الإنسانية، وتنظيم الحياة
العامة، حيث يديرون شؤون مدينة "جعار" بمجموعة دوائر أنشاؤها.. منها،
الدائرة الاجتماعية المختصة بالخدمات، والدائرة الدعوية المتعلقة بالتعليم
والحسبة، والدائرة القضائية المرتبطة بمؤسسة الشرطة، ودائرة استقبال قضايا
المواطنين وتوثيقها ضمن السجلات الخاصة، وغير ذلك من الأعمال التي يسعى "أنصار
الشريعة" من خلالها إلى تقديم أنفسهم كبديل للنظام السابـق.
المواطنون
في جعار يناشدون حكومة الوفاق :
ناشد المواطن محسن أحمد علي أحد سكان مدينة جعار عبر صحيفة
"عدن الغد" حكومة الوفاق الوطني وقيادة الجيش اليمني بفتح الطريق كونهم
يعيشون في مدينة حرب ويجب على الدولة أن تسهل للمواطنين التنقل بين عدن ولحج ،
فعندما يصاب احد السكان بحادث أو عندما تكون لدينا حالة وفاة أو حالة ولادة لا
يسمح لنا الجيش بالمرور والذهاب إلى مستشفيات مدينة عدن إلا عبر طريق الحرور الوعر
والصحراوي والذي تستغرق مدة السير فيه أربع ساعات ونصف ومع ذلك يتم إغلاق الطريق
في الساعة الرابعة عصراً .
المواطن أنور فضل عبد الجبار تحدث أيضا وقال لابد من فتح الطريق كون
مدينة جعار أصبحت الآن آهلة للسكان ويوجد فيها العديد من المواطنين والذين هم
بحاجة ماسة إلى فتح طريق زنجبار الكود لمرورهم فيه عند الذهاب إلى مدينة عدن .
وأضاف أنور نحن سعداء جدا بزيارة "عدن الغد" إلى مدينة
جعار ونتمنى منها أن تنقل رسالتنا هذه ومناشدتنا إلى حكومة الوفاق من اجل فتح
الطريق وإيقاف الحرب في أبين ،
وصرح مصدر محلي – أن مدينة جعار هذه الأيام تشهد إقبالا كبيراً من
السكان الذين كانوا قد نزحوا منذ بداية الحرب في أبين إلى عدة مدن يمنية .
وأكد المصدر بأن توافد المواطنين إلى مدينة جعار يعود إلى الأمن
والأمان والسكينة في مدينة جعار ، والفضل في هذا يعود إلى جماعة أنصار الشريعة ،
محاكم أنصار الشريعة وسر
استبدالها بمحاكم الدولة :
في
جعار لا مكان للخصام الطويل ولا داعي للمشارعة والابتزاز والرشوة وحق العسكري
وأجرة القاضي وتكاليف النزول ورسوم البلاغ وحق البترول أو قيمة القات, لا يحتاج
منك الأمر للمطالبة بحق أو عرض مظلمتك سوى لأن تبلغ محكمة أنصار الشريعة المتواجدة
في احد المباني والتي كانت محكمة روادها باقون منذ سنوات لنفس الخصومات التي لم
يراد لها أن تنتهي إلا مع مجيء هذه المحاكم الجديدة.
هناك شعور يتولد لدى الناس أن هناك من هو احرص على خدمتهم من مكاتب
الدولة التي ظلت تبتزهم في كل مكان ولا تزال حتى يومنا هذا تبتز الناس ومع كل نشاط
قد يتصوره عقل ولا يوجد مواطن إلا وقد عانى من هذا الابتزاز نظير حقوق من حقه
الحصول عليها دون أي مقابل وبالتالي فإن الشعوب لم تعد تبحث سوى عن مصالحها وان
كان مع الشيطان فإنها ستتحالف معه حالما تلمس منه مراعاة مصالحها وتيسير سبل
معيشتها وتصبح الحكومات اليوم أمام تحديات لا تقل وصفا عن صراع البقاء فإما النجاح
في كسب ثقة الناس وهذا لن يتأتى إلا بمزيد من العمل وإما الرحيل وهذا هو الإفراز
الجديد الذي على الحكومات وضعه في قائمة الأولويات والنظر إليه بعين الاعتبار.
ومهما
يشاع عن هذه المحاكم من مساوئ إلا أننا هنا بصدد الحديث عن إمكانية الفصل المستعجل
في القضايا وذلك بجمع أطراف النزاع وفك النزاع بحسب ما يتوفر من الأدلة والشهود
والوثائق وغيرها حيث أن في الشرع ما يكفي من الوسائل لحل أي نزاع.
وبغض
النظر عن شرعية هذه المحاكم من عدمها إذ أن البعض ينظر إليها على أنها خروج عن
دائرة النظام والقانون الذي لا وجود له إلا كمسمى, ويتهمها بعض المواطنون بالقيام بتجاوزات وإصدار أحكام قاسية ضدهم ,
ولكن ما هو واضح وجلي أنها استطاعت أن توجد لها قبولا في أوساط الناس لأن الناس لا
تريد أكثر من عدالة تطال الجميع وحلول سريعة لمشكلاتهم دون ابتزاز أو انتهازية أو
تمييز.
نحن هنا لسنا بصدد الترويج لجماعة أنصار الشريعة أو
لتلك المحاكم التابعة لهم فهي ليست منتظرة ذلك من احد, ولكنا نروج لفكرة العدالة
والحسم المستعجل لقضايا الناس وتسهيل معاملاتهم والرقابة لمنع الابتزاز باسم
العدالة.
مدينة جعار سابقاً وولاية وقار حالياً ...
مدنية جعار إحدى مدن أبين، وهي عاصمة مديرية خنفر، وقد ظلت ردحا من
الزمن تعيش حالة من الانفلات الأمني نتيجة لضعف سيطرة الدولة والحكم في مرافق
الحكومة، وهو ما أدى إلى نشوء عصابات وتكتلات تنتهج أسلوب النهب والتفيد لأموال
الناس الذين استضعفوهم.
وجعار هي أول مدينة تسقط بيد أنصار الشريعة التي كانت قاعدة لها
لتوزيع مجاميع من المقاتلين إلى بقية المدن في محافظة أبين.
فتاريخياَ كانت (جعار)هي ابرز المدن الحاضنة للجهاديين القادمين من
أفغانستان بعد الحرب ضد الاتحاد السوفياتي نهاية 1998م وحتى نهاية التسعينيات من
القرن الماضي، فشكلت مجاميع خفية وقليلة وسط مدينة جعار خلال 92 إلى 93م كانت خطتهم في
البداية هي استهداف نظام الحزب الاشتراكي في الجنوب تبعاَ لقول الشيخ أسامة بن
لادن (لا نجوت إن نجا الحزب الاشتراكي في جنوب اليمن) لأنه لا يقل سوءاَ في نظرهم
عن الاتحاد السوفيتي نتيجة للتقارب الفكري بينهما.. تم في تلك الفترة تنفيذ أول
عملية نوعية قتل فيها جنديان أمريكيان كانا في طريقهما إلى الصومال في إطار حملة
استعادة الأمل restor hop ، بعدها توسعت دائرة الجهاديين فأصبح لهم معسكرات في جبل (حطاط) وتمت لهم المشاركة في حرب
94م في قتال النظام الاشتراكي لكن هذا فيما بعد لم يكن محل رضا من النظام الشمالي
صاحب الشرعية في تلك الأثناء، فعندما أعلن عن (دولة ديمقراطية) أعلن كذلك أبو
الحسن المحضار ورفاقه بمدينة جعار الحرب على النظام الشمالي في عام 1996م.
كانت الأجواء في تلك الأيام في جعار تشكل بيئة مواتية لتجمعات
الجهاديين فتمكنوا من تجييش أنصار حتى أعلن عن جيش عدن أبين في 1998م بقيادة أبي
الحسن المحضار، وأصبح المحضار بعدها مطلوبا لدى الحكومة اليمنية بتهمة اعتراض سياح
فرنسيين وقتل البعض منهم، فألقي القبض عليه وحوكم، ثم انتهى الأمر بقتله سنة 1999م..، ولكن قتل الأفراد عند
الجهاديين يعد سبيلا للتمكين ولا يمثل انتهاء جذوة الجهاد بل تبقى الروح التي تشحذ
الهمم وذكرى بطل عالقة في ذهن السالكين من بعده، ولهذا ظلت مدينة جعار في حالة من
الشد والجذب حتى جاءت الثورة فكانت أول مدينة يسيطر عليها جماعة أنصار الشريعة.