الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

المصلحة فوق كل شيىء

بسم الله الرحمن الرحيم

قبيليات

 

المصلحه فوق كل شي

 

يقول تعالى عن يوم القيامة " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبينه لكل امرئ منهم يومئذ شانا يغنيه"

ولا يقتصر الفرار من الاحبه وتقديم المصلحة الشخصية على يوم القيامة فالمثل البشري يقول " إذا جاك الطوفان حط ابنك تحت رجليك"

فالمصلحة هي التي تصنع المشاعر وتتحكم فيها

واليك هذا المثل اليمني الذي يصف واقع المصلحة:

الزوج يحبش إذا أنتي قويه

والأهل يحبوش إذا أنتي غنية

والجار يحبش إذا أنتي سخية

 

 

و الام بكل ما تحمله في قلبها من مشاعر تترك ابناها الصغار من زوجها الأول لخالتهم زوجة أبيهم أو لأي شخص  وقلبها يتقطع ألما لكي تتزوج بأخر " وتشوف مستقبلها"

والرجل يهدم أسره فيطلق زوجته ويشرد أبنائه لكي يتزوج بأخرى تسعده ما بقي من عمره

 و لو أن ليلى العامرية أصيبت بمرض أقعدها عن خدمة قيس حتماً كان سيطلقها  حالا ولن يتذكر شيئا مما كان يقوله

والشخص إذا أصيب بمرض ولم يعد يرجى من أي فائدة تجد الناس بل اقرب الناس إليه يدعون له بالعز " يقصدون الموت"

 

حب خالي من المصلحه:

 

وأتحداك عزيزي القارئ أن تذكر لي حب أو علاقة خاليه من أي مصلحه غير  حب الله تعالى لعبده

ولا اقصد بالمصلحة الأمور المادية فقط بل قد تكون المصلحة معنوية

وإذا أردنا أن نبحث عن الحب الحقيقي بين البشر علينا أن نقيس الأمور بمقياس أخر

فحب البشر لبعضهم البعض تحكمه الطبيعة البشرية المفطورة على الاحتياج دائماً

وكلما اختلفت أنواع الاحتياج تختلف معها نسبة الحب وحقيقته

 ولا يوجد حب بشري تخلو منه الحاجة إلى شيء معين حتى في أرقى وأسمى العلاقات الانسانيه على الإطلاق

نضرب لذلك مثلاً بعلاقة الآباء بأبنائهم , فرغم سمو هذه العلاقة إلا أنها لا تخلو من المصلحة وان كانت ايجابيه

ولهذا قالت زوجة فرعون عليها السلام عندما وجدت موسى عليه السلام " عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا"

نجدها قدمت المنفعة

وقال زكريا عليه السلام :" فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب"

وإذا لم نحب أبنائنا لهذا السبب أو ذاك أو لأنهم زينة الحياة الدنيا فالمصلحة من محبتهم هي إفراغ عواطف الابوه والامومه التي فطرنا الله عليها

 

وصدق ابو بكر المحضار حين قال:

هذا يعز وهذا يودك

وهذا يحب فيك شي

والحاصل الوقت ذا يا عزيزي

المصلحة فوق كل شي

 

 

 

الخميس، 1 نوفمبر 2012

لماذا يجبرونا على التسول؟ بقلم احلام القبيلي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قبيليات

 

لماذا يجبرونا على التسول؟؟

 

مبروك لقد حصلت على جائزة:

هذا هو عنوان الرسالة التي وصلتني على الإيميل في ليلة بائسة من ليالي اليمن السعيد,

 لم تصدق عيناي ما تقرأ, معقول أخيراً حصلت على جائزة؟..

وبدأت أسأل نفسي قبل أن أفتح الرسالة: هل هي جائزة نوبل للكلام, أم جائزة العويس؟ أم ..؟..

 حتى تكون جائزة بسكوت ويفر المهم جائزة..

 فتحت الايميل وفوجئت بالرسالة تقول:"مبروك لقد فاز أيميلك بجائزة قدرها".. أخذت وقتاً طويلاً وأنا أحاول تحويل المبلغ من اليورو إلى الريال اليمني رحمة الله عليه ولم أستطع,

 وبدأت أوزع الأموال يمنة ويسرة, أعطيت أمي وأسرتها وأبي وأقاربه وصديقاتي وجيراني وزوجت مجموعة من الشباب العوانس على حسابي,

 واشتريت باصات ليشتغل عليها مجموعة من العاطلين " افيد واستفيد"..

وفتحت مكتباً للسفريات والحج والعمرة " علشان اعتمر وأحج كل سنة"..وو ووو"والفلوس ما كملت ". فوضعت ما بقي منها في البنك..

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية فجراً ولم أجد من يشاركني الفرحة إلا زوجة أخي, ذهبت إليها وأخبرتها بالمفاجأة, لكنها فاجأتني قائل'( إنها خدعه')..

لم أصدقها طبعاً ونمت وأنا أحلم

 وعندما استيقظت فتحت الايميل وبحثت عن اسم الشركة التي منحتني الجائزة وكانت الفاجعة, فقد كانت مجرد خدعة واحتيال

 وفقت من الحلم وعدت إلى الواقع, واقع حراف, واقع "خالي من الدسم " قصدي من الدعم والتشجيع والاهتمام,

 واقع وطن لا نأكل فيه اللقمة إلا وهي مغمسة بالذل..

 

عدت إلى واقع أبحث فيه عن شركة أو هيئة تتكفل بطباعة كتابي,

 أبحث عن جائزة بسكويت ويفر, أنتظر إنتاجي الفكري متى يصرف..

 واقع يجبرنا على التسول,

 نتسول الوظيفة

 ثم نتسول الراتب

 و نتسول المنحة

 و نتسول الترقية

 و نتسول العدالة

 ونتسول التشجيع و نتسول الدعم

 و تجد الناس يقفون في طوابير ينتظرون محافظاً أو وزيراً أو تاجراً, كل بيده تقرير أو طلب,

 هذا يتجاهلك وذاك يردك و آخر بالكلام الجارح يلمزك..

 وإذا مرض أديب أو شاعر أو فنان أو أي مبدع يموت على فراش المرض ونحن نتسول له تذكرة للخارج أو قيمة فاتورة العلاج من هذه الجهة أو تلك

 والملايين تصرف على شراء السيارات و الاوبريتات والمهرجانات و الحفلات والكلام الفاضي الذي لا يؤدي ولا يجيب..

 

 تباً لك من الوطن!!.

وكل عام وانتم بخير