قبحكم الله يا قادة الحراك وتبا لكم
تحية من القلب للشعب الجنوبي في الذكرى ال48 لثورة 14 أكتوبر رمز الحرية والنضال هذا الشعب الوفي لمبادئ وأهداف ثورة أكتوبر وتلك التضحيات الغالية التي قدمت من اجل الحرية ونيل الاستقلال في ال03 من نوفمبر 1967م...
لقد اثبت هذا الشعب انه شعبا موحدا برغم التأمر رغم التحديات وخلافات قياداته اثبت انه شعب أصيل لن ينجر لمثل هذه الخلافات والتمرتسات ولن يسمح لمن يريد إن يقسمه وان يعكر عليه فرحته بهذه الذكرى الذي خرجا يحتفي فيه بكل فئاته ومكوناته ليجدد العهد والوفاء للثورة للسير على طريق الحرية والخلاص .
أما قيادات الحراك الجنوبي لا أقول لهم إلا كما قال سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لأهل الكوفة الذين خذلوه ،،، (قبحكم الله) نعم قبحكم الله يا قيادات الحراك وتبا لكم من قيادات لا تخجل ولا تعي ولا تعتبر ولا تتعظ ،، هذه القيادات وهذه العقلية هي التي إضاعة الجنوب سابقا وأضعفت الحراك وهي إذا استمرت ستضيع القضية الجنوبية والجنوب مرة أخرى،،
ولذلك فإننا ندين مثل هذا العمل الذي يشتت جهود الجنوبيين ويقسمهم في فعالية كذكرى ثورة الجنوب العظيمة 14 أكتوبر ولا نجد لهذا الخلاف وهذا التمترس والسعي الحثيث لتحجيم الفعالية في العاصمة عدن أي مبرر يستطيع أي ممن ساهم بهذا العمل الغير مشرف من تقسيم الشعب في العاصمة عدن إلى تبريره بأي حال من الأحوال وندعوا لتشكيل لجنة من الشباب المخلصين لتقصي حقيقة هذا الخلاف وتقسيم الشعب في مثل هذه الاحتفالات المهمة والتاريخية لأرض وشعب الجنوب ..
لقد تعبت وملت الناس مما تصيح وتناشد وتحذر وتطالب وتتوسل وتترجي قيادات الحراك ان تكون عند مستوى المسؤولية وعند تطلعات شعبنا وتضحياته الغالية تعبت الناس وهي تناشد هذه القيادات ان تتوحد وان تنظم عملها العشوائي المتخبط المتغلب الذي تحكمه الهواجس والنزعات والعواطف وحب الذات ,, تعبت الناس وهي تطالب بتنظيم وتنسيق عمل ونشاط الحراك وتوحيد فعالياته وتسيس وتنظيم نشاطه الإعلامي والسياسي والدبلوماسي وتوحيد وترشيد خطابه السياسي ،، تعبت الناس وهي تتوسط وتفرع بين هذه القيادات المتصارعة التي لاهم لها الا الشهرة والتسابق على المنصات واختلاق الخلافات على حساب القضية الجنوبية ومعانات الناس .
بربكم قولوا لنا لماذا قيادات الحراك في الداخل ولثلاثة أعوام متتالية لم تتفق قط على موعد ومكان محدد لإحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر بشكل موحد ،، فكل ما هلت علينا ذكرى ثورة أكتوبر كلما هلت علينا خلافاتهم وانبرى هذا القائد او ذاك لإعلان فعاليته خلافا للأخر دون احترام لتعب ووقت للناس وظروف وإمكانياتهم الذين يشاركون في هذه الفعاليات على حساب قوت أطفالهم،،
هذا الوضع والخلافات وتشتيت الجهود والطاقات لا ينطبق على الداخل فقط بل وعلى الخارج كذلك التي وصلت بعض الفعاليات بين الجنوبيين الى مهازل حقيقية وفضائح يخجل المرء منها .
المصيبة أنها نفس الأصوات ونفس الأوجه التي قسمت الحراك الى العديد من المكونات والتيارات وفرقت الجنوبيين خلف إمراضهم ونزعاتهم الذاتية وهي نفسها التي لا تريد للحراك ان يتوحد واشغلوا الناس والحراك بخلافاتهم الغير مبررة والغير مقبولة .
فبالله عليكم هل هذه القيادات هي التي يمكن ان نراهن عليها في قيادة ثورة الجنوب وتحرير الجنوب ؟؟ وهل يمكن ان يركن ويؤتمن على مثل هذه القيادات غدا ان تقود دولة الجنوب القادمة بسلام ؟؟ وهي لم تستطيع ان تنظم وتتفق على فعالية مشتركة،، والفضيحة ان تجري في عدن وفي نفس اليوم والوقت الدعوة لفعاليتين بمناسبة الذكرى 48 لثورة 14 أكتوبر على بعد أمتار من بعضها البعض في ساحة المنصورة والهاشمي أنها مهزلة ورب الكعبة ،،، فهل رئيتم مهزلة وفشل اكبر وأكثر من هذا ؟؟
هل تعلمون ما هو السبب ؟؟؟ إنها المصالح الخاصة ،، وحب الظهور على المنصبة والتسابق على مكبرات الصوت ،، وهذين السببين هما في نفس الوقت العائق الحقيقي تجاه وحدة الحراك والانتقال فيه للعمل المؤسسي المنظم عبر الهيئات ،، لان البعض يرى انه أذا احتكم وعمل من خلال الأطر سيفقد شعبية الظهور وسيفقد بعض المصالح الشخصية التي يحصل عليها من العمل العشوائي الغير منظم ولان تنظيم العمل عبر الهيئات سينظم الكثير من الأمور وبالتالي فان التعامل والتواصل سيكون عبر هذه الهيئات لا عبر الأفراد كما هو حاصل اليوم ..
نعلم جميعا ان الحراك السلمي الجنوبي الذي سار بخطاء ثابتة في بداياته في عدن بقيادة جمعية المتقاعدين العسكريين ثم مجالس التنسيق للحراك السلمي وتوج ذلك العمل الرائع بعملية التصالح والتسامح قد يشكل اصطفاف وتحالف جنوبي واسع كلحمة واحدة ،، ولم يعرف مثل هذه التجاذبات والخلافات ولا مثل هذه التسميات والتصنيفات التي فرقة الجنوبيين ولا مثل هذه التعبئة والتخوين والتكفير الذي اضعف الحراك وتم ترحيله من عدن الى قمم الجبال والقرى إلا بعد أن تعددت مكونات الحراك وتسلق الحراك أصحاب المصالح الخاصة الضيقة وبعد ان سيطر على الحراك العمل العشوائي والتخبط والمزاجية والشعارات العاطفية الغير مسيسة وتم تتويه الجنوبيين وإشغالهم وتنافرهم في قضايا بعيدا عن القضية المركزية وفي خلق واختلاق عداوات وأعداء غير نظام صنعاء.
وكنتيجة طبيعية لهذا العمل العشوائي فقد أنعكس ذلك ليس في ضعف الحراك فحسب بل وفي عدم قدرة الحراك من التعاطي السياسي الناضج مع الإحداث والمتغيرات والتطورات الناشئة وتجلى ذلك التخبط أكثر وضوحا في عدم قدرة الحراك من امتلاك موقف سياسي موحد من ثورة الشباب والإحداث الأخيرة على ارض الجنوب التي أظهرت هشاشة العمل التنظيمي للحراك على الأرض .
الحقيقية التي ينبغي ان نعترف فيها جميعا اليوم ان قيادات الجنوب السابقة قد فشلة في المحافظة على الجنوب بل كانت سببا لضياعه بل وفشلت ان توحد الحراك بل كانت مصدر رئيسي لخلافاته وعجزت هذه القيادات التي راهنا عليها لفتح قنوات مع العالم لتأييد ومناصرة القضية الجنوبية ،،، وان قيادات الحراك في الداخل هي الأخرى قد فشلة أيضا في المحافظة على زخم الحراك الجنوبي وفي قيادته وتوحيد الجنوبيين والتفافهم حول قضيتهم الجنوبية العادلة بل كانت هذه القيادات سببا في إضعاف الحراك وتمزقه ومشاكله وخلافاته وهذه الحقيقية ينبغي الاعتراف فيها بشجاعة اذا كنا صادقين ونريد الخروج من هذا الوضع ، ولذا فان المراهنة على هذه القيادات هو الفشل بعينه لان تكرار التجارب الفاشلة وتجريب المجرب القديم والجديد سيقودنا حتما إلى نتيجة نعرفها مسبقا والى الضياع مجددا وقتل الحلم الجنوبي الواعد .
إن إخراج الجنوبيين والجنوب من هذا الوضع الذي عاشه ويعيشه الحراك الجنوبي من التخبط والعشوائية والاختراقات والخلافات وثقافة الماضي وأزمة الثقة والمخاوف والتخوفات الخ ،، وما يعيشه الجنوب اليوم من أوضاع مأساوية خطيرة ،، يتطلب إرادة جنوبية شجاعة وموحدة بحجم القضية الجنوبية وبحجم التحديات والمخاطر يتطلب قيادة متجردة من حب الذات ومن أمراض وترسبات الماضي القبلية والحزبية والعصبية ومن ثقافة التأمر والتخوين والإلغاء ويتطلب تنقية وتطهير الحراك من كل الشوائب والأمراض والحفاظ على طابعه السلمي والأخلاقي ،، يتطلب قيادة تضع مصلحة ومستقبل الجنوب فوق كل اعتبار وفوق أي خلافات وحسابات وحساسيات ،، ،، قيادة ولائها لله أولا ثم الوطن.
ولذلك فان على هذه القيادات في الداخل والخارج التي لم تستطيع طوال خمس سنوات ان تتقدم بالقضية الجنوبية بل كانت سببا لتقهقره و لما أوصلوا إليه الحراك من ضعف وتشتت وانكسار ،، على هذه القيادات من اجل مصلحة الجنوب وخوفا على القضية الجنوبية ومن اجل إعادة الاعتبار للحراك السلمي الجنوب واستعادة زخمه وهجه ووجهه المشرق عليها ان تنسحب وان تترك للوجوه الشابة الجديدة قيادة الحراك لإنقاذه قبل فوات الأوان .
لقد آن الأوان لهذه القيادات الحبيسة لخلافاتها وشهواتها ونزعاتها آن لها أن ترحل ,,،، وان تفسح الطريق لشباب الجنوب المثقف المتعلم لان يقود نفسه بنفسه وان يرسم ويصنع مستقبله بيده ويتحمل مسؤوليته التاريخية الكبيرة بجد ومصداقية وإخلاص .
أبو وضاح الحميري 15اكتوبر 2011م