الأحد، 16 أكتوبر 2011

شعبٌ يتهاوى .. ونظام يتفرعن بالمعارضة...!!



شعبٌ يتهاوى .. ونظام يتفرعن بالمعارضة

 

بقلم / رياض صريم

 

هي أزمة .. ثورة .. مجرد عبث .. خلافات .. استرجاع حقوق .. انتقام ، لا فرق فالشعب يسير نحو الهاوية .. فهو لم ينتفض ويثور ، ولا هو عرف مكامن الوجع ، ولا النظام استحى على نفسه وغادر ..

من يراقب الوضع في اليمن يدرك أنها مجرد زوبعة و هرطقات إعلامية بين المعارضة والنظام ، الشعب يتهاوى في الحضيض بين الجوع والفقر والمرض ، يسير نحو المجهول بينما نظامه يتفرعن على العالم ويتسلط على العامة بمساعدة المعارضة التي لم تتيح المجال للشعب أن يحدد مصيره ، فرقة على محسن (عزكم الله) شغلونا بالبيانات والهدار الفاضي وفي الأخير هم السبب في تأخير الثورة وقتل الشباب وزيادة النعرات وتحريض الشعب علينا وأخر المستجدات متهبشين للمحلات والعامة ممن يمرون أمامهم في الشوارع ، النظام وعلي محسن متفقين أو متخاصمين ، أخوة أو أبناء عمومه أو أقارب لا يهم المهم هي المصالح المشتركة التي تجمعهم ، نظام ذليل ومملوء بالرعب لا يملك الحزم ولا يتسطيع الخروج أو المغادرة متذبذب متعود على أن يكون الوجه المخزي لليمن أمام العالم ، أما المعارضة فهم كالمرأة (الحانقة) يتركوا المبادرة اليوم ويخرجوا الشباب في المسيرات ليقتلوا ويعودوا لمربع المبادرة (يشتو الكرسي بأي طريقة ما يهمهم الشباب) بالعربي الفصيح ، ثورتنا ثورة بورة مش ثورة حرية كما نريدها وأرادها الكثيرين ممن غادروا الساحات وعادوا منازلهم (يطلبوا الله) .. ملوا الوضع والقرارات في الساحات ، ملوا من العبث دون فائدة .. الشعب عايش حياته أكل شارب شابع ما يهمه شيء (راح النظام والا رجع ، أحنا عايشين ويسدوا) هكذا بات المنطق لدى عامة الشعب حتى الذين يخرجون للساحات في يوم الجمعة باسم الصلاة مجاملين الثورة أو النظام ، لا يوجد قرارات حتمية أو جدية من كافة الأطراف في تحديد المصير لهذا الوطن ، جهل غابر عبث بأفكارنا وعقولنا حتى بتنا لا نفرق بين الصحيح والخطأ ، لا يهمنا شيء من مات مات ومن عاش عاش ، المهم أننا نمارس طقوسنا المعتادة في البحث عن لقمة العيش لليوم الذي يواجهنا مع إشراقة كل صباح ، المستقبل مش مهم ، القادم لا يهم ، التقدم ليس في قاموسنا فنحن متعودين على التقدم للوراء .

ماذا يحدث يا وطني؟ ، ماذا يمكن أن يحدث أيها الشعب ؟ ، على قول جدتي مالنا إلا الله والا معجزة إلهية تخرجنا من هذا الوضع ..!!

هل بات الوضع حد اليأس هذا فعلاً ، هل بتنا لا نقوى على تحديد مصيرنا ، أين الإرادة الشعبية ، هل هي ثورة منتقمين ومغرر بهم فعلاً ، أنا لست مغرراً بي وأبحث عن الثورة منذ سنوات فيما المعارضة لم تؤيدني على ذلك حينها ، أنا أبحث عن الحرية والتقدم والتطور لبلادي منذ سنوات ولكن لم يؤيدني الشعب ، إذا أين السبب ؟ أين الفجوة التي تمنع تسرب التفكير السليم إلى عقول اليمنيين ؟؟؟؟؟؟

يالله الوضع مخزي ومزري والشعب يتهاوى نحو الانتهاء ، الشعوب لا تريدنا أن نكون الأقوى ، لا يريدون أن نكون الأفضل ، هم يدركون القوى البشرية والإمكانيات العقلية والمادية التي نمتلكها والتي يلتهمها النظام كي نظل كما نحن (محلك سر) لا نواكب العصر ولا نتجاوز الحاضر والمستحيل ؟ ، يريدون أن ينفردوا في الظهور أمام العالم وفي ساحات السياسة ويكونوا هم الحلقة الأقوى ونحن الحلقة الأضعف على مر العصور .. يرعبهم اسم اليمن وشباب اليمن وتاريخ اليمن وحضارة اليمن ... !! إلى متى ؟؟؟؟؟؟؟

المعارضة اتفقت مع بعضها البعض الإصلاح يمتلك أعضاء أكثر من أي حزب ، يمتلك الإمكانيات المادية أكثر من البقية ، يمتلك الفرعنة والسلاح أكثر من بقية الأحزاب إذا من حقه إدارة الثورة والتحكم بها واتخاذ قراراتها ، لا يهم انضم الشعب أو لا .. لا يهم هل يناصرهم البقية أم لا .. المهم أنهم يدعمون الثورة وهم من حقهم أن يقودوها ويمتلكوها (شاقيين عليها هي من حقهم) ..

نحن شعبٌ لم يفهم الديمقراطية فعلاً ولم ندرك ماهي السياسة ولا ماهي الثورة فكيف لنا وإن كنا نحن الشباب نعرف كل هذا أن نوصل صوتنا للعالم وهناك من يتحكم بنا وبأفكارنا ويسيطر على قراراتنا ويسيرنا على هواه كونه الفرعون الأكبر والعقلية المدبرة والمسيرة للأمور التي لا نقوى عليى القيام بها ..

إذاً أين إرادة الشعب التي تتمثل الآن في العيش رغم كل هذا والصبر الفريد من نوعه على كل هذه الظروف ، الشعب يفضل أن يعيش في ظروف أمر من هذه ألف مره على أن يناصر الثورة التي يقودها الإصلاح ، الإصلاح هو الوجه الوحيد الذي يفسد الثورة ، هو الصوت النشاز الوحيد الذي عبث بالثورة ، هو الحزب الوحيد الذي أفشل السياسة ومفهومها في اليمن ,, وهو العذر الوحيد للنظام حين يقتل أحلامنا ويعبث في ساحات ثورتنا ، لأنه يدرك بأننا لم نعي بعد ماذا يعني الوطن والسياسة والديمقراطية ..

نحن لا زلنا أطفال سياسة نعبث بها حسب مصالحنا ولا ندرك الماهية الحقيقة لها في إدارة الشعوب والأوطان للسير نحو الأفق والتخطيط للمستقبل .. نستخدم الديمقراطية والسياسة من أجل اللحظة وحين ندرك بأنها ستكون ضدنا نعود للإسلام والقرآن ونصبح علماء دين ومفتين وغيرها من العبثيات التي تفسد العقول ..

أي مهزلة تقودك أيها الشعب الغارق في تفاصيل الحياة .. أي مآل آلنا إليه في حضرة التاريخ ومجد الأمم ، أي حكايات تنتظرنا وأي مستقبل يقودنا إليه النظام أو الثورة أو المعارضة أو الصمت المخيف الذي يتوحشنا ..

كنت أعيش التاريخ والحرية والجمال والمستقبل الجميل عندما انطلقت شرارة الثورة في فبراير ورأيت الحرية تشرق في وجوه أصدقائي الذين لم أعد أجدهم في الساحات ,, أين الظلم والبؤس الذي أقسمنا على أن نطهر بلادنا منه ، لقد امتلأ الوطن بأدران النظام يا أحبتي لقد أحاطوا بنا من كل الجهات ، النظام يمثل المركز الرئيسي لهم وهاهم يختلطون بنا باسم الثورة التي قمنا بها على أسس نقية وأهداف طاهرة ورائعة .. إنهم يعبثون بنا يا أصدقائي .. إنهم يفسدون حياتنا يفسدون ثورتنا وتاريخنا ومستقبلنا ..

لك الله يا وطني من التقدم والتطور فالشعب لم يعرف بعد ماذا يعني المستقبل ؟ لك الله يا وطني فالشعب ما زال نائماً يعاني من (ديزبام) تغرير السلطة والمعارضة فيما هم جميعاً خائنين لك ولهم ولنا وللتاريخ ، لا يصلحون أن يكونوا أصحاب وطن ولا أصحاب سياسة أو تاريخ ..

أما أنا فسأكتب وقلمي عن التاريخ ، سنحاول أن نبحث عنك في زوايا الحرية والتفكير علنا وعسانا نجد من يسمعنا في شعب يتهاوى ونظام يتفرعن على شعبه على حساب المعارضة ، ويكون الوطن والشعب والحلم والمستقبل هم الضحايا ، سنواصل الكتابة فإما فتحنا ثغرة للحق وإما متنا على جهل الشعوب ..

 

 

* عضو المكتب التنفيذي للمجلس الإعلامي للثورة

* صحفي وناشط حقوقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق