الأربعاء، 11 فبراير 2009

الجنوب العربي وتقرير المصير .. نسخة نشرتها الايام كتبت في 1966م‎

الجنوب العربي وتقرير المصير .. نسخة نشرتها الايام كتبت في 1966م‎
صحفية الايام : نجمي عبد المجيد
ظلت فترة الستينات من القرن الماضي مرحلة صراع حول تحديد نوعية الوضع السياسي الذي تكون عليه تشكيلة هذه المنطقة، حيث تصارعت تصورات وتصادمت أفكار، عمل كل اتجاه منها على فرض حدوده التي كان يرى بها الحل الاقليمي لما يجب أن يكون عليه وضع الجنوب العربي بعد 1967م.
وبما طرح من اجتهادات ذهنية منطلقة من حق الانتماء لهذا المكان، وبما جرى من أعمال حربية في ساحات الصدام، سعت من خلال كل هذا إلى تحديد نوع السلطة القادمة، ولم يكن العمل السياسي أو العسكري هو الذي انفرد بهذه الأحقية بل كانت الصحافة صاحبة رؤية ونهج في عملية تقرير المصير للجنوب العربي في ذلك الغليان المتصاعد والذي حدد مصير الجنوب بعد عام 1967م ولكنه لم يخلق أرضية تأسيس ثبات السلطة بفعل الانفلات عن الأصل السابق، وتلك أزمات وانهيارات يسقط بها العمل السياسي عندما تكون القيادة غير مدركة لحدود الهوية ومعنى الانتماء والعلاقة بين الجغرافي والسياسي.

كلنا بناة الاستقلال..

طرحت صحيفة «صوت الجنوب» الصادرة في عام 1961م التابعة لحكومة اتحاد الجنوب العربي والتي كان رئيس تحريرها الكاتب المبدع والشخصية الاعلامية الخالدة أحمد شريف الرفاعي، الكثير من الآراء حول مصير الجنوب العربي سياسياً.
وفي العدد (2) السنة السادسة الصادر يوم الجمعة بتاريخ 16 سبتمبر 1966م الموافق 1 جماد ثاني 1386هـ جاء في باب الموقف السياسي:«من الذي يبني الجنوب العربي من يحمي استقلال الجنوب العربي ويحافظ عليه؟؟ إنه لمن المؤكد أن الجنوب العربي سوف يحصل على استقلاله خلال عام 1968م.
وعندما يحصل شعب من الشعوب على استقلاله، فإن معنى ذلك أنه خرج من طور كانت الايادي الاجنبية تتحكم فيه.. إلى طور جديد هو المتحكم والآمر في مختلف شؤونه.
والشعوب عندما تستعد لاستقلالها، لا يمكنها أن تقلل من قيمة الاستقلال، ونحن في الجنوب العربي مقبلون على الاستقلال، مقبلون على تطورات جديدة في واقع جديد وتجربة جديدة لبناء بلادنا.وأرضنا الواسعة الغنية، بحاجة إلى أن نحافظ عليها محافظة تامة، محافظة لا تشوبها الشوائب، فكل قطاع من الشعب مسؤول عن حماية الاستقلال، فالمواطن في الخدمة المدنية هو ذلك الخادم الأمين الحارس لمصالح الشعب المنفذ لأوامره.
والموظف كونه يخدم الشعب يبقى بعيداً عن الأمور السياسية التي إن دخل في غمارها تعوقه عن سير واجباته وإذا ما تدخل الموظف في الأمور السياسية فإن كافة المصالح التي تخص الجمهور تتعرقل بسبب نزعات سياسية معيية قد تقف حائلاً دون تنفيذ الأمور. وبذا تتعقد المشاكل وتزداد تدهوراً وتعم الفوضى في الخدمة المدنية.
الموظف يجب أن يحمي مصالح الشعب وأن يكون خادماً له، درعاً واقياً لمستقبل بلاده بعيداً عن المصالح الذاتية.. عاملاً، مخلصاً، كفؤاً لأداء واجباته وطالما أدرك الموظف هذه الأمور فإن كل مصالح الشعب لن تكون معاقة. ومستقبل الجنوب العربي الإداري إذ يعتمد اعتماداً كلياً على الموظفين بصورة رئيسية، إلا أن مختلف فئات الشعب يجب أن تشترك اشتراكاً فعلياً في الحفاظ على المكاسب الوطنية التي يمكن أن تحقق في مختلف المجالات التطويرية في البلد.
إن الفئات المختلفة من شعبنا، تجاراً وعمالاً ومهنيين وحرفيين مسؤولون أدبياً على المحافظة على سلامة أرضنا وبلادنا والحفاظ بكل قوة، والوقوف يداً واحدة لتحقيق المكاسب الوطنية التي تعود بالخير والرفاهية على شعب الجنوب العربي.إن استقلالاً دون وحدة وطنية، ومشاعر موحدة لا يمكن أن يكون استقلالاً سليماً وقوياً ومدعوماً إذا كانت فئات الشعب منصرفة انصرافاً كلياً إلى المصالح الذاتية والمكاسب الشخصية أكثر من انصرافهم إلى الحفاظ محافظة تامة على المكاسب الوطنية التي تتحقق وتنفذ في سبيل المصلحة العامة.
نحن بحاجة إلى وحدة وطنية قوية متماسكة، وهذه الوحدة لا يمكن تحقيقها، إذا كانت مختلف الفئات الوطنية على أشكالها وتباينها لازالت مختلفة بعضها البعض، ولا يمكن أن يكون لنا استقلال حقيقي كامل ونحن مختلفون. إن على فئات الشعب أن تدرك بكل وعي أن الاختلاف ليس من المصلحة الوطنية، وأن مثل هذه الخلافات متى ما تعمقت فإنها تزيد الأمور تعقيداً أو تؤخر الوحدة الوطنية المنشودة. وحكومة اتحاد الجنوب العربي، قد رحبت وترحب دائماً بوحدة هذه القوى والجلوس على مائدة واحدة للتفاهم وحل المشاكل- إن كانت هناك مشاكل.
إن الحلول لا يمكن أن تفرض من قبل هذا وذاك ولكن الحلول السليمة، يمكن أن تأتي عن طريق تفاهم بين مختلف الفئات وعلى الجهات الوطنية أن تدرك أن مصلحة جنوبنا العربي فوق كل مصلحة، وعلى شعبنا أن يشارك في تحقيق هذه اللقاءات المنشودة التي سوف تؤدي إلى إصلاح الأمور المعقدة والتي متى ما انتهت فإن السلام سوف يعم أرضنا.
إن الاستقلال لا يمكن أن يكون مدعماً إذا كنا جميعاً لا نشترك في تدعيمه، وتقويته، فكل فرد من شعبنا، اليوم مسؤول عن بناء وطنه في مختلف النواحي. واقتصادنا الوطني، هو الأمر المهم، الذي يجعل كل فرد يفكر في تدعيمه وتقويته والاقتصاد المتين لن يتحقق إلا إذا فكرت رؤوس الأموال في استغلال أموالها في مختلف المشاريع التي تعود على الصالح العام بالرفاهية.
وأرضنا واسعة.. تحتاج إلى الأموال والاستغلال ومتى ما توفر عنصر المال لاستغلال هذه الأرض، فلن تكون لدينا بطالة.. ولن نكون بحاجة إلى غيرنا.. أرضنا هي أرضنا.. نحن بإمكانياتنا وأيادينا وسواعدنا سوف نستغلها ونزرعها خيراً يعود علينا جميعاً بالازدهار. ورؤوس الأموال الوطنية، يجب أن تعرف أن هذه الأرض متى ما استغلت الاستغلال الكامل.. النافع، فإنها سوف تدر عليهم الربح الوفير، خاصة إذا ما استطاعت رؤوس الأموال أن تستغل أموالها في الطرق الصحيحة لاستغلالها.
لا نريد أن نعتمد على أحد، يجب علينا أن نعمل على توفير الكفاية من الغذاء والملبس من خيرات أرضنا حتى نستطيع أن نبني وطناً مزدهراً.
وعلى مختلف فئات الشعب أن توحد الصفوف وأن تدرك أن العمل من أجل وحدة الهدف هو أمل الجميع وأن هذه الوحدة متى ما تم تحقيقها فإنها تكفل لنا العيش بسلام».
شهد الجنوب العربي في عام 1966م العديد من الأحداث، في شهر يناير يحدث الاتحاد بين منظمة التحرير مع الجبهة القومية ويكونان معاً جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل.. ولكن ذلك الاتحاد لم يستمر لأكثر من 6 شهور، بعد ذلك تقرر الجبهة القومية الانسحاب من جبهة التحرير، وفي نفس الشهر قدمت البعثة الدستورية مقترحاتها الدستورية إلى حكومة اتحاد الجنوب العربي.
شهر فبراير أعلنت بريطانيا في كتابها الأبيض عن خفض عدد قواتها فيما وراء البحار وتعلن عن انسحاب كل جنودها من عدن عندما يأتي عام الاستقلال والذي حدد في 1968م.
في مايو أرسلت حكومة الاتحاد بعثة إلى لندن تطلب منها الحماية لكيان حكومة اتحاد الجنوب العربي بعد الاستقلال، وفي يونيو أعلنت بريطانيا عن معونة قدرها 5 ملايين ونصف المليون جنيه استرليني من أجل توسيع قوات اتحاد الجنوب العربي، وعندما جاء شهر يوليو عمت عدن جوادث اغتيالات راح ضحيتها أطراف من الجبهة التحرير.. وأطراف أخرى من الجبهة القومية.

الجنوب العربي ليس جزءاً من اليمن..!!!

في تلك الفترة كان الجنوب العربي يسعى إلى وضع تصوره لكيانه السياسي القادم، بعيداً عن أية تجاوزات لواقعه، وظل يرى في مشروعه الآتي مرحلة جديدة من الانتقال في الهوية والانتماء التاريخي، أما الجانب اليمني فقد كان ينظر إليه كجزء من الجغرافيا الواحدة، لذلك وضع حق المطالبة به. وحول هذا الموضوع جاء في العدد (1) السنة السادسة من صحيفة «صوت الجنوب» الصادر يوم الجمعة بتاريخ 9 سبتمبر 1966 م الموافق 24 جماد أول 1386هـ في باب الموقف السياسي هذا الرأي:«الدعايات التي يشنها الجمهوريون اليمنيون بادعاءاتهم بيمنية الجنوب العربي.. هذه الدعايات باطلة لا أساس لها. فإن شعب الجنوب العربي لا يمكنه أن يقبل بيمنية المنطقة. ولن يرضى بالتبعية لأي دولة خارجية.. إن المحاولات اليائسة التي يقوم بها النظام الجمهوري في اليمن لجعل الجنوب العربي تابعاً لهذا النظام، هذه المحاولات قد باءت بالفشل منذ أن نودي بها.
على حكام اليمن أن يعرفوا أن شعب الجنوب العربي لا يقبل بالتبعية.. إننا لا نريد أن نكون تابعين لهم.. نأتمر بأوامرهم، ننفذها كيفما شاءوا وحسبما يريدون.
نحن شعب عربي.. وجد منذ التاريخ، شعب له مقوماته التاريخية.. شعب له تاريخ حافل بالأمجاد، إن المنطق والعقل يدحضان كل الأقوال والمؤامرات التي يحيكها الجمهوريون اليمنيون في محاولاتهم بالادعاء بأن الجنوب العربي جنوب يمني استولى عليه البريطانيون.
لو درس اليمنيون التاريخ الذي يثبت أنه لم يخضع لحكام اليمن حاكم في الجنوب العربي، سيجدون أن كل الحملات التي قام بها حكام اليمن منذ القدم لضم أجزاء الجنوب العربي إليه، وإخضاع حكامه باءت بالفشل الذريع فقد كان الحكام يردون اليمنيين على أعقابهم كلما حاولوا أن يخضعوا حاكماً من الحكام وكانت القبائل العربية الشجاعة تقف بكل قوتها تدحض هذه الأباطيل وترد الغزاة إلى خنادقهم ليحتموا بها من نيرانهم، وهكذا على مر الزمن لم يستطع اليمنيون إخضاع حكام وقبائل الجنوب العربي تحت إمرتهم.
لقد لاقى اليمنيون في كل محاولاتهم رجالاً أشداء يأبون أن يكونوا تابعين ففشلوا في غزواتهم وعادوا مدحورين، ومهما حاول المندوب اليمني في هيئة الأمم المتحدة أن يصور أن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ليست مشكلة، لأنه متى ما يتم تنفيذها في نظره ورحيل البريطانيين فإن الجنوب العربي سيكون تابعاً لليمن بصورة تلقائية. هكذا يفكر المندوب اليمني ونسي هذا المندوب أن الأمم المتحدة لا تعترف بالتبعية ولا تعترف بأي حق لليمن في هذه المنطقة، بقدر ما تعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
إن الأمم المتحدة تعترف بوجود الجنوب العربي، وقد دلت قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب العربي على تأكيد ذلك، والأمم المتحدة لم تقبل ادعاء اليمن بملكية الجنوب العربي ولن تقبل بهذا القول مستقبلاً. ومثلما فشل عبدالكريم قاسم بمطالبته بالكويت وادعاءاته الجنونية أن الكويت أرض عراقية سوف تفشل أية مطالبة من اليمن بالجنوب العربي كجزء من اليمن.. ذلك لأننا لسنا أتباعاً، وإنما أحرار نحكم أنفسنا بأنفسنا دون تسلط خارجي. ومثلما وقفت الأمم المتحدة كلها في وجه عبدالكريم قاسم في مطالبته بالكويت فإنها سوف تقف في وجه اليمن.. تشجب بكل قوة ادعاءاتها وأكاذيبها التي لا تستند إلى حقائق خاصة وأن شعب الجنوب العربي مصمم على الاستقلال وحق تقرير مصيره دون تدخل خارجي.
يجب أن يعرف اليمنيون أن الرئيس عبدالناصر لم يقل إن السودان مصرية، مثلما كان فاروق يدعى بذلك، بل أن عبدالناصر أعطى الحق للسودانيين في تقرير مصيرهم. وهاهي السودان الشقيقة اليوم دولة لها شأن في المواقف الدولية. إننا جنوب عربي لا جنوب يمني، أرضنا واسعة والحمد لله. فمساحتها أوسع من اليمن نفسها.
إننا شعب عربي في جنوب عربي، يطمح إلى الحرية وتقرير المصير. وهذا ما قرره الشعب وما أعلنت عنه حكومة اتحاد الجنوب العربي في موافقتها على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وقد كانت من نتيجة ضغط حكومة الاتحاد على الحكومة البريطانية وتمسك الاتحاد بتنفيذ هذه القرارات.. والضغط القوي الذي مارسته الحكومة الاتحادية على الحكومة البريطانية.. أن اضطرت الحكومة البريطانية إلى إعلان موافقتها على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإن هي أبدت بعض التحفظات الشكلية إلا أن هذه التحفظات لم تقف عائقاً لتشكيل البعثة المقترحة. نحن اليوم مقبلون على تقرير مصيرنا فعلى اليمن وغيرها من الدول أن تعرف ذلك.. وأن تقف إلى جانبنا وتدعم قضيتنا وتساندنا.يجب أن يعرف اليمنيون أننا لسنا جنوباً يمنياً ولكننا واليمن جزء من الأمة العربية فليفهم اليمنيون هذا الكلام».

أسئلة في البرلمان البريطاني حول الجنوب العربي ..

في تاريخ 9 نوفمبر عام 1966م طرحت عدة أسئلة في البرلمان البريطاني حول حق تقرير المصير للجنوب العربي، وقد تقدم المستر بيجزد يفيسن العضو البرلماني بسؤال يوم الاثنين من ذلك التاريخ على المستر جورج براون في مجلس العموم البريطاني عما إذا كان سيذكر الإجراءات التي يتوقع أن يتخذها حيال المحافظة على الأمن وسيادة الجنوب العربي بعد منحه الاستقلال. وكان رد المستر براون:
«عندما ينال الجنوب العربي استقلاله فإنه سيصبح كأي بلد يتمتع بسيادته، حراً باتخاذ أية تدابير للدفاع عن نفسه بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة أما في الوقت الراهن فإن الحكومة البريطانية تمنح اتحاد الجنوب العربي مبالغ كافية كمساعدات إضافية لتقوية قواتها المسلحة وإعدادها إعداداً كاملاً للدفاع عن المنطقة تمهيداً لنيل المنطقة الاستقلال».
كذلك وجه السير اليك دوجلاس هيوم سؤالاً إلى المستر براون: ألا يعترف العضو المحترم بأن الحل لاستتباب الأمن في الجنوب العربي يكمن في إنشاء سلاح جوي فعال للجنوب العربي حيث يمكنه العمل بكل حرية والقيام بالدفاع عنه وأنه من المستحيل خلق قوة جوية قبل عام 1968م وهو الموعد الذي حددته الحكومة للانسحاب والتخلي عن المنطقة فهل يمكن للعضو المحترم أن يمد الموعد لغرض وضع بعثة لتدريب قوات اتحاد الجنوب العربي هناك. وجاء رد المستر بروان «كلا ياسيدي إن من الأصوب وهذا يجب الدفاع عنه أن يمنح الاستقلال في مثل هذه الحالات بأسرع وقت ممكن. ونعتقد أن عام 1968م هو الموعد الأصح لمنح الاستقلال للمنطقة وأنه لا ينبغي أن نشجع أية آراء تدعو إلى تغيير موعد الاستقلال. أما في الوقت الراهن فإن من واجبنا أن نقدم جل مساعداتنا وإلى أقصى حد ممكن لشعب الجنوب العربي لتمكينه من الوقوف بأقدامه بعد الاستقلال.
إن المعونة التي نقدمها في الوقت الراهن هي معونة كافية أكثر بكثير من تلك التي كنا نقدمها لمساعدة شعب الجنوب العربي لبناء قواته التي ستشمل إنشاء مؤسسات جوية يمكنها من القيام بواجباتها إلى أقصى ما تستطيع».

حان الوقت لكشف القناع عن الأسماء المستعارة ونتحدث بشفافية...!!!



حان الوقت لكشف القناع عن الأسماء المستعارة ونتحدث بشفافية


كتب: شبوة برس / بقلم : علي الزامكي / موسكو
التاريخ: 8/2/2009




1- الطريق إلى التفكير الايجابي والمؤثر للأهداف والغايات التي ينشدها شعب الجنوب2- قضية الجنوب وتوحيد صفوفه وجهاً لوجه مع بعض الأقلام المستعارة3- حان الوقت لكشف القناع عن الأسماء المستعارة ونتحدث بشفافية4- كجنوبيين لا يمكن تغيير حقيقة الاحتلال, إلا بنفس قسوته على دولة وشعب الجنوب5- الحياة مليئة بالخيارات وحينما نخفق في اتخاذ قراراتنا فإننا غالباً ما نضع الوطن وهويته وتاريخه تحت رحمة الآخرين أن الحل الناجح للتحدي الذي أفرزته الأيام داخل الحراك يحتاج إلى التأني والتفكير العميق لتجاوز بعض الإشكاليات التي أفرزتها المواقع الالكترونية و يتمترس خلفها أسماء مستعارة التي تطلب الآخرين بان يحددون مواقف معينه من ما حصل خلال اليومين الأخيرين على المواقع و المنتديات الجنوبية و كان بودي بان تكون لديهم الشجاعة كشجاعة عبده النقيب والمناضل الحسني والصحفي سالم بامدوخ رئيس تحريرموقع شبوة برس ورئيس تحرير موقع عدن برس الصحفي لطفي شطارة والأخ فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس و الأخ عبدالله مدير موقع شبكة شبوة برس و الأخ فهمي مدير موقع الطيف و اليزيدي و الهمام واياد الشعيبي و صلاح السقلدي و البيضاني وعلي المصفري وقائمة طويلة من الأقلام المتميزة ولا ننسى الأقلام الحرة التي تكتب من داخل عدن بأسمائها الحقيقية ولا تخاف الحجة التي تتمسك بها الأسماء المستعارة و طابور كبير من تلك الأقلام الشجاعة التي تطرح مواقفها بالعلن و ليس بالأسماء المستعارة و تلك الأقلام المختبئة خلف الجهاز هي من اخطر الأقلام على توجهات الحراك و كان عليها بان تخرج كالأسد كتلك الأسود التي سبقتهم بالتضحية للجنوب وبالأخص القيادات بالداخل و كتابها حتى نتمكن من فك الالتباس بيننا أن كانت فعلاً تنشد الحرية للجنوب ونتحدث معها بنفس القدر التي تتحدث به معنا, من خلف ألنت لنبحث عن قواسم مشتركة لإخراج القضية الجنوبية من محرقة قادمة و نقول لهم بان الجنوب اكبر من الخوف الذي ينتابهم حتى هذه اللحظة,لان الخوف انتهى إلى غير رجعه و باعوم و النوبه و يحيى زيد و بن غالب و الخنبجي و الشنفرة و الحقيس و السعدي والعبادي( يعذرني من لم تسعفني ذكر اسمه) كثير من الشرفاء يقاتلون النظام من داخل عقر داره ويدخلون سجونه دون خوف...اعتقد حان الوقت للمصارحة بالأسماء المستعارة ونعمل فرز وطني, كما نحن صارحناكم بأسمائنا و سنتناقش حتى نجد قواسم مشتركة أو تقنعونا بما تطرحون و سنقف إلى جانبكم.. اغلب, مواقف التحدي تحتاج للعلنية و تحتاج للمعرفة و المهارات و المواقف السلوكية الايجابية و هذا يحتاج إلى امتلاك المعرفة و الخبرة اللازمة لمواجهة الموقف قبل فوات الأوان , لان تلك الأقلام المخفية و التي تطلب من الآخرين إعلان مواقفها بوضوح حول قضية الجنوب رغم أنها واضحة للشارع الجنوبي و لكنها لديهم غير واضحة لان وجودهم لدينا لم نراه و لكن نرى ظلهم الذي يسير خلفهم حيثما اتجهوا و يعتقدون بان الشارع الجنوبي يجهل تلك الحركة الظلامية و التي يستخدمونها من خلف أشعة الشمس..

ما هي النتيجة المرغوبة...؟


هذا سؤال سيظل خلفنا, جميعاً إلى ابد الآبدين أذا لم نضع الأهداف والغايات والإقرارعليها قبل يقع الفأس بالرأس....فإن معظم قياديي المواقع الجنوبية ومنتدياتها الناجحين في نشاطهم لتكريسه للحوار الجاد أنهم اليوم يحزنون نجاحهم بسبب تلك الأقلام التي استغلت التطور العلمي في غير مكانه .


_ إلى أي مدى استطاعت الأقلام المختفية خلف الجهاز بأسماء مستعارة من إحراز النتائج التي تهدف إلى تحقيقها؟_ما هي المرحلة القادمة التي يستطيعون اعتبارها الأفضل لتمرير مشاريعهم من خلف ألنت ولماذا؟_ هل لديهم خارطة طريق جديده ينتظرها الشارع الجنوب ولم يتم الإعلان عنها حتى تنضج ظروفها الموضوعية و الذاتية؟_ هل يوجد لديهم مكونات نجاح فاعلة على الأرض , من خلال ألنت أم أنها مرحلة عابرة لا ترتبط بالواقع بشي؟_ أخيرا أي خطوة من الخطوات المذكورة أعلاه هل ستكون أكثر فعالية؟ ولماذا؟


ماهو اثر التفكير السلبي لتلك الأقلام...؟


هذا يحتاج للتفكير والتدقيق في الإجابة من رجال السياسة والصحافة الجنوبيون ولابد من التفكير فيه بجديه لان مثل ذلك هو ضغط سلبي على الشارع الجنوب بالإضافة إلى التكاليف الناتجة عن تزييف العقل الجنوبي البسيط لتك الأقلام. وأقول إن أي موضوع بتلك الصيغة هو ليس موضوع ثانوي و لكنه يلعب دور هاماً في اختلال موازين الحراك بالداخل و يهز حركة الشارع , بشكل غير مباشر و ستظهر نتائج أفعاله لاحقاً و هؤلاء الرفاق ينظرون على انه شيء ايجابي حسب تقديراتهم العادية وبالتالي على كل شرفاء الجنوب بان يدركون كيف يتعاملون مع تلك الأقلام المستعارة, بطريقة أكثر تأثيراً وأكثر أنصافا مع الشارع الجنوبي و يطبقون فيها معايير التفكيرالايجابي للخروج من ذلك المأزق الذي وضعنا فيه بعض الرفاق باسم الحرص الوطني؟هذا المأزق كرره قبلهم اللقاء المشترك و فشل في تحقيقه ولكن المأزق الذي يقف أمام الحراك أكثر خطراً على وحدة الجنوبيين وعلى كل شرفاء العمل الوطني من البحث لإيجاد حلول, لتلافيه و تذويبه قبل انتشاره في المجتمع الجنوبي و يصبح علاجه مستعصي .أن هذه الفقرة الأخيرة والتي تتعلق بالمأزق الذي خلقها اللقاء المشترك في بداية الحراك و تقريبا تجاوزناه ولكن يتكرر هذا المأزق بصورة جديدة ولكنها بوجوه حديده , تدعي , الوطنية والحرص على وحدة الجنوبيين , وبالتالي ,لابد بان يدرك كل جنوبي يحرص على وحدة الجنوب وهويته بان يظهروا للإنسان البسيط بان نفضح بعض الذين يخلقون للحراك ذلك المأزق لان مثل تلك العينات ولدت سلبيه وعاشت سلبيه وسيظل سلبيه , لان مفهوم الثقة بالنفس هو مفهوم يمكن التلاعب فيه و أن المعتقدات التي شكلت سلوكه في طفولته ستظل تعيش بداخله أذا لم يبحث عن حلول لتخلص منها و لا يمكن لنا تغيير سلوكهم السلبي, وكل ما يمكننا القيام به هو السيطرة على ردود أفعالنا تجاه هذا السلوك المدمر للقضية و للهوية و للوطن.سبق وقلت بأننا لن نتمكن من تغيير سلوك الشاذين وكل ما يمكنا القيام به هو السيطرة على ردود أفعالهم ألسلبية للوطن و للوحدة الجنوبية تجاه ذلك السلوك وغالبا ما نحقق في محاولاتنا تغيير ما هو خارج أرادتنا و لكنها في اعتقادي مضيعه للوقت والجهد ولا يمكن للإنسان العاقل أن يعود إلى الماضي رغم ما يحدث في بعض المنتديات و المواقع خارج عن إرادة أصحابها بسب المصداقية الصحفية التي يعتنقونها بشفافية ومصداقية تجاه ما يجري على الأرض و أتمنى بان لا تتعدى حدود الوطن والهوية و التاريخ. التفكير السليم و الايجابي لأي نشاط وطني هو مؤشر قوي وفعال على النجاح وعندما تكون توقعاتنا إلى الأفضل بالتأكيد تكون نجاحاتنا أفضل وأذا كانت توقعاتنا للأسوأ بالتأكيد سوف نحصد الأسوأ و بالتالي حينما نتوقع النجاح فإننا نقوم بتغيير باطننا الداخلي لتصبح مواقفنا أكثر ثقة و تفاؤلا وتبدأ بالتعبير عن هذه المكونات الايجابية من خلال حركة أجسادنا و تعبيرنا اللفظي و حتى كتاباتنا على المواقع الالكترونية أو الورقية من خلال الصحافة اليومية و كل تلك الحزمة سوف تأصل بشكل مباشر عمل ايجابي على كل الناس بالجنوب أذا تم استخدامها بشكل صحيح وستحقق للحراك الحرية التي يتطلع إليها.أن رؤيتنا للحقائق أهم بكثير من الحقائق نفسها , فالمهم على قيادات الحراك بان تدرك و تقتنع بقدراتها على قهر العوائق التي خلقتها بعض الأقلام الغير واضحة بأسمائها ونؤكد بان قيادات الحراك تستمد , قوتها من قوة الشعب الجنوبي وأن تكشف بعض الأقلام المأجورة على حساب الهوية والتاريخ لشعبنا و ترفع يدها من الحديث باسم شعب الجنوب وكم نؤكد بأن الوقائع التي نتمسك بها هي أكثر أهمية من المواقف عبر الشبكة الالكترونية بأسماء مستعارة وندعو شرفاء الجنوب بان نعمل جميعاً على تقليص ذلك المأزق الذي وضعتنا فيه بعض الأقلام المستعارة ونكرر دعوتنا للقيادات الفاعلة بالشارع وعلى رأسها أسطورة الجنوب باعوم بان لا يتركون الآخرين يقررون بدلاً عن شعب الجنوب و أن الوقت حان لتوحيد الرؤى و الأهداف لإنقاذ الوطن من جماعة الشر جبي و حميد الأحمر وأقلامهم المأجورة و التي تلعب من خلف الكواليس بأسماء مستعارة و نؤكد هنا بان ليس كل الأسماء المستعارة تعمل ضد القضية ولكن فيها أعداد كبيره تحتمي خلف تلك التشهير بين قيادات الجنوب الفاعلة..أخي و أبي باعوم و أخوتي النوبه والسعدي و البيشي و بن غالب والشنفرة و يحيى زيد و الخبجي و شلال والعسل و القمع والعبادي وفاروق حمزة و علي منصر والكثير لايتسع هذا الحيز لذكرهم أقول لهم بان الحياة مليئة بالخيارات و حينما نخفق في اتخاذ قراراتنا فإننا غالبا ما نضع الوطن وهويته وتاريخه تحت رحمة الآخرين ......... أن قدراتنا المؤمنة بعدالة قضيتنا ستكون هي مفتاح انتصارات شعبنا , كما لا ننسى الإيمان بالاحتمالات المسئولة عن صناعة الخيارات الخلاقة والمسئولية في مواجهة بعض المشاكل التي ستظهر هنا أو هناك واقترح هنا التعامل مع تلك الشريحة السلبية بإيجاد أساليب رادعه لهم من خلال توحيد الرؤى والأهداف وحدة الصف الجنوبي,بكل أطيافه وشرائحه..أخوتي في قيادة الحراك بالداخل أقول لكم بان تغيير أفكارنا الموجودة على الأرض من الحالة السلبية إلى الحالة الايجابية , يتطلب , الوقوف قليلاً أمام مناجاة الشارع الجنوبي الداخلية, لان تلك المناجاة الداخلية تشبه إلى حد كبير , سواقة الأقراص المضغوطة الموجودة داخل العقل البشري و هي تعمل آليا لدى تعرض المرء لأي موقف خارجي أو داخلي و أن التطبيقات العملية لهذه الحقيقة البسيطة عميقة جداً أذا تأمل فيها القارئ الجنوبي, لأنها تأخذ شكل المناجاة الداخلية إلى تحديد خياراته الوطنية, التي كل جنوبي يتطلع أليها .فالمحترفون السياسيون يقولون سنحقق انتصارات ساحقه في الانتخابات و هذه الانتصارات تنطلق من المناجاة الداخلية التي يعقدونها كإفراد و ليس كجماعات و لكنها ستظل ناقصة أذا لم ترافقها الأموال و المعلومات و الوقت و المتابعة للمتغيرات السياسية على الأرض و تحديد المواقف المتقلبة بطريقة ايجابية و هذا يحتاج إلى الاستمرار بالحوارات و اللقاءات و السيطرة على ردود الأفعال الآلية من هذا القائد أو ذاك؟ و من ثم تحويلها إلى ردود أفعال, ايجابية فعالة تخدم القضية و لا يغيب على قيادات الحراك بان هناك نوع من المناجاة التي تتخذ قرارات متسرعة و أحيانا متهورة و كأننا نعرض البيت أو السيارة للبيع و لكن علينا ندرك بان هذا وطن وشعب غير قابل للبيع والشراء و على القيادات بالميدانية مسئولية وطنية في هذا الأمر.هنا يراودني بعض الاستفسارات و هي لماذا تختلف ردود أفعال الناس بالجنوب عن بعضها تجاه التباينات التي تظهر هنا و هناك كما يحلوا للبعض و تستغلها بعض الأقلام المستعارة لأغراض أخرى؟هذه الاستفسارات ليست سهله كما يتصورها البعض و يقول نسمعها كل يوم و لكن عدم, الإجابة عليها هي التي تكررها دائماً لأنها لم تأخذ الرد عليها, بشفافية لتختفي عن الظهور و ستظل تتكرر حتى يظهر القائد, المنقذ لحلها و ندرك جميعاً بان الجميع مهتم و لكنهم يجهلون ما يجري و كيف سيؤثر هذا الوضع الذي نشاهده اليوم و قبل البحث فيها لابد ندرك ماذا يفكر الطرف المعادي للحلول لها و ما هي تقديراتهم لتعميقها أكثر في أواسط الجنوبيون و بالتالي المنقذ لها هو منبع المناجاة الداخلية للوطن و الهوية و التاريخ السياسي هو شعب الجنوب و هو المفتاح الأبدي للمضي مع أنفسنا بالوطن إلى بر الأمان بأذن الله.بعض الناس ينظرون إلى التحدي الجنوبي و الصراع مع السلطة و المعارضة على انه صراع مصالح كما جاء في حديث الصراري و لكنهم لا يدركون بأنه صراع وطني لا يمكن التفريط به و هو جزاء من كياناتنا و عقولنا و أرواحنا و بعض من الناس الضعفاء من أبناء الشمال, يقولون لا يجب بان تكون الحياة بهذه القسوة و لكننا كجنوبيين لا يمكن تغيير حقيقة الاحتلال الا بنفس قسوته على دولة الجنوب وشعبه

الاثنين، 9 فبراير 2009

تقرير لجرائم الاحتلال ضد أبرياء الجنوب


يوم 11 فبراير ، هو يوم شهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر.. وشعبنا في الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً) يفخر بأبطاله الشجعان، كرموز وطنية شامخة، دافعوا عن الوطن والشعب بشرف، ثم ضحوا بالنفس، أيام ناداهم الوطن للنضال من أجل الحرية ، ولهذه المناسبة الغالية على شعبنا القابع تحت احتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية منذ 7 يوليو 1994 ، فقد قام نخبة من أبناء الجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بإعداد تقرير مفصل ينفرد " عدن برس " بنشره عن كل الجرائم التي سقط فيها قتلى وشهداء من أبناء الجنوب عل يد عساكر من الشمال خلال الفترة التي تلت حرب الاحتلال في 94 .تقرير بمناسبة 11 فبراير يوم الشهداء... يشمل عدد القتلى والشهداء من أبناء الجنوب بيد القوات الشماليةوالمستوطنين للفترة ما بعد 7 يوليو 1994مقدمة:يوم 11 فبراير، هو يوم شهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر.. وشعبنا في الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً) يفخر بأبطاله الشجعان، كرموز وطنية شامخة، دافعوا عن الوطن والشعب بشرف، ثم ضحوا بالنفس، أيام ناداهم الوطن للنضال من أجل الحرية.وتاريخنا يفرد في صفحاته العديد من الرجال الصناديد، الذين قاتلوا وأبلوا بلاءً حسناً، وضحوا من أجل مبادئ الرجولة والحرية والكرامة والعروبة.. وها هو الحال يستمر على ما هو عليه، يفرز الرجال الأبطال ويضعهم بمثابة علامات مضيئة على الطريق، من أجل الحرية والكرامة... فتحية من أرض الحرية والديمقراطية، الولايات المتحدة الامريكية، الى شهدائنا الابرار الاحياء في يوم الشهداء في كل بقعة من ترابنا الطاهر.. تحية الى شعبنا الابي الصامد، الذي أخذ زمام المبادرة وقرر إستئناف تجديد النضال ضد الإحتلال الجديد، لإسترداد حقوقه المسلوبة.. تحية عاطرة الى أولئك الرجال الأشاوس، الذين رفعوا رايات النضال وولعوا شعلة الحرية والكرامة، يوم التصالح والتسامح والتضامن في 13 يناير 2006 في جمعية ردفان الخيرية في عدن.و بمناسبة الاحتفاء بيوم الشهداء، نضع بين يدي أبناء الجنوب في الداخل والخارج وبالذات قياداته الفاعلة، وأمام المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان هذا التقرير، بشان انتهاكات حقوق الإنسان الجنوبي في فترة ما بعد (توقف العمليات العسكرية) في 7 يوليو 1994م، حيث يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على عمليات القتل التي استهدفت المدنيين الجنوبيين العزل من السلاح على يد جيش الجمهورية العربية اليمنية، ويتناول عدداً من حالات المدنيين من المشاركين في الإعتصامات والمظاهرات التي يشهدها الجنوب في هذه الايام، والبعض الآخر سقطوا في ميادين مختلفة أخرى على أرض الجنوب، ويتناول أيضاً عدداً من حالات الأطفال القتلى، الذين لم يشكلوا ولو للحظة أي خطر على حياة أفراد تلك القوات، والتي تعتبر جرائم إنسانية، بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وعلى طريق الحرية من أجل الوطن والشعب، فقد جسد كوكبة من الشخصيات في المهجر الامريكي الوحدة الوطنية الجنوبية في تمثيل كل محافظات الجنوب، أخاذين بعين الإعتبار تمثيل بعض المديريات في محافظة لحج، لكونها تعرضت أكثر من غيرها في عدد القتلى والشهداء، وذلك للعمل بما يقتضيه الواجب الوطني ـ سنأتي الى ذكر أسمائهم في سياق هذا التقرير ـ لإعداد وصياغة هذا التقرير، وما ينطوي عليه من معلومات موثقة، والذي أخذ من وقتنا وجهدنا ما بين البحث والتنقيب والمراجعة والمقارنة، وبين الاتصالات ببعض الاخوة في الداخل للتعاون أكثر من (6) أشهر، إمتد العمل فيه من شهر يوليو 2008 الى شهر يناير 2009، حيث أعتمد التقرير على مصادر مؤكدة للمعلومات، من خلال الإتصالات على مستوى الداخل والخارج وتبادل المعلومات بين أبناء الجنوب، وإفادات أهالي الضحايا والشكاوى أو من خلال ما وثقته جريدة الايام العدنية الغراء وبعض المواقع الالكترونية، وذلك في سعينا لتوفير تقارير توثيقية تبين حالة حقوق الإنسان الجنوبي نتيجة حرب صيف 1994م، تلك الحرب التي أعتمد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في خوضها بتحالفه مع قوى الإرهاب والتطرف بقيادة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وطارق الفضلي، وعبدالوهاب الانسي، وغيرهم من قيادات الاصلاح المتطرفة... مستنداً على الفتوى الدينية التي أفتى بها الدكتور عبدالوهاب الديلمي، والتي حلل لليمنيين في الشمال قتال أبناء الجنوب وإحتلال أرضهم كأمراً أحله الله شرعاً. ولعلنا لا نضيف جديداً، أذا ما قلنا أن الولايات المتحدة الامريكية والإتحاد الأوربي ودول الجوار، يدركون جيداً حقيقة علاقة نظام صنعاء وتحالفه مع الإرهاب، خصوصاً وأن العديد من الدراسات والتقارير، قد نشرت على الملاء، خلال السنين الماضية، ووصفة اليمن بانه مصدر بؤر الإرهاب، وأن هناك خلايا نائمة فيه، كما حددت بالإسم علاقة ودعم بعض المتنفذين في السلطة للإرهاب، وكان أحدث ما كتب عن علاقة الرئيس اليمني بالإرهاب في صحيفة (ذا ويكلي ستاندرد) الطبعة 14 العدد 19 بتاريخ 9 فبراير 2009. ونود أن نشير إلى أن التقرير ربما لا يغطي كافة عدد القتلى والشهداء ولكنه يعكس مؤشرا واقعيا لحالة حقوق الإنسان في الجنوب ما بعد 7 يوليو 1994م، وأن كل ما حصل خلال الـ 14 سنة الماضية هو إستمرار لحرب 1994 بوسائل أخرى. وندعوا كل من يرغب في المشاركة والإسهام في إغناء هذا التقرير بإضافة معلومات لم يتطرق لها التقرير، الإتصال بالاخوين العزيزين وهما: محمد علي أحمد، وأحمد عبدالله الحسني، بإعتبارهما المعنيان بمتابعة ملف الشهداء والقتلى والجرحى والمعتقليين والمشردين مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لحقوق الانسان، للمطالبة بملاحقة المجرمين والقتله والقبض عليهم وتسليمهم للعدلة الدولية، ومتابعة إجراءات التعويض عن كل الاضرار المادية والبشرية التي لحقت بالجنوب وأهله من جراء إحتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية للجنوب.ووفقاً للمعطيات الإحصائية لما يحتويه هذا التقرير، الذي يحدد الاسم والتاريخ والمكان ووالمسببات لكل جريمة على حده، حيث قتل أوإستشهد أكثر من 216 مواطناً جنوبياً حسب الملحق المرفق أدناه، من بينهم 31 طفلاً و11 إمرأة. وهذا التقرير لا يشمل ضحايا الإقتتال القبلي أو القضايا الجنائية أو الشخصية.الإطار القانوني لحماية حقوق الانسان في الحياة:يمثل الحق في الحياة أهم حقوق الانسان، فهو الحق الاساسي الذي تقوم علية بقية الحقوق، وقد كفلت كافة القوانين الدولية والمحلية حق الانسان في الحياة، ومنعت المساس بهذا الحق تحت أي مبرر أو ذريعة. وفيما يلي عرضاً لأبرز المعايير الدولية والمحلية لحق الانسان في الحياة:1- القانون الدولي لحقوق الانسان:تنص معظم المواثيق الدولية لحقوق الانسان صراحة على حق الانسان في الحياة أهمها:أ- المادة (3) من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان: حيث ينص على أن:"لكل فرد حق في الحياة و الحرية و في الأمان على شخصه"ب- المادة (6) الفقرة (1) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية: حيث تنص على أن:"1- الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان. وعلى القانون أن يحمى هذا الحق. ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفاً." ج_ المادة (6) من إتفاقية حقوق الطفل: حيث تنص على أن:"1- تعترف الدول الأطراف بأن لكل طفل حقاً أصيلاً في الحياة.2- تكفل الدول الأطراف الى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه."2- القانون الدولي الإنساني:أ- المادة (3) من إتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م، والخاصة بحماية المدنيين في وقت الحرب:حيث تنص على مايلي:"في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضي أحد الأطراف السامية المتعاقدة، يلتزم كل طرف من أطراف النزاع بأن يطبق كحد أدني الأحكام التالية:1- الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، يعاملون في جميع الأحوال معاملة إنسانية، دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون، أو الدين أو المعتقد، أو الجنس، أو المولد أو الثروة، أو أي معيار مماثل آخر.ولهذا الغرض، تحظر الأفعال التالية فيما يتعلق بالأشخاص المذكورين أعلاه، وتبقي محظورة في جميع الأوقات والأماكن: أ )الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، ب) أخذ الرهائن،ج) الاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة،د ) إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا. وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة. 2- يجمع الجرحى والمرضى والغرقى ويعتني بهم.يجوز لهيئة إنسانية غير متحيزة، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن تعرض خدماتها على أطراف النزاع. وعلى أطراف النزاع أن تعمل فوق ذلك، عن طريق اتفاقات خاصة، على تنفيذ كل الأحكام الأخرى من هذه الاتفاقية أو بعضها. وليس في تطبيق الأحكام المتقدمة ما يؤثر على الوضع القانوني لأطراف النزاع."ب- المادتان 50 و51 من البروتوكول الإضافي الاول، والملحق بإتفاقيات جنيف لعام 1949م: المادة (50) تنص على أن:"1- المدني هو أي شخص لا ينتمي إلى فئة من فئات الأشخاص المشار إليها في البنود الأول والثاني والثالث والسادس من الفقرة (أ) من المادة الرابعة من الاتفاقية الثالثة والمادة 43 من هذا اللحق "البروتوكول". وإذا ثار الشك حول ما إذا كان شخص ما مدنياً أم غير مدني فإن ذلك الشخص يعد مدنياً.2- يندرج في السكان المدنيين كافة الأشخاص المدنيين.3- لا يجرد السكان المدنيون من صفتهم المدنية وجود أفراد بينهم لا يسري عليهم تعريف المدنيين.المادة (51): حماية السكان المدنيين1- يتمتع السكان المدنيون والأشخاص المدنيون بحماية عامة ضد الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية ويجب، لإضفاء فعالية على هذه الحماية مراعاة القواعد التالية دوماً بالإضافة إلى القواعد الدولية الأخرى القابلة للتطبيق.2- لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا وكذا الأشخاص المدنيون محلاً للهجوم. وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين.3- يتمتع الأشخاص المدنيون بالحماية التي يوفرها هذا القسم ما لم يقوموا بدور مباشر في الأعمال العدائية وعلى مدى الوقت الذي يقومون خلاله بهذا الدور.4- تحظر الهجمات العشوائية، وتعتبر هجمات عشوائية:أ ) تلك التي لا توجه إلى هدف عسكري محدد،ب) أو تلك التي تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن أن توجه إلى هدف عسكري محدد،ج ) أو تلك التي تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن حصر آثارها على النحو الذي يتطلبه هذا اللحق "البروتوكول"، ومن ثم فإن من شأنها أن تصيب، في كل حالة كهذه، الأهداف العسكرية والأشخاص المدنيين أو الأعيان المدنية دون تمييز.5- تعتبر الأنواع التالية من الهجمات، من بين هجمات أخرى، بمثابة هجمات عشوائية:أ ) الهجوم قصفاً بالقنابل، أياً كانت الطرق والوسائل، الذي يعالج عدداً من الأهداف العسكرية الواضحة التباعد والتميز بعضها عن البعض الآخر والواقعة في مدينة أو بلدة أو قرية أو منطقة أخرى تضم تركزاً من المدنيين أو الأعيان المدنية، على أنها هدف عسكري واحد،ب) والهجوم الذي يمكن أن يتوقع منه أن يسبب خسارة في أرواح المدنيين أو إصابة بهم أو أضراراً بالأعيان المدنية، أو أن يحدث خلطاً من هذه الخسائر والأضرار، يفرط في تجاوز ما ينتظر أن يسفر عنه ذلك الهجوم من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة.6- تحظر هجمات الردع ضد السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين.7- لا يجوز التوسل بوجود السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين أو تحركاتهم في حماية نقاط أو مناطق معينة ضد العمليات العسكرية ولاسيما في محاولة درء الهجوم عن الأهداف العسكرية أو تغطية أو تحبيذ أو إعاقة العمليات العسكرية. ولا يجوز أن يوجه أطراف النزاع تحركات السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين بقصد محاولة درء الهجمات عن الأهداف العسكرية أو تغطية العمليات العسكرية.8- لا يعفي خرق هذه المحظورات أطراف النزاع من التزاماتهم القانونية حيال السكان المدنيين والأشخاص المدنيين بما في ذلك الالتزام باتخاذ الإجراءات الوقائية المنصوص عليها في المادة 57.المادة (13) من البروتوكول الاضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949 حيث تنص على أن:1- يتمتع السكان المدنيون والأشخاص المدنيون بحماية عامة من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية ويجب لإضفاء فاعلية على هذه الحماية مراعاة القواعد التالية دوماً.ً 2- لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا ولا الأشخاص المدنيون عموما محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين. 3- يتمتع الأشخاص المدنيون بالحماية التي يوفرها هذا الباب، ما لم يقوموا بدور مباشر في الأعمال العدائية.وبناءً عليه فإننا ندين بشدة عمليات القتل التي أرتكبتها قوات الاحتلال في الجنوب، والتي أدت الى إنتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، ومستنداً لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، نطالب بالاتي:1- نحمل الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، لحماية المدنيين وقت الحرب، مسؤوليتها القانونية في التدخل الفوري والعاجل لوقف المزيد من الانتهاكات ضد أبناء الجنوب، ومنع تكرارها.2- ملاحقة مجرمي الحرب في نظام صنعاء من قبل المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية.3- إلزام سلطات نظام صنعاء بتعويض الضحايا.4- تنظيم حملة ضغط محلية وإقليمية ودولية لإيقاف استمرار إنتهاكات القوات اليمنية الشمالية.
إعداد وصياغة
:1- محمد عبدالرحمن العبادي2- عوض علي حيدرة3- محمد حسين مقبل4- سعيد محمد الحريري5- أحمد عمر محمد6- غازي علي أحمد7- عمر سالم عبدالله بن هلابي8- محمد سليمان أحمد9- حسين محمد الخليفي10- عبدالله محمد صالح11- موسى حسين الربيدي12- مثنى حسن بن حسن13- أحمد ناصر بن زيد8
فبراير 2009

لا نريد خلافة عثمانية ولا صفوية ...!!!

لا نريد خلافة عثمانية ولا صفوية

بقلم : ابراهيم علاء الدين

شهدت المنطقة هذا الاسبوع تحركات سياسية ربما لم تشهد مثلها منذ عدة سنوات على خلفية تداعيات الحرب العدوانية التي شنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فمن لقاء جمع الرئيسين حسني مبارك ووزراء خارجية مصر والسعودية في القاهرة، الى اجتماع وزراء خارجية عشر دول عربية في ابو ظبي، الى اجتماع بين الملك عبد الله مع الرئيس التركي عبد الله غول في الرياض، الى جولة الرئيس عباس في عدد من الدول الاوروبية، والموقف الحاسم الذي اعلنه الرئيس عباس حول عدم الحوار مع من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية ويعمل على ايجاد مرجعية بديلة لها، الى تصريحات عدد من وزراء الخارجية العرب. والكلمات التي القاها سواء في البرلمان الاوروبي او في المؤتمرات الصحفية مع قادة اوروبا، الى خطابات وتصريحات الرئيس مبارك، وتصريحات الملك عبد الله الثاني، وتصريحات خادم الحرمين.
بالاضافة الى الجهود المصرية للتوصل الى هدنة في قطاع غزة، والحوار الفلسطيني الفلسطيني، واعادة اعمار القطاع، والحملات الاعلامية المتبادلة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
هذه الحركة السياسية المكثفة والتي شاركت فيها اغلبية الدول العربية، والتي يطلق عليها تسمية "الدول المعتدلة"، قابلتها حركة اقل نشاطا وفعالية وتأثير كان من ابرزها زيارة وفد حماس الى طهران، وقبلها الى الدوحة والتي فجر خالد مشعل أثناءها قنبلة الاعلان عن جهود حماس لايجاد مرجعية جديدة للفلسطينيين بديلا لمنظمة التحرير، وما تلاها من تداعيات على المستويين الرسمي والشعبي الفلسطيني، وادت الى التراجع بشكل مرتبك من قبل مسؤلي حماس عما اعلنه مشعل.
والخيط الرئيسي في هذه الحركة السياسية المكثفة، ، يقوم على موضوع رئيسي واحد عنوانه مواجهة محاولات الاعتداء على الشرعية الفلسطينية، من قبل ايران التي تستخدم حركة حماس لتعزيز نفوذها في الساحة الفلسطينية، واستغلال القضية الفلسطينية للعبور الى الساحة العربية برمتها، لتحقيق اطماعها الثابتة بالسيطرة على الدول العربية والتي اعلنها الخميني بعد الثورة مباشرة بقوله " ان السنة حكموا المسلمين مئات السنين والان جاء دور الشيعة ليحكموا لمئات سنين قادمة" وقد عبرت الدبلوماسية الايرانية بشكل مقصود عن تمسكها بهذا الهدف خلال زيارة مشعل لطهران، بوصفها المرشد الاعلى للثورة الاسلامية ب "المرجع الاعلى لأمور المسلمين".
ومن نافل القول ان الدول العربية خصوصا الخليجية منها لديها مخاوف عميقة من الاطماع الايرانية بالسيطرة والهيمنة في المنطقة، وبعضها معلن حول الحقوق الايرانية في البحرين، وادعاءاتها مؤخرا حول حقوقها في الامارات ومحاولاتها املاء شروطها على الامارات بخصوص حركة المسافرين الايرانيين في مطار دبي. علما بان القيود المفروضة على سفر الايرانيين في مطار دبي سببه ان 27 بالمائة من تجار ومهربوي المخدرات التي القت سلطات الامن القبض عليهم هم ايرانيون. وفي نفس الوقت مخاوف الدول العربية الاخرى من النشاط المذهبي الايراني في العديد من الدول العربية مثل مصر والمغرب، واليمن.
وهذا ما دعا الى التحرك السريع، لمواجهة التحركات الايرانية والسورية في تعزيز شرعية حماس على حساب شرعية منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، مما يعني تعزيز النفوذ الايراني، فجاء الموقف العربي واضحا جدا في نهاية اجتماع وزراء خارجية الدول العربية العشر في ابو ظبي حيث اكد الوزراء رفضهم الحاسم للتدخل الايراني في المنطقة. وتأييدهم الحاسم للمنظمة والسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
كما ان زعماء المنطقة اكدوا في كل تحركاتهم واجتماعاتهم وتصريحاتهم على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي في وجه الخيارات المغامرة، التي تختبئ خلف شعارات المقاومة والكفاح المسلح، والصراع اللانهائي مع العدو الصهيوني الذي تتبناه حركة حماس بدعم من حلفائها في دمشق وطهران والدوحة.
وسط هذا الصراع السياسي الساخن كان لا بد من معرفة الموقف التركي بوضوح، خصوصا بعد مواقف اردوغان ردا على ما اعتبره اهانة لتركيا، وانطلاقه من ذاك الموقف الى الدخول على الخط بقوة وبخطوات متسارعة لايجاد موطئ قدم لنفوذ تركيا في المنطقة، وايضا من خلال مدخل القضية الفلسطينية، وركوبه موجة التصعيد اللفظي مع العدو الصهيوني، لخلق حالة توازن مع النفوذ الايراني، واكمال اضلاع المثلث الى جانب ايران واسرائيل، بما يغيب ويهمش أي دور عربي، وخصوصا دور مصر والسعودية، مما خلق ردة فعل سريعة، أدت الى اللقاء الذي جمع بين خادم الحرمين والرئيس التركي، الذي طمأن العرب بان تركيا متمسكة بخيار السلام، ورفضها الحاسم للانشقاق والانقسام في الساحة الفلسطينية. مما ادخل شعورا بالطمانية حيث نجحت الدول العربية المعتدلة في استمالة تركيا الى صفها، لتضيف قوة رئيسية الى جانبها في الصراع القائم بينها وبين ايران.
ولكن هذه الاصطفافات والتحالفات الجديدة، سواء العربية العربية او العربية الاقليمية، كشفت وبشكل واضح عن مدى الضعف العربي وعدم قدرة الدول الرئيسية مصر والسعودية والمغرب والارن على بلورة موقف قوي ومستقل في مواجهة اطماع الدول الاقليمية، اسرائيل وايران وتركيا، ووجدت نفسها مضطرة للتحالف مع قوة اقليمية رئيسية هي تركيا لمواجهة التعنت الاسرائيلي تجاه مبادرة السلام العربية، وتجاه محاولات ايران لتعزيز نفوذها في المنطقة.
وهذا يعني وكان هناك اعلان رسمي غير مباشر بالاعتراف بان الدول العربية اصبحت ساحة مكشوفة للاطماع الايرانية والتركية وقبلهما اسرائيل، وان هناك عجز تام عن صيانة الامن القومي ليس على المستوى العربي العام، ولكن على مستوى القطري كذلك.
ومع كل الخطوات الدفاعية والاستباقية التي اتخذتها الدول العربية المعتدلة في الاسبوع الاخير وما قبله، الا ان هناك مخاطر كبيرة، من اختراق ايران وتركيا للدول العربية منفردة "كل منها على حده" بدافع حاجة الدول الصغيرة والكبيرة الى حليف اقليمي قوي يساعدها على صيانة امنها في مواجهة محاولات الدولة الاقليمية الاخرى اقتحامه. مما يزيد من الانقسام والتشتت وتدمير العمل العربي المشترك، الامر الذي يعيد الى المنطقة ما كان يعرف في التاريخ القريب بالصراع العثماني الصفوي، وهذا يعني عودة الهيمنة التركية التي من المؤكد لم تفارقها احلام الدولة العثمانية، وسيكون لها الافضلية عند الخيار بينها وبين الهيمنة الايرانية، باعتبارها دولة سنية.
ان المنطقة العربية تواجه مرحلة عصيبة يقودها اليها المغامرون والممانعون، والثوريون اللفظيون، الذين يخدمون بوعي او دونه الاطماع الاقليمية الصهيونية والايرانية والتركية، ويعرضون القضية الفلسطينية للتدمير، حيث يتمكن العدو الصهيوني في حال اضعاف الشرعية الفلسطينية من التراجع عما وافق عليه لفظيا على الاقل باقامة الدولة الوطنية المستقلة وسوف يتراجع الكثير من دول العالم عن الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بان تكون له هوية وطنية مستقلة، وهوية قومية مستقلة قبل ان تكون عربية او اسلامية.
وهناك الكثير من المؤشرات التي بدات تظهر علانية من قبل التيارات الاسلامية ومفادها ان القضية الفلسطينية هي قضية اسلامية، وانها ليست قضية فلسطينية خالصة، مع الرفض التام ان تكون قضية عربية، فيما ينازع هذه الدعوة التيار القومي الذي يرى بان القضية الفلسطينية هي قضية عربية وانها ليست قضية فلسطينية خالصة.
وهكذا ووفق هذه المباديء والقناعات الاسلامية والعروبية، فان الفلسطينيون ليسوا سوى رعاع لا مكان لهم الا في ذيل هذا التحالف القومي، او ذاك التحالف الاسلامي، ليس لهم شخصية وطنية مستقلة، او هوية قومية مستقلة، او وطن مستقل لهم، وفي هذه الحالة فان العدو الصهيوني، يكون اكبر الرابحين باعتباره هو الذي يسيطر على الارض والسكان، ولديه من القوة لابعاد الصراع الاقليمي الايراني التركي وحلفاء كل منهما عن فلسطين.
وهذا يستدعي دعوة مصر والتي لا نشك بانها تدرك تماما حجم المخاطر التي تعرض لها المنطقة وفي مقدمتها مصر، وايضا دعوة السعودية لما لها من وزن وتأثير وامكانيات، ومعهما كل الدول العربية التي ترفض ان تكون بلادها مسرحا للصراع العثماني الصفوي، ان تتضافر جهودها بقوة وان تعلن مواقفها بصراحة ووضوح وتحدد اهدافها المرحلة والاستراتيجية، وان تتخذ خطوات فعلية ضد من يستخدم كاسفين لتقسيم بلادنا بين اطراف المثلث الاسرائيلي الايراني التركي. فلا بد من ان تكون مصر قوية وان تكون زعيمة لهذه المنطقة، والا يقل وزنها ودورها الاقليمي عن دور الدول الاقليمية الاخرى، مما يستوجب الالتفاف العربي والشعبي خلف مصر، حتى يمكن للمنطقة ان تنجو من السقوط أسيرة لمشاريع الخلافة الصفوية او الخلافة العثمانية.


ابراهيم علاء الدين
alaeddinibrahim@yahoo.com

اتحاد المدونين العرب وقائمة جديدة من الاعضاء


بينهم أساتذة جامعات وصحفيين وقضاة

إتحاد المدونين العرب صادق على قائمة العضوية الجديدة ويعكف على دراسة طلبات أخرى

صادق إتحاد المدونين العرب على قائمة العضوية الجديدة التي شملت مدونين ومدونات عرب من كافة الدول العربية، وبلغ عدد المنتسبين الجدد للإتحاد 70 عضواً الذين يحق لهم التمتع بكافة مزايا العضوية.
وقال بيان صحفي صادر عن إتحاد المدونين العرب أن هناك تدافع كبير وإقبال منقطع النظير من قبل المواطنين العرب على إنشاء مدونات كونها وسيلة إعلامية لا تخضع للرقابة، وتتيح لهم التعبير عن أرائهم بمنتهى الحرية.
وأشار الإتحاد في بيانه أن السلطات الأمنية العربية كثفت من عملياتها في إستهداف المدونين وملاحقتهم وزجهم في السجون بسبب التعبير عن أرائهم بحرية.
من جهته أوضح محمد كريزم رئيس لجنة العضوية والتنظيم في إتحاد المدونين العرب، أن أعضاء الإتحاد يمثلون نخبة متميزة من مثقفي العالم العربي، منوهاً إلى أن المدونات العربية أصبحت تتبوأ مكانه عليا ومتقدمة في فضاء التدوين العالمي، وأشار كريزم أن المدونات وسيلة إعلامية شخصية تكاد تتفوق على الصحافة التقليدية في مجالات عديدة كونها تتمتع بمزايا متنوعة أهمها صناعة الخبر ونشره في أن واحد بسرعة خارقة.

قائمة العضوية الجديدة

مدونات محدثة

29 -288
ميادة مدحت
مذكرات مواطنة مصرية
مدير تنفيذى
مصر

أعضاء جدد
41-661
احمد القزلي
أحمد قزلي
الأردن


36-662
دحماني محمد عبد النور
عبرات وإرهاصات
مراسل صحفي
الجزائر

37-663
عبد الباقي فكايري
كن كالمطر أينما نزل نفع
بنكي
الجزائر

38-664
Algerietadwin
اتحاد المدونين الجزائريين
الجزائر

39-665
الأخضر بن هدوقه
الصراع
تربوي
الجزائر

15-666
هشام احمد هباني
هشام هباني
سائق سيارة اجرة
السودان – أمريكا

16-667
أمير الشعرانى
حكاياتى معهم
صحفى
السودان

17-668
عبدالأله زمراوي
مدونة الشاعر السوداني عبدالأله زمراوي
محامي
السودان – قطر

18-669
إسماعيل صديق إسماعيل
Mawaraiyat
محاضر وصحفى ومؤلف
السودان

14-670
منتصر صباح الحسناوي
بيت العسل
رئيس جمعية نحالي النجف الاشرف
العراق

39-671
عبد الله
Soul spring
طالب
السعودية

40-672
وصال
إلا رسول الله
طالبة
السعودية

41-673
مها عبد الله المحمدي
قالت شهرزاد
معلمة
السعودية

106-674
عبدو نضال
نضال
موظف
المغرب

107-675
حسن الخمليشي
اخبار تارجيست
عاطل
المغرب

108-676
محمد رفيق
دعوة إلى دين الله تعالى
مدير مدرسة
المغرب

109-677
عبد الرزاق المصباحي
الغواية الراشدة
أستاذ جامعي
المغرب

110-678
سهام
عروبة
محاسبة
المغرب

111-679
احمد زهير
مدونة أحمد زهير
صحافي
المغرب

112-680
عبد الصادق المغربي
الربوع
مدرس
المغرب

113-681
Mohamed elkhayat
My-Ummah2020
طالب جامعي
المغرب

114-682
محمد مومني
موقع الفنان الفوتوغرافي المغربي محمد مومني
فنان فوتوغرافي
المغرب

34-683
عفاف سالم بافطيم
مذكرات إمرأة شرقية
كاتبة
اليمن – السعودية

35-684
حسين حسن السقاف
مدونة الروائي والقاص حسين حسن السقاف
مدير عام
اليمن

36-685
صدام الاشموري
مدونة الصحفي صدام الأشموري
صحفي وناشط حقوقي
اليمن

37-686
هشام محمد الصليحي
نحيبٌ في حلق الدخان
معيد جامعي
اليمن

38-687
عصام بن عبدالله العبدالله
عصيميات
تاجر
اليمن

1-688
عمار بن عبدالله المعمري
ليت لي جناح
طالب دراسات عليا
سلطنة عمان

15-689
فرحات التونسي
لا تشترك في قتل اللهجة التونسية
أستاذ جامعي
تونس

16-690
محمد الجابلي
المنار
أستاذ جامعي
تونس

17-691
الناصر خشيني
الأمة
أستاذ جامعي
تونس

55-692
عبد الحميد عبد العاطي
الكاتب عبد الحميد عبد العاطي
ناشط حقوقي
فلسطين

56-693
رشيدة المغربي
فلسطين، الجذور والقضية
عاملة في منظمة التحرير الفلسطينية
فلسطين – تونس

57-694
دلال
مدونة الشهيدة دلال المغربي
فلسطين

58-695
ثائر العلامي
بحيرة الملائكة
طالب
فلسطين – الأردن

59-696
صبا أبو فرحة
عالم حر
مراسلة صحافية ومخرجة أفلام وثائقية
فلسطين – الأردن

60-697
عاشق الليل
جذور البادية – فلسطين
المشغولات اليدوية
فلسطين

61-698
رامي حسين زيد
شهد رحيق وسكر ( أزرق )
عامل
فلسطين

8-699
علي دهيني
Al-madarek
كاتب
لبنان

22-700
الأمين جمعة الطرشانى
ذكريات ذهانى
اعمال حرة
ليبيا

23-701
فتح الله مفتاح سرقيوه
مدونة سرقيوه .... ليبيا الجديدة
مستشار
ليبيا

24-702
عصام الزبير
الراصد
صحفي
ليبيا

169-703
محمد أبو الفتوح غنيم
قلم ودواة
صًيدلي
مصر

170-704
محمد سالم
تخاريف حالم
مراسل صحفى
مصر

171-705
محمد عثمان
سماوات
صحافي
مصر – الإمارات

172-706
محمد المراغي
مدونة محمد المراغي للبرمجيات
مدرس
مصر

173-707
وسيم احمد العبد
مدونتي ..... وسيم احمد العبد
مدرس
مصر

174-708
محمد عمارة
في المشمش
باحث
مصر

175-709
محمد علي إبراهيم
الفكر الثالث
خبير تربوي
مصر – الكويت

176-710
عمر غازي
همسة ولمسة
مدير موقع إلكتروني
مصر – السعودية

177-711
أحمد مصري
لماذا
محام
مصر

178-712
صلاح محمد إبراهيم
اخر هجس
اخصائى جراحة العظام
مصر

179-713
وليد رأفت عبد الرازق
مدونة لبيك
مهندس معمارى
مصر – الإمارات

180-714
Hishamelwardany
البراق
طالب
مصر

181-715
محمد لطفي السيد مرعي
شويه .. كرامه لغزه
هيئه قضائيه
مصر

182-716
عمار عطوة
حسبي ربي
معلم
مصر

183-717
عزه عبد القادر البهلول
ماسك الدانتيلا
ربه منزل
مصر

الأحد، 1 فبراير 2009

أحد الفارين من سجن الأمن السياسي يكشف اسرار عملية الهروب...!



أحد الفارين من سجن الأمن السياسي يكشف اسرار عملية الهروب !
المكلا برس - مكاشفات _ هنا عدن :



خرج عن صمته أخيرا في هذا اللقاء الذي لا يخلو من إثارة ومن وضوح في الطرح ومن رؤية صريحة لواقع القاعدة في اليمن وفي المنطقة، إنه الحارس الشخصي الأسبق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأحد الفارّين البارزين من سجن الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) في اليمن، فوزي الوجيه . بعد ملاحقات صحافية طويلة ومحاولة مستميتة في إقناعه لإجراء حوار صحافي معه وافق أخيرا على هذا اللقاء لـ'القدس العربي' الذي ناقش معه العديد من القضايا الراهنة التي كان على صلة وثيقة بها وعاصرها بنفسه.وتحدّث بإيجاز وأحيانا بنوع من الحذر حول العديد من القضايا المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن وتفاصيل تنشر لأول مرة حول عملية 'الهروب الكبير' لثلاثة وعشرين من العناصر البارزين في القاعدة من سجن المخابرات اليمنية مطلع العام 2006، وعن كيفية تسليم أنفسهم للدولة وعودتهم إلى الحياة العامة بعد إعطائهم 'وجه أمان' من رئيس الجمهورية، وفيما يلي نص الحوار:حاوره / خالد الحمادي-الحارس الشخصي الأسبق لأسامة بن لادن، فوزي الوجيه، بداية أرجو إعطاءنا نبذة مختصرة عنكم وعن نشأتكم؟اسمي فوزي محمد عبد القوي الوجيه، من سكان مدينة تعز، نشأت في أسرة متديّنة تحث على التعليم، سواء كان في المسجد أو في المدرسة، فوالدي رجل دين وفقيه من فقهاء الشافعية، وقد تلقيت دراستي الثانوية في مدينتي الحبيبة تعز، وعشت فيها طفولتي وأنا الآن متزوج وأب لطفل أسميته صهيب.-كيف ومتى بدأتم نشاطكم الجهادي؟بدأت رحلتي الجهادية بعد عودة شباب الجهاد العائدين من البوسنة والهرسك، وقد تأثرت كثيرا بإخلاصهم العالي وتضحيتهم من أجل نصرة المسلمين، واستعدادهم للتضحية من أجل نصرة المستضعفين من إخوانهم في الدين، بغض النظر عن انتمائهم وعن عرقهم، وكانت أول رحلة جهادية لي للخارج إلى أفغانستان، في شهر آذار (مارس) 1998، من أجل الإعداد والتدريب ومن ثم الذهاب إلى ساحة الجهاد في كوسوفو.-متى بالضبط التقيتم أسامة بن لادن، وهل كان في هذه الرحلة أم في رحلة أخرى؟التقيت بالشيخ أسامة بن لادن حفظه الله عند وصولي إلى قندهار، في بداية 1998 وحصل هذا اللقاء قبل الذهاب إلى معسكرات التدريب، وقد أذهلني تواضعه وبسمته التي لا توحي بأي خوف من القادم المجهول، على الرغم من أنه مطلوب ومطارد.-كيف أصبحتم عقب ذلك أحد الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن؟بعد القصف الأمريكي على معسكرات القاعدة في خوست بأفغانستان، انتقلت إلى كابول ومن ثم إلى قندهار، وخلال مكوثي في قندهار طلب مني القائد العسكري للقاعدة ومسؤول الحراسة بالانضمام إلى الحراسة الشخصية للشيخ أسامة بن لادن، ولم أشعر بالتردد من الاستجابة لهذا الطلب، لما لمسته من تواضع الشيخ أسامة بن لادن وأخلاقه، فقد كان أبا وأخا في نفس الوقت.-كم استمررتم ضمن الحراسة الشخصية لأسامة بن لادن؟
استمررت لمدة سنتين ونصف.-هل كانت كل هذه المدة متواصلة أم عملت معه في فترات متقطعة؟كانت هذه المدة متواصلة وكنت آخذ خلالها دورات تدريبية ثم أعود.-في أي وقت وخلال أي فترة عملت حارسا لأسامة بن لادن؟عملت معه في الفترة منذ ما بعد القصف العسكري الأمريكي على معسكرات القاعدة في خوست بفترة قصيرة، وحتى شهر أيار (مايو) 2001.-ومتى رجعتم إلى اليمن؟رجعت إلى اليمن في أيار (مايو) 2001 أي قبل أحداث 11 أيلول (سبتمبر) بأربعة أشهر.-وكيف تم القبض عليكم في اليمن وإيداعكم السجن وبالتالي محاكمتكم؟تم القبض علينا في دولة شقيقة (السعودية) حيث كنت ضمن قائمة المطلوبين للسلطات الأمنية اليمنية.-هل كنت في السعودية في زيارة عادية أم في زيارة عمل تنظيمي أو هربا من الملاحقة الأمنية في اليمن؟نعم كنت هناك في زيارة عادية.-ألم تكن تشعر أنك ملاحق أمنيا في اليمن خلال تلك الفترة؟كنا مطلوبين وملاحقين ومطاردين خلال تلك الفترة إلى أن تم القبض علينا، ومن ضمن الأشياء التي دلّت علينا وأدت إلى اعتقالنا في السعودية هو أننا كنا ضمن قائمة المطلوبين بالاسم والصورة للسلطات اليمنية.-هل رجعت من أفغانستان إلى اليمن، ثم قمت بزيارة السعودية، أم مررت بها من أجل الوصول لليمن؟نعم زرتها بعد أن رجعت إلى اليمن، وبعد أن قضيت في اليمن حوالى سنة ونصف، أي إلى ما بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001.-ما هي التهم التي وجّهت لكم وحوكمت بموجبها وكم المدة التي حكم عليكم بها؟وجهت لنا تهم عديدة منها تشكيل عصابة مسلحة والمشاركة في مهاجمة ناقلة النفط الفرنسية (ليمبورغ) قبالة سواحل المكلا بحضرموت نهاية 2002 ، وقد صدر الحكم ضدنا من المحكمة الابتدائية لأمن الدولة بالسجن 10 سنوات.-وهل استأنفتم هذا الحكم؟لم تلحق المحكمة الاستئنافية ذلك، إثر فرارنا من السجن قبل بدء جلسات الاستئناف.-كيف تقيّمون إجراءات المحاكمة، وهل كانت عادلة في نظركم؟كان قد سبق محاكمتنا بفترة قصيرة الإعلان عن استقلال القضاء وكان هذا يرفع من معنوياتنا، لكن عدم إيماننا في ذلك الوقت بشرعية المحاكمة جعلنا لا نتقبل سير المحاكمة، سواء كانت مسيّسة أو غير مسيّسة، وسواء كانت مستقلة أو غير مستقلة.-هل توفرت فيها شروط العدالة أم أنها كانت محاكمة سياسية، حسب ما ردد العديد من المحامين؟كما ذكرت، إن عدم شرعية المحاكمة في اعتقادنا في ذلك الوقت جعلنا لا نهتم بتسييسها أو غيره، فنحن نعرف أن المحاكمة يطّلع عليها العالم، من خلال ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام من صحف وقنوات تلفزة فضائية، وبالتالي هم من سيقيّمون هذه المحاكمات أكثر منا.-هل قضيتم في السجن كل الفترة العقابية وفقا للحكم القضائي؟قضينا من العقوبة ما يقارب نصف المدة وتمكنا بعدها من الهرب من سجن الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) بصنعاء، كما سمعتم وتابعتم عبر وسائل الإعلام، ضمن مجموعة الفارين الـ23 من المعتقلين على ذمة التهم بالانتماء للقاعدة.-هل يمكن أن تشرح لنا بالتفصيل كيف تمكنتم من تدبير هذا الفرار من ذلك السجن المنيع في هذه العملية التي وُصفت بعملية (الهروب الكبير)؟بصراحة عملية الهروب من السجن كانت أولا وأخيرا في اعتقادي توفيق إلهي، لا دخل لقدرات البشر فيها، لا لمن كانوا يرفضونها من حرس السجن وضباطه، ولا ممن كانوا يطمعون بالهروب بوسائلهم البسيطة. فملعقة حفرت خرسانة من الحصا والاسمنت حتى وصلنا إلى التراب، ومن ثم الحفر بقوائم سُلّم الطعام الاستيل أو المعدني، حتى واجهتنا خرسانة حديد من الحصا والاسمنت أيضا تحت حمامات المسجد المجاور للسجن، وقد تم تكسير هذه الخرسانة بعمود حديد وجدناه مدفونا بالتراب أثناء عملية الحفر، أما بالنسبة للتراب فقد جمعناه داخل الغرف بعد تبليله بالماء، وهي طريقة أفغانية لبناء الأسوار والمنازل، وقد ساعد ذلك بالتقليل من حجم التراب المستخرج أثناء الحفر.-كم تقريبا طول هذا النفق الذي حفرتموه تحت الأرض؟يبلغ طول هذا النفق حوالي 45 مترا وعرضه بين 70 إلى 90 سنتيمترا، أي كان متفاوت العرض، حيث كان بعض أجزائه يضيق وبعضها الآخر يتسع.
-كم استمرت فترة الإعداد لعملية الهروب من السجن وحفر هذا النفق؟استمرت فترة الإعداد والحفر للنفق خمسين يوما، شابها كل أنواع الحذر والحيطة، بحيث لا يفتضح الأمر، ولا تكن هناك أي علامات توحي بتغيير الوضع داخل الزنازين فينتبه إليها الحراس.-ما هي الأدوات التي استخدمتموها في حفر هذا النفق؟كما ذكرت لك سابقا، استخدمنا ملاعق الطعام، وأعمدة سُلّم طعام من الاستيل، وكذا أعواد المماسح والنشافات الخشبية وأسلاكا نحاسية كانت داخل قلب إحدى المراوح المكيفة، استخدمناها كأسلاك تمتد على طول النفق لتوفير الإضاءة.-هل من وصف دقيق ومفصّل لتلك اللحظات الحرجة التي سبقت هروبكم من السجن وأثناء قيامكم بهذه العملية؟سأصف لكم بعض الأحوال التي كنا عليها قبل الهروب من السجن، فقد كان البعض يصلّي القيام والبعض الآخر كان قد وصل إلى المسجد المجاور للسجن الذي تمكنا من حفر النفق إلى أحد حماماته، وبدأ بمعرفة أين يتواجد الحراس جانب المسجد والبعض الآخر كانوا يقومون بحلاقة شعرهم ولحاهم لتمويه الحراس أثناء خروجنا من المسجد المجاور للسجن وهي لحظة الصفر، فقد كانت الأعصاب خلالها متوترة.-وكيف تمت هذه العملية بهذه الدقة دون أن يسمع بعملكم أحد من حراس السجن أو يكتشف قيامكم بذلك؟استخدمنا في هذه العملية كل الأسباب المتاحة من حيث الأدوات وأيضا الحذر والعمل المتواصل الذي كان على مدار الساعة دون توقف، وتركنا أمر النجاح، والنجاح على الله.-هناك سؤال محيّر، وهو كيف خرج العديد من السجناء معكم عبر هذا النفق الضيق الذي حفرتموه تحت السجن على الرغم من أجسادهم البدينة، مثل البيحاني؟كنا نعمل في الحسبان أثناء الحفر الشباب البدينين، وللعلم كان أول واحد يعبر هذا النفق وجاهز للخروج بكامل استعداداته من لبس وحلاقة وغيرها هو أكثر واحد فينا بدانة، وهو البيحاني، ومن ثم توالت عملية الخروج للواحد منّا بعد الآخر إلى المسجد وهناك انتظرنا حتى أذّن مؤذن المسجد لصلاة الفجر وصليّنا فيه وخرجنا منه مع المصلين دون أن يشعر بنا أحد.-هل صليتم الفجر مع بقية المصلين أم في مكان آخر؟صلّينا في مصلّى النساء بهذا المسجد، حتى أكملنا الصلاة، وعندما رأينا أول فوج يخرج من المسجد بدأنا بعملية الخروج منه، ابتداء من الخروج إلى صرح المسجد المجاور لبوابة مصلى الرجال ومن ثم خرجنا إلى الشارع ضمن بقية المصلين الخارجين من المسجد ولم يلاحظ أحدا خروجنا، خاصة مع الاحتياطات التي كنا قد قمنا بها من حلاقة وإخفاء لشخصياتنا وغيرها.-هل كان مدخل مصلى النساء بعيدا عن مدخل الرجال؟كان على مقربة منه، بحيث لا يوحي بأن أحدا يلاحقنا.-وهل كان بعيدا عن تواجد حراس السجن؟نعم كان بعيدا عن تواجد حراس السجن، لأن هؤلاء الحراس كانوا لا يتواجدون داخل المسجد بل خارج المسجد فقط.-عندما خرجتم للشارع المجاور للمسجد، هل كانت هناك سيارات تنتظركم أم استخدمتم مواصلات عامة؟مشينا بشكل طبيعي وتواصلنا تواصلا طبيعيا.-هل شعرتم بوجود تواطؤ أو تعاطف من قبل بعض حراس السجن الذي فررتم منه وبالتالي تغاضوا عما كنتم تقومون به وتركوكم تواصلون الحفر للنفق الذي فررتم عبره؟يمكن القول إن العسكري بطبيعته يخاف على لقمة عيشه، فقد يتعاطف معك بقلبه لكن لن يتعاطف معك بشيء عملي، أيا كان، وخاصة قضية هروب كبير قد تودي به إلى المحاكمة وأقل عقوبة لها قد تكون الفصل من عمله.-وبالتالي لم تشعروا أن هناك أي تواطؤ معكم من قبل حراس السجن؟نعم، لم نشعر أن هناك أي تواطؤ معنا مطلقا.-ألم تتمكنوا خلال فترة السجن الطويلة من كسب تعاطف بعض حراس السجن معكم؟كما قلت لك إن العسكري قد يتعاطف معك بقلبه، لكن كتعاطف بشيء عملي أو بشيء يجعله أمام المساءلة ويجعل منه أحد أفراد الشباب فهذا مستحيل. وكان الوضع على العكس مما تقول، فقد كان الوضع متوترا بيننا وبينهم ولو عرفوا أو أحسّوا بأي خبر لأبلغوا عنا.-رصدت وزارة الداخلية اليمنية مبلغ خمسة ملايين ريال (25 ألف دولار) لكل شخص يمنحها أي معلومات تؤدي إلى اعتقال أي من هؤلاء الـ23 الفارين من السجن، ألم تشعروا بالقلق جراء ذلك؟الحقيقة لم يكن القلق من هذا المبلغ الذي رصد للإدلاء بأي معلومات تدل علينا، ولكن القلق كان بالنسبة لي شخصيا هو أن نهدم كل ما حققناه من نجاح وتحرر من السجن بخطأ أمني بسيط.-ماذا تقصد بالخطأ الأمني البسيط؟أقصد بالخطأ الأمني البسيط هو أن يرتكب أي خطأ من قبلنا أثناء عملية التخفّي من أعين لأجهزة الأمنية.-كيف سلمتم أنفسكم للسلطة عقب فراركم من السجن؟في الحقيقة أعطانا رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح وجه الأمان إذا سلمنا أنفسنا للأجهزة الأمنية، وعندما قمنا بتسليم أنفسنا أعطانا الرئيس وجه الأمان وعفا عن مدة السجن المتبقية علينا، بشرط أن نعود للمجتمع كبقية أفراد الشعب من حيث الحقوق والواجبات والالتزام بعدم التورط بأي عمل يمس أمن البلاد.-هل سلمتم أنفسكم للرئيس شخصيا أم لمندوبين عنه؟بعض الشباب سلموا أنفسهم للرئيس شخصيا والبعض الآخر سلّموا أنفسهم عن طريق الأجهزة الأمنية، لكن في الأول والأخير كان إعطاء وجه الأمان من قبل رئيس الجمهورية شخصيا.-هل كانت عملية التسليم، وعملية التفاوض قبلها على ذلك، عبر وسطاء قبليين أم عبر أناس آخرين؟كانت عبر شباب من الذين خرجوا من السجن قبلنا من الذين كانوا يتواصلون معنا ومع السلطة، وهم من الذين كانت لهم قناعات بالهدوء بعد الحوار الفكري الذي دار بينهم وبين العلماء، فقد كان بيننا وبينهم تواصل وأعطونا وجه الأمان من الرئيس وقمنا بتسليم أنفسنا بناء على ذلك.-هل كانت هناك شروط معينة لإطلاق سراحكم وعدم ملاحقتكم أمنيا عقب تسليم أنفسكم؟بصراحة لم تكن هناك أي شروط لا من جهتنا ولا من جهة السلطة، إنما التسليم جاء لإظهار حسن النوايا تجاه البلد والشعب وكذلك تجاه الدولة والتأكيد أن توجهنا الجهادي هو توجه معتدل وهادف.-هل قدمت لكم السلطة عروضا معينة لإدماجكم في المجتمع مقابل تخليكم عن أعمال العنف أو الجهاد؟أريد توضيح قولك إدماجكم مقابل تخليكم عن أعمال العنف، فالمسألة ليست مسألة مقايضة، ولكن المسألة مسألة قناعات نابعة عن تجارب في ميدان الواقع، عشناها نحن وعاشتها الدولة، والكل وصل إلى قناعات في التعامل مع الآخر، ومن ضمن هذه القناعات توحيد صف أبناء الوطن الواحد، وعدم الإضرار بمصالح البلد والشعب، وأيضا أن كل ما هو مطروح من أفكار في الساحة الجهادية أو السياسية ليس قرآنا، بل هو قابل لإعادة النظر كما لاحظنا ذلك في المراجعات التي حصلت من قادة الجماعة الإسلامية المصرية بعد عدة عقود. فالاجتهادات إما أن تصيب ويستمر صوابها ويخطئها الجميع، وإما أن تخطئ ويخطئها الجميع وإما أن تخطئ ولا يستمر خطؤها ومن ثم تُصوّب مرة أخرى. وهذا يعني أن المسألة قابلة لإعادة النظر والتبصّر لما يحدث أو حدث والتعلّم من تجارب الآخرين.-هل تشعرون أنه تم تطبيع وضعكم بالكامل في الحياة العامة، أم أنكم لا زلتم تواجهون التمييز وعدم تمكنكم من الحصول على حقوقكم كاملة؟هناك بطء في التعامل وعدم جدية، لا أدري لماذا، وإنما لمسنا بعض التعاون من أشخاص معينين في الدولة عندما تواجهنا عراقيل؛ والحقيقة إن التطبيع الذي تعنيه في سؤالك، لم تقم الدولة على طرحه في واقعنا بدراسة وإنما تركوا الأمر بالبركة، وأعني بهذا أنهم لم يهيئوا فرصا للتعامل مع واقع الحياة بشكل أفضل وبطريقة أسهل.-كيف ينظر إليكم جيرانكم وكل من تتعاملون معهم في كل مكان، عندما يعرفون انكم كنتم ضمن معتقلي القاعدة؟الحقيقة ان نظرة الجيران لنا تختلف من واحد إلى آخر، فواحد يكتفي بالسلام وآخر يخاف الاختلاط وآخر إذا اختلطت معه ينتظر منك زلّة لسان وآخر متحزّب أو صاحب جماعة يخشى أن تؤثر على فكره أو أحد أتباع حزبه أو جماعته، وآخر تقرأ في عينيه الحب وهكذا، ولكن يبقى دورنا في توحيد هذه النظرة بأن نرمي كل هذه التخيّلات والإيحاءات لدى البعض، أعني الخوف والمصلحة والحب المقترن بالخوف وغيرها، والتعامل معهم بما يجمعنا مع كل واحد منهم في أمور الخير، وبالتالي ستنتهي هذه الحواجز مع مرور الزمن.-ما هي أبرز هذه الحواجز والمعوقات التي تواجهكم حاليا؟الحقيقة أن الدولة اجتهدت كثيرا وأجهزتها الأمنية في معرفة من نحن قبل القبض علينا، وتعبت في البحث عنا، ومن ثم السجن وما أعقبه من محاكمة، فكل هذا كان له دراسة وتخطيط ولكن الآن وبعد اختلاطنا بالمجتمع أصبح الأمر عشوائيا من ناحية التأهيل وتوفير المناخ المناسب للعمل، فأكثر الشباب يعانون البطالة في وقتنا الحالي، مع أنه يوجد منهم من يمتلك الشهادة ومن يمتلك المهنة وآخر من يمتلك الهمة للعمل.-هل كفلت لكم الدولة الحقوق المدنية والسياسية كاملة، عقب منحكم الأمان وإطلاق سراحكم؟الدولة كفلت لنا جميع الحقوق، مدنية كانت أم سياسية، ولكن يتبقى لنا أمور لم تكفل إلا باتفاق الدول الأخرى، كقضايا السفر إلى دولهم وأيضا المشاركة السياسية التي قد تجعل من إرهابي كما يقال بأن يكون سفيرا في دولهم أو صاحب حصانة، فكل هذه الحقوق لا تزال في طي المجهول، لأنه لم يطرق بابها حتى الآن.-ألا تعتقدون أن يتحوّل هذا التمييز ضد بعض الذين أطلق سراحهم من معتقلي القاعدة السابقين إلى قنبلة موقوتة نظرا لضيقهم بالمشاكل والمعوقات التي يواجهونها؟نحن نتفاءل بالخير، فالقناعات لا يؤثر بها ضيق الحال أو غيره، ولكن يجب التعامل مع هذه المواضيع بجدية أكثر.-من قبل من؟من قبل السلطات اليمنية وكذا من قبل سلطات الدول الأخرى.-الكثير يتساءلون، كيف استطاعت السلطات اليمنية انتزاع عقيدة الجهاد من عقول هؤلاء الشباب من معتقلي القاعدة السابقين؟أريد أن أوضح لك، أن الجهاد فريضة من فرائض الإسلام في حال احتلال أرض من أراضي المسلمين أو انتهك عرض فيها، وهذا ما يسمى بالجهاد الذي يفسد على الناس دينهم وأعراضهم، وإذا لاحظنا أن الجهاد في هذا الزمن فرض عين على كل من احتلت أرضه، فإذا لم يستطيعوا إخراج المحتل، صار فرضا على كل من هم حول هذه الأرض، فإذا لم يستطيعوا فعلى من حولهم حتى يصير فرضا على الأمة جميعها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية. فنحن نؤمن أن التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة هو احتلال سافر لأراضيها ونهب لثرواتها وهي قضيتنا، ولكن ما تغيّر الآن ليس كما تقول انتزاع عقيدة الجهاد من قلوبهم ولكن لا نريد الخروج عن هدف الجهاد السامي، وهو تحقيق الأمن والعزة للإسلام والمسلمين. فالقتل كما رأينا منذ عقود من بداية ظهور الجماعة الإسلامية المصرية وحتى تراجعها لم يحقق هذا الهدف، بل زجّ بآلاف من الشباب في السجون، فليس عيبا وليس جُبنا أن تعيد النظر في مفهوم الجهاد، بكيفيته ومكانه والأخذ بفتوى جمهور العلماء في هذه البلدان حتى يتوحد السقف والكلمة ويبلغ الجهاد هدفه.-هل تعتقدون أن الحوار الفكري الديني الذي أجرته الدولة في اليمن كان له تأثير كبير في تغيير قناعات معتقلي القاعدة؟إن هذا الحوار لم يكن بحجم تلك الضجة الإعلامية، فأي حوار وأنت وراء القضبان ومكبّل بالقيود، ولكن نقول إن هذا الحوار كان تحصيل حاصل، والمخرج للطرفين، فالشباب وصل إلى قناعة بعدم جدوى هذه الأعمال في اليمن أو في غيره، ومن ثم وقّع على وثيقة الحوار، والدولة أرادت أن تضمن من جهة شرعية التزام هؤلاء الشباب بما في وثيقة الحوار. أما أنه تم طرح شرعي وفقهي لمسائل مختلف فيها وتحديد نقاط النزاع ومن ثم الخروج برؤية شرعية أُخذ فيها بالحجة والدليل فلا أتوقع ذلك، ولكن توافقت القناعات معنا في وثيقة الحوار قبل إجراء الحوار أصلا.-يقال إن تنظيم القاعدة في اليمن عمل خلال الفترة الماضية على إعادة تنظيم نفسه، هل تعتقدون أنه بالإمكان استعادة نشاطه في ظل الحرب العالمية على الإرهاب وتطوير القدرات الأمنية لدى الأجهزة اليمنية؟بصراحة حرب العصابات تستعصي على كبار الدول، اعتقد أنه ليس من السهل السيطرة على هذه الحرب بسهولة، لا من حيث جغرافية الأرض ولا من حيث تعاطف المتعاطفين ولكن أمام الدول التي تواجه إعادة تنظيم القاعدة تنظيم نفسه، أن تتعامل مع الموضوع بجدية أكثر وأن تتصور النظرة التي ينظر بها الشباب لهذه الحرب تصورا صحيحا، وأعني بالصحيح، أي لا كما تريد الدول إعلاميا، ومن بعدها تعمل على معالجة هذه الأسباب وأظنها بسيطة أمام إرادة القيادات السياسية والعلماء الصادقين أصحاب الرؤى الوسطية.-ألا تعتقدون أن التنظيم العالمي للقاعدة يمكن أن يتخذ من غياب الدولة في الصومال مقرا لانطلاق عملياته منها؟ليس مستبعدا، فالقاعدة أو المشاركة لها ميدانيا في بداية التسعينات كانت في الصومال، مما يعني أن لها جذورا في تلك المنطقة وسيساعدها على إعادة ترتيب الأوراق من جديد، ومن ثم الانطلاق.-في اعتقادكم ما هو حجم القاعدة في الصومال؟أعتقد أن حجم القاعدة في الصومال يتناسب تناسبا طرديا مع غياب الدولة في الصومال.يتحدث العديد من المحللين عن وجود هوّة كبيرة بين الجيل الأول والجيل الثاني من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، ما مدى واقعية ذلك؟أعتقد أن الهوّة التي يقصدها المحللون غير التي نراها نحن، فهناك شباب ما قبل 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وشباب ما بعده، فقبل هذا التاريخ كانت هناك مركزية في اختيار الأهداف وزمنها وكان القصد إعلام الشعوب أن أراضيها محتلة وقد انتهى دورهم، لأن التغيير الفعلي ليس بأيديهم ولكن بأيدي الشعوب وساستها، وأما شباب ما بعد 11 أيلول (سبتمبر) فأعتبرها أنا ثورة من الأعمال الانتقامية اللامركزية سببها الضغوط الأمريكية على الحكومات العربية التي ولّدت تصادما بينها وبين هؤلاء الشباب.عن صحيفة القدس العربي