الجمعة، 6 يناير 2012

طلاب اليمن في الجزائر يناشدون حكومة الوفاق...



طلاب اليمن في الجزائر يناشدون حكومة الوفاق







رياض صريم *

منذ نحو ثلاثة أعوام تقريبا وتحديدا منذ تعيين الملحق الثقافي "رشاد صالح شايع" ومساعده الأكاديمي "راجح الأسد" في سفارة اليمن في الجزائر، من حينها وأنا أتابع معظم أخبار هذين الشخصين بعد أن لفت انتباهي كثرة الشكاوى والتعليقات عليها في كثير من وسائل الإعلام المقروءة والإلكترونية وكنت قد كتبت عن هذا الأمر مقالات كثيرة على ما أذكر إلا أن الأمر لم يتحرك حينها من قبل الجهات المعنية. وهو ما دفعني حينها إلى وضع تساؤل عريض هل تصل كل هذه الشكاوى إلى المسئولين والجهات المعنية أم أنهم صم بكم عمي لا يبصرون ولا يقرؤون! أنا متأكد من أنها كانت تصلهم ولكن الأمر كله كان بالبركة في ظل نظام كان لا يهتم بحقوق الناس، ومستحقاتهم، ولا يعالج همومهم ويقضي على بؤر الفساد حيثما كانت، فلم تكن تتحرك حينها أية بوادر من أية جهة لإيقاف التعسفات التي كان الطلبة ينسبونها إلى البعثة الدبلوماسية في الجزائر حرصا أولا على سمعة اليمن وثانيا على أبنائهم الطلبة الدارسين هناك وإنصافا وتحقيقا للعدالة القانونية التي تكفلها شريعة النظام الذي كان غائبا كثيرا.
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال الآن وفي هذا الوقت تحديدا هو ما وجدته من شكاوى جديدة وموثقة هذه المرة بالوثائق والأدلة القانونية التي هي مشفوعة أيضا بنصوص المواد القانونية التي تم خرقها وأدلتها. وقد نشر الخبر في موقعين المصدر أونلاين وغربة برس وكذلك في صحيفة الجمهورية بالإضافة إلى الوثائق المتعددة التي نشرها الطلبة في صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
بعد تحليل محتوى الوثائق المنشورة تبين لنا أمر مهم للغاية وخصوصا الوثيقة التي بعثها الملحق الثقافي كرد إلى وزارة التعليم العالي اليمنية على مشكلة أحد الطلبة وتشير إلى أن هناك مذكرتين صدرتا بهذا الخصوص، فيها توجيهات كثيرة إلا أن اللافت فيها هو أن نائب وزير التعليم العالي محمد مطهر يقول في رفعه لمعالي الوزير أن الملحقية قد أفسدت العلاقات بين اليمن والجزائر، بالإضافة إلى التشكيكات في عمل الملحق من قبل توجيهات أخرى، هذا دليل على أنهم يعرفون حق المعرفة أن الملحقية الثقافية لم تعد صالحة وأنها قد اتخذت منحى خطيرا يمس العلاقات بين البلدين وتعمد إلى خلخلة أهم الركائز، وهو ما يخول للجهات النافذة استدعائه والتحقيق معه وتغييره فورا خشية اتساع المشاكل وخطورتها على العلاقات الدبلوماسية بين بلدين شقيقين كل العلاقات بينهما على مدار التاريخ جيدة كثيرا، والطلبة أنفسهم يثنون على هذا البلد العظيم الذي يأويهم ويحتضننهم ويوفر لهم كل وسائل التعليم المريح.
وهناك وثائق كثيرة نشرها الطلبة غير أن الأبرز فيها هو توجيهات من الهيئة العامة لمكافحة الفساد إلى وزارة التعليم العالي تطالبه بسرعة استدعاء الملحق الثقافي ومساعده المالي إلى اليمن بدئا للتحقيق معها في تهم فساد منسوبة إليهم، وفيها توجيه من معالي وزير التعليم العالي اليمني بالاستجابة وسرعة استدعاء الملحق ومساعده المالي للتحقيق معهما في الأمر. استبشرت خيرا وأجريت اتصالات مع أصدقاء في الوزارة للتأكد من جدية الإجراءات فقيل لي أن الوزير جاد غير أن الملحق ونائبه والسفير أيضا يعملون على قدم وساق في سبيل إخفاق هذا العمل وتغييبه كسابقيه من الأمور الجادة وكذلك يبحثون عن وساطات كبيرة لـ((تغطيس)) الخبر نهائيا حتى يصبح وكأنه لم يكن. فتساءلت هل سيتم إهمال طلب مكافحة الفساد لرمزين فاسدين عاثا في حقوق الطلبة والمال العام كما تؤكده الوثائق منذ فترة تعيينهما؟
نعرف تماما أن الشكاوى السابقة كلها قد تم مصادرتها وعدم العمل بموجبها بشكل جدي نتيجة للوساطات التي اتخذها الملحق دائما بالإضافة إلى قربه من مدير مكتب الوزير السابق "رشدي الكوشاب" كما يؤكد ذلك الطلبة في كثيرا من المواقع، كما أنهم يؤكدون أيضا أن الملحقية لا تتورع في شراء ذمم كثير من الكتاب المرتزقة لينبروا للدفاع عنهم وكتابة أخبار شكر واحتفاء بهم حتى يتم تلميعهم في صحف ومواقع أيضا، نحن الآن لا نشك في أن الملحقية ستعمد إلى اتخاذ هذه الورقة المكشوفة أيضا ونخشى أنها قد تمر على معالي وزير التعليم العالي الدكتور يحيى الشعيبي وكذلك الأخوة في هيأة مكافحة الفساد.
بصراحة أذهلني الخبر الذي نشر في صحيفة الجمهورية وموقعي المصدر أونلاين وكذلك في موقع غربة برس الصادر من أمريكا وأدهشتني التعليقات على الخبر في المصدر أونلاين المليئة بالاستعطاف لكل المسئولين والجهات النافذة وهي تعليقات تحمل وجع الطلبة واساهم وحزنهم وتعكس قسوة وجبروت وطغيان الملحقية كما يقولون الطلبة أنفسهم.
الأمر لم يعد خافيا على العالم كله بناء على ما تثبته الوثائق المنشورة وما تؤكده الحقائق المعززة بالأدلة المنشورة في الخبر لكن الخافي والمخيف هو رد فعل الجهات المعنية وتفاعلهم مع مشاكل الطلبة وإعادة مستحقاتهم وصرفها وتحذير كل ملحق ثقافي في أي بلد كان من سرقة حقوق الطلبة تحت أي مبرر كان وبأية تهمة كانت ما لم تكن علمية ومستندة الى قانون صريح ومبرر.
كثيرا ما أتخيل كيف لطالب علم أن يقرأ أو يتعلم أو يفكر في ظل جو موبوء ومتعفن بأشخاص لا هم لهم إلا جمع المال وممارسة الاضطهاد؟ الطالب لا بد له من جو مناسب كما تثبت ذلك علوم التربية ونظريات التعليم والتعلم. مما يطرح علينا تساؤلا هل يحمل المسئولون هؤلاء أية هموم علمية أم أنهم يمارسون سلطتهم وسطوتهم فقط لا غير دون الاهتمام والانتباه بأي شيء آخر يعزز من علم الطالب ويجعله آمنا مطمئنا دون خوف ولا ارتباك من جراء ممارسات الملحقية؟
أطرح هذه التساؤلات على الأخ معالي وزير التعليم العالي الدكتور يحيى الشعيبي وأنا أقول له اصنع شيئا يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح باتخاذك خطوة جريئة للتحقيق في كل ما ينسب إلى الملحقية وأنا أثق كثيرا في أنه صادق ولا يشوبه شائبة وان هناك ما يخفى وهو الأعظم بالطبع. فهؤلاء الطلاب يا معالي الوزير أولادك وفي أمانتك وفي رقبتك وأنت مسئول عنهم أمام الله والعالمين حتى يوم الدين فلا تقصر في حقهم فهم أمل المجتمع وبناة المستقبل ونحن في حاجة ماسة إليهم.
وأشد على يد الهيئة العامة لمكافحة الفساد وأدعوهم إلى الإصرار على تحقيق وتنفيذ قراراتهم وسرعة البت فيها وعدم السماح لأية جهة بإيقاف قراراتهم التي اتخذوها مهما يكن حتى يحق الحق ويذهب الأذى عن طلبتنا الذين يعانون كثيرا.

• صحفي وناشط حقوقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق