الجمعة، 6 يناير 2012

دعوه للتغافل .. بقلم احلام القبيلي




بسم الله الرحمن الرحيم

 دعوة للتغافل
 بقلم احلام القبيلي

التغافل هو التغاضي وعدم التركيز على الاخطاء والزلات والهفوات تكرماً وترفعاعن سفاسف الامور وترفقاً بالاخرين
وقالوا ايضاً:

" هو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور
وتعالوا معي نقرا هذه القصه ونتخيل معاً ماذا لو كنت ايها القارىء الكريم مكان حاتم الاصم   
. تقول القصه:

ان امراة جاءت  حاتماً فسألته  عن مسألة ، فاتفق أنه خرج منها "صوت" في تلك الحالة فخجلت ،فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك ، وقالت : إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم
يا له من خلق كريم , لا يتصف به إلا كرام الناس وسادة القوم , و انا اجزم ان الكثير لو كانوا مكان حاتم الاصم فان اصغر فعل سيصدر منهم هو الضحك الهيستيري هذا اذا لم يعملوا من الموقف مسرحيه
ومن المحزن ان تجد في الناس من يتتبع عورات اخوانه ويفضح زلاتهم ويتلمس اخطائهم وينسى ان الجزاء من جنس العمل
فمن اقال عثرة اخيه اقال الله عثرته ومن تتبع عورات الناس فضحه الله تعالى في عقر داره
فتجد الزوج اذا زاد الملح في صنف واحد من الطعام وقد اعدت له زوجته عشرة اصناف يقلب البيت على راس زوجته المسكينه
وتجد بعض الاباء يترصدون لابنائهم كما يترصد العدو لعدوه, طالبين عثراتهم , ناشرين زلاتهم
وبعض الناس اذا اخطات بحقه دون قصد منك فلك الويل والثبور وعظائم الامور , فالكلمه سيردها بعشر والجمله بمحاضره



سنة ضرطة الخطيب:

يحكي القاضي العمراني في كتابه قصص وحكايات من اليمن هذه القصه التي نريد ان نقارن بينها وبين قصة حاتم الاصم , تقول القصه:
ضرط احد الخطباء في صنعاء وهو يخطب , فاشتهر ذلك بين الناس , فاستحيا هذا الخطيب وترك صنعاء واغترب لعدة سنوات , ثم عاد الى صنعاء , وفي مدخل صنعاء اراد ان يستريح ويشرب كوباً من القهوه قبل دخوله صنعاء فجلس في مقهى وطلب من المراه القائمه على المقهى كوباً من القهوه فوضعته على النار وجلست تتحدث مع صاحبة لها وهو يسمع , فقالت احدهما للاخرى : كم عمر ابنتك؟ فقالت الاخرى: ابنتي ولدت سنة ضرطة الخطيب
فلما سمع ذلك انزعج وقام على اعقابه ممتنعاً عن دخول صنعاء وقال : وهل بلغ من شهرة الضرطه ان يؤرخ بها؟؟
صدقوني ان هذه القصه تحكي حالنا بالضبط , فنحن نؤرخ للسنين باخطاء الناس ونجعل منها نكات ومسرحيات وبرامج و روايات
نهجر الصديق بسبب غفله ونقطع الرحم بسبب كلمه , ويطلق الرجل زوجته بسبب هفوه, ونسقط الناس من عيوننا بزله ونشهر بالخصم ونعمل لزلته سهرة وحفله
واصبح لطلب العثرات وتتبع العورات وكشف الزلات وزاره وموظفين اسمها وزارة الاعلام , نسال الله تعالى ان يكفيها شر الكلام ويجنبها افة التحريش بين الانام

 
قالوا عن التغافل:
يقول الحسن البصري: "ما زال التغافل من فعل الكرام"
وقال عثمان بن زائدة، قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل، فقال: "العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل "

من كان يرجو أن يسود عشيرة **** فعليه بالتقوى ولين الجانب
ويغض طرفا عن إساءة من أساء **** ويحلم عند جهل الصاحب

و قال كسرى لوزيره ما الكرم ؟ قال التغافل عن الزلل
وقال عيسى عليه السلام للحواريين : كيف تصنعون اذا رايتم اخاكم نائماً وقد كشف الريح ثوبه عنه ؟
قالوا: نستره ونغطيه
قال: بل تكشفون عورته
قالوا: سبحان الله من يفعل هذا
قال: احدكم يسمع بالكلمه في اخيه فيزيد عليها ويشيعها باعظم منها

اذن ستر العيوب والتجاهل والتغافل  خلق اسلامي و انساني يجب ان نتحلى به
تغافل عن اخطاء زوجتك وابنائك وتلاميذك
وتغافل عن زلل اصحابك واعدائك
وتغافل عن هفوات كل من حولك ولا تعلق على كل فعل  ولا تتوقف عند كل صغيرة وكبيره
فلكل جواد كبوه ولكل عالم هفوه وكلنا ذو خطأ

وقال الشاعر :أحب من الأخوان كل مواتي **** وكل غضيض الطرف عن هفواتي

خلق الذبابه:

لاشك انكم تعرفون الذبابه اعزكم الله تعالى ولكن هل تعرفون ما خلق الذبابه , الذبابه دائماً وابداً لا تقع الا على الجروح وعلى القاذورات
وبعض الناس عافانا الله تعالى واياكم يتخلق بخلق الذبابه , فلا يذكر الا السيئات ولا يمر الا على المنكرات , ولا يرى الا النصف الفارغ من الاناء
والمصيبه ان هذا الخلق اصبح جزء من سياسة بعض الاحزاب والحكومات

علمني ابي :

والتغافل اعظم درس علمنيه ابي  حفظه الله تعالى, عندما سمعته يقول لولده وقد جاءه غاضباً يشكو اليه احد اقاربه  سمعه ينال منه بسؤ الكلام , فهدا من روعه وامتص غضبه وقال " تدري ليش اعمل نفسي اصنج ؟ علشان لو سمعت كلمه ما تعجبنيش اقول ما سمعتوش"






                                  أحـــلام القبيـلـي
alkabily@hotmail.com                 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق