الثورة الشبابية في اليمن ...تسير نحو النصر...!!!
بقلم : بسام البان
الثورة: هي التغيير المفاجئ السريع بعيد الأثر فى الكيان الاجتماعى لتحطيم استمرار الأحوال القائمة فى المجتمع ، وذلك باعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعى بناء جذريا ، ان الثورة هى عمل تقدمى شعبى ، اى انها حركة الشعب بأسره ، فهو يستجمع قواه ليقوم باقتحام جميع العوائق والموانع التى تعترض طريقه لتجاوز التخلف الأقتصادى والأجتماعى وصولا لتحقيق غايات كبرى تريدها الأجيال القادمة .
والثورة ظاهرة اجتماعية طبيعية ، منسجمة مع السير العام للمجتمع الانسانى ومع تطور التاريخ ، وهى تحدث متى توافرت الاسباب لحدوثها ، وتكون عمل مشروع للشعب لتغيير الحكومة التى لاتمثله ولاسقاط النظام الذي يعامله بظلم والذي انحرف عن الطريق السوى فى الحكم ، وصولا للعدالة الاجتماعية المرجوة والتقدم والرقى الذى يبغيه المجتمع ، والذى لو تحقق سيضمن استقرار المجتمع ، واستقرار الحكم فيه ، والثورة كظاهرة اجتماعية وسياسية هى انتفاضة الشعب وفطرته وضميره ضد الظلم الذى جاوز الحدود ، والثورة من منظور التحليل النفسى هى انتصار عامل الغضب فى النفوس على عامل الخوف من ارهاب السلطة .
والثورة كفعل انسانى تمر بمرحلتين :
الاولى :هدم الوضع الفاسد القائم وشعار هذه المرحلة ( الشعب يريد اسقاط النظام )
والمرحلة الثانية : هى بناء وضع جديد يلبى حاجات وتطلعات الامة وشعار هذه المرحلة ( الشعب يريد حياة كريمة (
والحياة الكريمة تقوم على شقين أساسيين :
شق سياسى : يتحقق بالتخلص من القهر السياسى والبوليسى من خلال تحقيق الديمقراطية
شق اقتصادى : يتعلق بالتخلص من القهر المادى أقصد التحرر من الفقر والحرمان والبطالة من خلال الرفاهية و تحقيق العدالة الاجتماعية .
وفي أي بلد من بلدان العالم يحق للشعب المحتل ان يقاوم محتليه بشتى الوسائل وبأي طريقة يراها الشعب مناسبة سواءً كانت مقاومة سلمية أو غير سلمية لأن مقاومة المحتلين لأي بلد عربي وإسلامي حق مشروع يقره الشرع المطهر وتقره أيضا جميع أنظمة العالم الوضعية , والمحتلون أنفسهم قالوا أن من حق أي شعب أن يقاوم محتليه مادامت عندهم الإرادة والعزيمة للمقاومة , ومن هنا تولدت المقاومة للمحتل دفاعاً عن الدين أولا ثم العرض والأرض ثم الكرامة والقيم الإنسانية النبيلة .....الخ وهذا ماتقوم به ألان الثورة الشبابية في اليمن ممثلة بالشباب والنشطاء السياسيون والحقوقيون وعامة الشعب بكل شجاعة وبطولة وعزم وإرادة ومعنويات مرتفعة وصلابة فولاذية .
ومثلما امتحنت السلطة في اليمن في رسم سياسة ناجحة للبلاد وخصوصاً في المحافظات الجنوبية بعد احتلالها للجنوب وفشلت في رسم تلك السياسة المستقبلية فشلاً ذريعــاً , فإن الثورة الشبابية السلمية في اليمن ستتعرض للامتحان ذاته وبهذا يجب على القيادة الشبابية للثورة السلمية من اجل التغيير واسقاط النظام وجميع فيئات الشعب أن يكونوا في مستوى المسئولية وان يرسموا لليمن السياسة المستقبلية الناجحة وان يوصلوا اليمن إلى بر الأمان كي يعيش الشعب اليمني كافة بسلام وأمن وحرية وديمقراطية عكس ماهوا حاصل ألان معنا من قهر وسلب للحقوق وظلم واستبداد .........الخ من المعاملات اللأنسانية والتي إن دلت أنما تدل على إفلاس السلطة في السيطرة على الأوضاع في البلاد وخصوصا في المحافظات الجنوبية وعلى السياسة الغير صحيحة التي تطبخ في مطابخ الحزب الحاكم أن تتخذ قرار صائب تجاه هذا الغضب العارم من قبل الشعب وعليها ان تحدد موقفها من الان قبل فوات الآوان .
وبين الثورة الشبابية للتغيير في اليمن والوصول الى ذلك الهدف وهوا التغيير واسقاط النظام توجد عقبات كثيرة جداً فالثورة بحاجة اولاً الى ان تتفق جميع
القوى السياسية من قادة وأحزاب ونشطاء سياسيون ومناضلون وجميع افراد الشعب على برنامج سياسي يمني موحد يرسم من خلاله معالم مستقبل اليمن , لان المتابع للاحداث الجارية في البلاد وعن قرب يجد ان ثمة بعض الخلافات التي لم تحسم بعد فسقوط العديد من القتلى والجرحى في عموم المحافظات اليمنية وصمود الشباب أمام الرصاص الحي من أجل المطالبة بالتغيير واسقاط النظام يؤكدان لنا بأن هناك مشروع وطني نحو التغيير لابد ان يتحقق ولوا بسفك المزيد من الدماء .
فاليوم اصبحت الثورة الشبابية للتغيير في اليمن قوية وتسير نحو النصر الحقيقي والمؤكد باذن الله
.تحية اجلال وتقدير لأرواح جميع الشهداء الثائرون الذين ضحوا بارواحهم من أجل حياة كريمة لشعوبها .