صرخة ٌ جنوبية الى من يهمه الأمر...
الحـراك في خطـر...
الجنـوب في خطـر...
ما إن بدأ نظام صنعاء يترنح تحت ضربات الحراك السلمي في الجنوب ومقاومة الحوثيين المسلحة في الشمال، وما إن بدأت مظاهرات الشباب تشق طريقها في المدن اليمنية متأثرة بانتصار ثورتي تونس ومصر، حتى بدأ حزب الإصلاح متدثرا ثوب المشترك هجماته العدوانية ضد الحراك الجنوبي المطالب بفك الإرتباط واستقلال الجنوب عن نظام الجمهورية العربية اليمنية.
لقد ظلت قيادات الإصلاح تنظر بحرقة الى النجاحات العظيمة التي حققها حراكنا الجنوبي على صعيد رفع الحس الوطني لدى شباب الجنوب ورص صفوف كافة أبناء الجنوب ودفعهم للمطالبة بحقوقهم في وطنهم السليب. وبذلت قيادات الاصلاح عددا كبيرا من المحاولات بغرض إحداث اختراق في الصف الجنوبي ولكن كل القيادات الاصلاحية الشمالية التي كان يرسلها حزبها صوب الجنوب لإقامة فعاليات كانت لاتتعدّى فعالياتها منطقة دمت الشمالية ولاتستطيع أن تتقدم خطوة واحدة فيما وراء ذلك نحو الضالع الجنوبية، كما لاتتعدّى البيضاء نحو مكيراس.
والآن ومع خروج الجماهير الشعبية مطالبة بإسقاط نظام علي عبدالله صالح رأت قيادة الإصلاح أن الفرصة أصبحت مواتية لتصفية حسابها مع الحراك الجنوبي من خلال نشر شعار إسقاط النظام وجعله بديلا لشعار الحراك المطالب بالاستقلال وفك الإرتباط.
إن حزب الإصلاح الذي شارك علي عبدالله صالح في جريمة الحرب ضد بلادنا وقتل الآلاف من أبناء شعبنا، يكرر اليوم جريمته ضد الحراك الجنوبي بهدف طمس الهوية الجنوبية لشعبنا وتحويل الجنوب الى مجرد محافظة من محافظات الشمال.
إن دعوات بعض القيادات الجنوبية لجماهير الحراك للإنخراط مع إخوتهم الشماليين من أجل إسقاط النظام، نراها تصدر بصورة غير متأنية، وهي في الواقع عبارة عن شيك على بياض تحرره هذه القيادات لصالح حزب الإصلاح. ويكفي هذه القيادات أن ترى مايجري على الأرض في عدن الآن، فهاهي المناضلة زهراء صالح تريد أن تتحدث عن مطالب شعبها الجنوبي بالحرية فيقف في وجهها مرتزقة حزب الإصلاح ويشوشون عليها ويمنعونها من الكلام. وهذا شاب جنوبي يشترك في مسيرة داخل عدن ويرفع العلم الجنوبي فتعتدي عليه ميليشيا حزب الإصلاح وتضربه وتطرده .
ويكفي هذه القيادات أن تتصفح بعض مواقع حزب الإصلاح على الإنترنت مثل المصدر أون لاين ومأرب برس وغيرها فتقرأ فيها زعمها أن السلطة تريد أن تفشل المسيرات المطالبة بتغيير النظام في عدن من خلال دس ّعناصر بلطجية ترفع شعارات انفصالية!! تخيلوا أن شباب وجماهير الحراك التي سالت دماؤها غزيرة على مدى سنوات دفاعا عن الحق الجنوبي وعن الهوية الجنوبية، أصبحت اليوم مجرد عناصر "بلطجية " في نظر قيادات حزب الإصلاح.
إن ماتفعله ميليشيات حزب الاصلاح في عدن من اعتداءات متكررة ضد شباب الحراك المدافعة عن الهوية الجنوبية يستوجب دق جرس الإنذار لدى كل القيادات الجنوبية في الداخل والخارج ودفعها للتوحد في وجه هذ العدو " الثوري" الخطير. كما أن على قيادات الخارج التي ترتبط بعلاقات حوار مع قيادات الاصلاح والمشترك أن ترفع كرتا أحمر في وجه هؤلاء الحلفاء وتلزمهم برفع يدهم عن عدن والمحافظات الجنوبية، مالم فإن هذه القيادات حتى لو عادت غدا للحكم بعد زوال نظام علي صالح فستجد أن الجنوب بهويته الوطنية قد زال أيضا ولن يكون لها مرتكز تقوم عليه أو هوية تستند إليها.
والله من وراء القصد.
سالم عمر علوي القميشي
21 فبراير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق