الثلاثاء، 1 فبراير 2011

مصداقية الإعلام ...!!!




بقلم : كروان الشرجبي

المتتبع لأحداث الساعة بالتأكيد سيكون على علم ودراية بالأوضاع الجارية على الساحة العربية.
إن القنوات الفضائية الإخبارية تهتم دائماً بعرض ما يدور ويحدث في دول العالم حيث يصل الأمر لبعض القنوات إلى التسابق من أجل الحصول على السبق الصحفي وهذا أمر جميل جداً ويعمل على جذب مشاهدين أكثر.
عموماً كلنا نعرف ما حدث في مصر الشقية ولست هنا بصدد مناقشة الأوضاع وما آلت إليه مصر وإنما من أجل توضيح أمر مهم جداً لاحظته في القنوات الفضائية الحكومية في مصر منذ اليوم الأول لخروج الشباب المصري إلى الشارع وتناولت تلك القنوات هذا الحدث وعملت على مناقشته مع كتاب ومحللين سياسيين ولم يلجأوا إلى التقييم أو تجاهل الأمر بل أعطوه أهمية كبرى وأولوه اهتماماً كبيراً.

إذ ليس سهلاً أو أمراً عادياً أن يخرج الشباب ويقفوا وقفة واحدة ويهتفوا بصوت واحد، فهم عماد المستقبل وأساس المجتمع لذلك تم إعطاء مساحة من الحرية للتعبير وإبداء الرأي عن كل ما يعانون منه!! وهذا الأمر أعجبني لأن الإعلام المصري تعامل مع ما يحدث بشفافية وهذه النقطة تسجل لصالح الإعلام المصري الذي تفوق علينا بهدف لأن الإعلام اليمني بصراحة وبدون أي زعل "خارج نطاق التغطية"، فهناك تظاهرات تقام وطلاب جامعيون يطالبون بمطالب ومهرجانات واسعة أقيمت في مختلف محافظات الجمهورية كل ذلك ولم تتم حتى الإشارة إليها لماذا؟، هل المطالبة بالتغيير شيء خطر فالمتتبع لبعض القنوات الفضائية التي تنقل تلك المهرجانات والتظاهرات سيجد أن ما يتم المطالبة به حقوق مشروعة، فالمواطن يرى أمامه كل يوم مظهر من مظاهر الفساد وصوراً سيئة لوقائع لا يتقبلها منطق ووقع معيشي مزري لذا فالكل أتفق على محاربة الفساد وطرده وصرخوا صرخة واحدة نطالب بالتغيير.

فلا نعمل لماذا لا تستمع "الدولة" إلى تلك المطالب، فكثير من تلك المطالب منطقية وتخاطب العقل.
لماذا لا يتم الاستماع إلى مطالب الشباب ويتم احتضانهم واحتوائهم وإيجاد قناة للتواصل معهم وكذا إيجاد قناة للتواصل بين الشعب وقطاعاته المختلفة، فمن الخطورة من وجهة نظري أن يتم تجاهل كل ما يقال عن المطالب والحقوق.
فالتغيير ضروري جداً ومطلوب في هذه المرحلة، فنحن بحاجة ماسة للإصلاح فهناك من ينادي بهبة شعبية وكأن اليمن ما كان ينقصه إلا هبات شعبية تقوده إلى الهاوية.

لا أتعارض في كلامي، نعم أنا دائماً أنادي بأن يخرج الشعب ليقول كلمته ويعبر عن أرائه ورفض استغلاله من قبل البعض الذين لا يسعون حقاً لبناء اليمن "الوطن" ومصلحة المواطن بقدر ما يسعون للتقاسم حصصي للثروة والمناصب ليس أكثر.
وأن ما لفت انتباهي في تلك التظاهرات والمهرجانات هو أن الكل أتفق على أن الانفصال ليس هدفهم ومرادهم ونادوا بعبارة نحن وحدويون وهذا الأمر يدعو للتفائل والاطمئنان وأيضاً يدل على مستوى النضج والتنظيم من أجل إيصال الكلمة وبطريقة سلمية وهذا مشهد إيجابي يجب أن يحترم، فلماذا لا يتم التحاور معهم وسماعهم؟! لأن تجمعهم كان جلياً وواضحاً وهو الوطن ومصلحته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق