لا تذهب بعيدًا إنها في مدينة عدن ثغر اليمن الباسم , أنشأت قبل مائة و عشرين عامًا و بالتحديد في 1890على جبل " البنجسار " فوق خليج عدن بمياهه الزرقاء الجميلة في منطقة التواهي التي أنشأها البريطانيون كمنطقة إدارية حين تحول مسكن الكابتن هنس إلى التواهي و إنشاء الميناء الجديد الذي كان يسمى (Steamer Point ) و قد أنشأت المنطقة تزامنًا مع إعلان عدن منطقة حرة في عام 1850 م .
التواهي في عام 1880
في الوقت الحالي
, و قد أنشأت كنموذج مصغر لساعة بيج بين في لندن و لم يسبقها لهذا إلا ساعة أخرى في جوهانسبيرج في جنوب أفريقيا عام 1870 .
الساعة فوق جبل البنجسار
و لا أدري ماهو أصل كلمة البنجسار في منطقة أنشأت بعد دخول البريطانيين كمنطقة إدارية سكنها موظفوا الدولة من مناطق الإمبراطورية العظمى وخصوصًا من الهند الذين انتشروا في كل مناطق الإمبراطورية .
Steamer Point كما أسماه البريطانيون و تظهر أعلاه ساعة بيج بن الصغرى
و عند البحث وجدت مقالا في صحيفة 14 أكتوبر العدنية يتحدث الكاتب به عن معنى الاسم حسب تحليله قائلاً : .. بحثنا عن تسمية البنجسار فوجدنا لها أكثر من معنى لكن الأستاذ/ المربي الفاضل حسن محمود.. مدير التربية بالتواهي والشخصية الاجتماعية المعروف بمتابعته لتاريخ ورجال المنطقة أخبرنا بمعنى مقبول وربما يكون هو الصح ولا سواه.. حيث أكد أن هذه المنطقة. كانت سكناً لعمال النظافة الهنود والذين يسمون (بنجي) وكان يقال لرئيسهم الذي يسكن قرب ثانوية ( جرادة) حالياً (سير) أي السيد المشرف والمسئول على هذه الفرقة التي كانت تقوم بالنظافة وتم التزاوج من الكلمتين (بنجي) و(سر) أو (سار) وصارت هكذا البنجسار وهي الحي الذي تطل عليه الساعة من جهة البحر وتسمى باسمه ".
شيدت الساعة كانت عدن تابعة لمستعمرات الهند البريطانية الشرقية ومبنى الساعة مستطيل الشكل فيما يشبه شكل الصاروخ وسقفها أشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع من القرميد الأحمر . يبلغ إرتفاع الساعة ثمانية أمتار وبداخلها يوجد سلم حديدي للصعود إلى أعلى البرج و لضبط الساعة , و يبلغ قطر الساعة حوالي المتر , وكانت في وقتها ثاني أكبر ساعة بالعالم .
صورة قديمة للساعة مطلة على خليج عدن
وفي يونيو 2002 واحتفاء بالذكرى ال50 لتولي الملكة اليزابيث الثانية الحكم زار سفير بريطانيا في صنعاء الساعة ومعه فريق من المهندسين البريطانيين الذين قاموا بإصلاح الساعة بكلفة 28 الف جنيه استرليني إلا أنها عادت لتتوقف عن الدوران من جديد نتيجة للإهمال و الخلافات السياسية المتعددة .
صورة قديمة للساعة و يظهر بها جزء من حي البنجسار بملامحه العصرية
صورة أوسع للحي و تظهر الساعة في أقصى الصورة
و على دقات الساعة التي كان العمال يقومون بضبطها كل 60 دقيقة أقامت الملكة إليزابيث الثانية في "فندق كريسنت" الذي يعتبر أول فندق شيد على مستوى الجزيرة والخليج العربي .
الملكة على ظهر عربة و تبدو الساعة في الخلفية
زيارة الملكة إليزابيث الثانية لمدينة عدن
صورة قديمة للفندق
صورة حديثة للفندق في عام 2008 م
أنشئ فندق كريسنت عام 1930، ويسمى اليوم الجناح الذي أقامت به الملكة إليزابيث الثانية بـ"الجناح الملكي". وفي الغرفة رقم 121 بالدور الثاني من الفندق، أقامت الملكة وزوجها في رحلتها التفقدية لأرجاء إمبراطوريتها العظمى و التي قعطا خلالها 43,618 ميلا .
صورة من الأعلى تظهر موقع الفندق في منطقة التواهي
صورة قديمة للفندق
نفس الصورة السابقة من غير إشارة لمن أراد الاستفادة منها
صورة قديمة للفندق مع حي البنجسار العصري
صورة للفندق من الحديقة الأمامية
وأصبح هذا الجناح يحمل اسمها حتى اليوم، وبكل محتوياته، بما فيها صورة معلقة على جدار غرفة النوم إلى جانب السرير، والكرسي الخاص بالملكة المصنوع من الخشب وعليه قطعة قماش .
جناح الملكي و تظهر صورتها التي مازالت موجودة به رغم الإهمال
إحدى غرف الفندق قديمًا
لوبي الفندق غرفة الطعام بالفندق
. و لأن لعدن سحر خاص فقد مددت الملكة أقامتها في عدن و التي كانت مقررة بشهر واحد إلى أكثر من 60 يومًا افتتحت خلالها العديد من المشاريع أهمها مستشفى الملكة الذي أعيدت تسميته بعد الاستقلال ليصبح مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن .
البوليس العدني في فترة زيارة الملكة و يظهر تنوع جنسيات أفراده
الملكة أمام فرقة الشرف لتحيتها
و مازال جهاز الاتصال الذي جلبته معها و هو أول جهاز يدخل إلى مدينة عدن، وكانت تستخدمه الملكة في اتصالاتها، ولا يزال موجوداً إلى جانب جهاز الراديو الذي ما يزال يعمل حتى الآن. وعبر جهاز الاتصال الذي كان الأول من نوعه تابعت أخبار بلادها وكل مستعمراتها في الشرق والغرب .
بعض إعلانات الفندق الداخلية
صورة لإعلان عن تنظيم حفلة موسيقية في الفندق للموسيقار موزرات السيمفونية الخامسة
و قد تمت عملية تجديد الفندق عام 1960 م لتشمل إضافة مكيفات و تهوية الغرف و توسعة صالة الطعام و كان لكل غرفة جهاز تكييف خاص و حمام استحمام منفرد .
صالة فوق السطح للجلوس و تظهر شاشة السينما في النهاية
مدخل سطح الفندق
لقطة للفندق و يظهر في الصورة بعض من جوانب الحياة في عدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق