عدن في الماضي والحاضر..
تجهل المستقبل..جاء ذكرها في الانجيلواطلق عليها الرحال الفرنسي لويس سيمونان حبل طارق البحر الاحمرمنذ اقدم العصور ظلت عدن قطبا مغناطسيايجذب الناس من شتى الاصقاعومن مختلف الاجناس ,وذلك بسبب موقعها المهم في طريق التجارة بين الشرق والغربولاشك ان انتعاش حركة الملاحة في البحر الاحمر من جديد بعد اكتشاف السفن البخاريةمطلع القرن التاسع عشر واعلان عدن ميناء حرا سنة 1850موافتتاح قناة السويس سنة 1869 قد زاد من اهمية ميناء عدن وجعل المدينة تستقطب اعدادامن الناس القادمين من مختلف بقاع العام وتحتوي كتابات المؤرخين والرحالة العربكابن المجاور المقدسي وابن بطوطة وسلطان ناجي وعبدالله محيرزعلى اشارات عابرة تؤكد ان سكان عدنيتكونون منذ فترة ما قبل الاسلاممن خليط من الناس ينتمون الى اصول عرقية مختلفةويمارسون جميعهم التجارة ويشكلون عدة جاليات يعيش كل منها في معظم الاحيان في حي خاص به ,الاف من الناس تاتي الى عدن بحثا عن المأكل والملبس الخليط البشري الملون يشكل منظرا فريدا يميز عدن من بقية المدن العربية هذا ما قاله الرحالة الفرنسيين الذي حصروا اهداف رحلاتهم الى عدن في الرغبة في مشاهدة المعالم والمواقع السياحية المثيرة بل ان الغاية الرئيسية للكثير من رحلاتهم تكمن في تحقيق بعض الاهداف الاستكشافية او الاستخبارية التى تسمح لهم بتقديم معلومات جديدة عن الشرق بشكل عام للقارئ الغربي ..عدن بحكم موقعها الاستراتيجي على البحر مطمعا للغزاة والمحتلين عبر التاريخماذا بعد..
؟ابقوا معنا للنهاية
الكابتن هينس
في 19 يناير 1839 كانت القوات البريطانية تستعد للهجوم وتنفيذ خطة بانزالالقوات حول جزيرة صيرة في فرقتين حيث تم الاستيلاء على الجزيرةواحتل الانجليز قسما من التواهيتم تقدم المايجور بيلي مع فرقة اخرى نحو باب عدن وتم الاستيلاء عليه بدون مقاومةشديدة لنفاد الذخيرة وتم بعد ذلك استكمال السيطرة على مدينة عدنالتى سقطت بعد ان روتها دماء شهدائنا وفي يوم 18 يونيو 1839 م قام الانجليز بتوقيع اتفاقية صداقة مع السلطان محسن سلطان لحجتم بمقتضاها رصد مرتب سنوي للسلطان .وكانت هذه الاتفاقية بمثابة تجديد اعتراف سلطان لحجبشرعية امتلاك بريطانيا لمدينة عدن مقابل القيمة التى حددت قبيل احتلال عدن فضلا عن تسلم السلطان مرتبا سنويا حسب الاتفاقية التى شكلت العلاقه بين السلطان محسن والكابتن هينسالا ان تلك العلاقة سرعان ما تدهورت بعد ان اكتشف السلطان محسن تأمر هينس مع بعض اقاربهللاطاحه به وهم ابنه احمد ومستشاره حسن عبدالله عاطف وقريبه السيد محمد حسين ادى تدهور العلاقه الى قيام القبائل اللحجيه بعدة حملات حربية لتخليص عدن من يد البريطانيين ولم تقتصر الحملات على القبائل اللحجيه بل انضمت الى جانبها بعض القبائل الفضليه والعقربيةمعلنين الجهاد ضد الاحتلال البريطانيوكان من ضعاف النفوس ممن ينقلالاخبار اولا باول الى هينسهينس اول مقيم بريطاني في عدنكان قبل ذلك ضابطا في البحرية ظل يحكم عدن مدة خمسة عشر عاماوكان اول اهداف هينس هو استيلائه على عدناعتمد على المبدأ الاستعماري فرق تسد وشرع في تحصين المدينة للتمكن من صد اي عدوان قد تتعرض لهقواته من قبل القبائل المجاورة وقبل انتهاء شهر يناير 1839 م عقد اتفاقيات سلام وصداقةمع قبيلة العزبية من العبادلةوفي شهر فبراير عقد اتفاقيات مماثلة مع السلطان العبدليومع قبائل العقارب والصبيحة ويافع والفضليوغيرهم من القبائل المجاورة لعدن .كما سعى لاخماد مقاومة السكان للاحتلال باجراء بعض التحصينات العسكريةوانشاء بعض المشاريع الخدمية فانشاء مخزنا للفحم في جزيرة الشيخ احمد ( التواهي )وهي الجزيرة التى اصبحت فيما بعد محجرا صحيا ..( عدن ترف بها القلوب ترفقا ليعطر التاريخ ريح شذاها )
ابقو ا معنا
صارت عدن مستعمرة تابعة للتاج البريطاني ولها وضعها القانوني الخاص بها كمستعمرةوتغيرت العملة المتداولة في عدن الروبية الهندية عام 1951 موحلت محلها الشلن عملة شرق افريقيامنذ عام 1942 م بدات عدن تشهد تطورا كبيرا في الحياة الاقتصادية والاجتماعيةواكتسب ميناؤها اهمية كبيرة خاصة بعد ان صارت تزود السفن بوقود الزيت بدلا عن الفحموقد اقتضى ذلك توسيع ميناء عدن وزيادة تعميقه وتحسين الخدمات فيهمما ساعد على ظهور بعض الحرف والصناعات المرتبطة بالميناء فانشئت شركة للكهرباء واخرى للمياهوتم تشييد اول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في حجيف لخدمة الميناءوكذا توصيل المياه بالانابيب الى صهاريج خاصة لتزويد السفن بالمياهوانتعشت التجارة وتحسنت وسائل النقل البري وتغيرت من استخدام عربات الخيول والجمال والحميرالى استخدام السيارات والتى برزت في الاربعينات ثم صارت تتكاثر مما استوجب اصلاح الطرقات وسفلتتها لتسير عليها تلك السياراتوصارت عدن تستفيذ من الاموال المرصودة لتطوير الخدمات فيها مما ادى الى زيادة الاعمال الانشائيةوظهور العديد من الشركات وتشغيل اعداد كثيرة من العمال في مختلف الاعمال الانشائية والخدماتية وبنيت فيها العديد من المباني والمنشاتالتى تتطلبها طبيعة النشاط التجاري وحركة الميناء ..عدن عش بالغرام متيما بهواها عدنا عشقت ولا اريد سواها
ابقوا معنا ..
دار سعد
وتعني دار الامير وكانت في فترة الاحتلال البريطاني اقصى نقطة حدودية لمستعمرة عدنمن جهة الغرب باتحاه السلطنة العبدلية بلحج . وقد اطلق عليها هذا الاسم نسبة الى احد الامراء العبادلة الذى بني فيها قصرا قبل الاحتلال. وكانت دار سعد تابعة لحي الشيخ عثمان قبل ان بشري الانجليز المنطقة من السلطان العبدلي . ولقد اهتموا بها باعتبارها اقصى نقطة جمركية مهمة في المستعمرة بمحاذاة سطنة العبادلة وممرا للقوافل ثم للسيارات المحملة بالبضائع والمسافرين الى شمال اليمن وامارات الجنوب في المحمية الغربية . وخلال الحرب العالمية الاولى والسنولت التي تلتها تزايدت اهمية حي دار سعد بسبب عاملين اولهما يتعلق بالمواصلات والثاني بالناحية العسكرية والامنية . فقد قام الاتراك في شهر جويليه 1915م بغزو محمية عدن الغربية من شمال اليمن واستطاعت قواتهم ان تحتل حي دار سعد وحي الشيخ عثمان الا انها انسحبت وتوقفت في سلطنة العبادلة في لحج خلال سنوات الحرب العالمية الاولى . لذلك كان من الطبيعي ان تزداد اهمية حي دار سعد الاستراتيجية والعسكرية خلال تللك السنوات . وبعدان مدت الحكومة سكة الحديد من عدن الى لحج صار القطار يمر بدار سعد واصبح الحي محطة هامة في طريقة . وفي هذه الفترة ظهرت في حي دار سعد بعض المباني السكنية المدنية والتجارية المختلقة وفق التخطيط الذي اراده الانجليز فظهرت العديد من المستودعات والمخازن وبعض المحلات التجارية . وبسبب انخفاض تجارة الصادرات والواردات في قطاعي السلع الغذائية والملابس من مستعمرة عدن الى خارجها خلال فترة الحرب العالمية الاولى ادزهرت تجارة التهريب الى خارج المستعمرة فاصبحت دار سعد بحكم موقعها على الحدود اهم نقطة للتهريب في المستعمرة مما ساعد على زيادة توسيع تجارة التهريب عدم قدرة البوليس البريطاني المكلفين بحراسة هذه النقطة الحديثة في دار سعد . ازدهرت دار سعد ادهارا كبيرا نتيجة لتجارة التهريب خلال سنوات الحرب وما بعدها قاثرى الكثير من المغامرين كما كانت دار سعد منقى للمعارضين للحكم البريطاني في مستعمرة عدن . فبعد ابعادهم عن احياء كريتر والمعلا والتواهي التي كان يسكنها البريطانيون تم نفيهم في حي دار سعد . وتواصل تطوير المباني في هذا الحي فوقع تشييد بعض المباتي السكنية الحكومية والمرافق و المحلات التجارية و الملاهي اليبسيطة . العمران في حي دار سعد بعد الحرب العالمية الثانية :- بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1950م تحديدا بنيت عديد البيوت السكنية والحدائق والبساتين وهي شبيهة بالمنازل السكنية في احياء المستعمرة وقد امدتها السلطة بكافة الخدمات من ماء وكهرباء وطرق معبدة وهاتف وتطهير وشملها ذلك الى النقطة الحدودية بين سلطنة العبادلة بلحج وحدود مستعمرة عدن في حي دار سعد. وبرزم عدد كبير من الصدف البحرية التي انحسر عنها البحر وفي هذا المكان توسعت حدود خور مكسر التي كانت لا تتعدى هذا الجدول والقنطرة التي عليه . وهذا الموقع هذا الذي حددته اول اتفافية سنة 1849م بين الانجليز والسلطان العبدلي (سلطان لحج) ليكن الحد الفاصل بين مستعمرة عدن وتقية اراضي السلطنة العبدلية . بقي خور مكسر موقعا عسكريا للقوات البريطانية وشيدت فيه بريطانيا الثكنات العسكرية للضباط والجنود . بعد ان تحولت قيادة القوات الجوية سنة 1927م الى عدن اهتمت بريطانيا بحي خور مكسر . وشيدت فيه مطارا جويا عسكريا وبعض المعسكرات والمباني لجنود القاعدة الجوية . وبعد الحرب العالمية الثانية خططت خور مكسر تخطيطا عمرانيا حديثا وفق الطراز الانجليزي وامدتها المحكومة بكافة المرافق وجددت المطار العسكري والى جانبه شيد مطار خور مكسر المعروف الان بمطار عدن الدولي وتبع ذلك بناء العديد من المنازل الخشبية التي تتكون بعضها من طابقين وبعضها الاخر من طابق واحد على النمط الهندسي الانجليزي وبعض الفيلات المطلية بالطلاء الابيض ولذلك عرفت هذه الوحدة السكنية بالوحدة البيضاء كما بنيت في خور مكسر اكبر المستشفيات واهمها مستشفى ايليزابيت الثانية . وفي نهاية الخمسيناتمن القرن الحالي شيدت في منطقة الشابات من هذا الحي عدد من العمارات السكنية الكبيرة التي تعددت طوابقها وشققها وعبدت الشوارع وشيدت كافة المرافق العامة كالمدارس والمعاهد والحدائق العمومية والكازينوهات والمراقص ودور السينما والفنادق . وكانت كلها من اجل خدمة جنود القاعدة العسكرية البريطانية في شرق السويس بعد ان تحولت القاعدة البريطانية الى عدن واصبح حي خور مكسر من افضل الاحياء الحديثة ذات الطراز البريطاني يسكنه الجنود والضباط الانجليز والساهرون على خدمتهم من العرب وغيرهم . كما ان الخدمات العامة كالماء والكهرباء والاتصالات والتطهير قد اكتملت فيه وجددت المعسكرات القديمة في بداية الستينات من هذا القرن وتوسعت وقد بلغ عددها في خور مكسر اكثر من سبعة معسكرات مجهزة تجهيزا كاملا وقد كان هذا الحي بكافة خدماته كان يخدم وزارة الدفاع البريطانية والمصالح البريطانية في الشرق الاوسط وفي الموقع الغربي من هذا الحي شيد الانجليز حي عدن الصغرى (البريقة) الذي يبعد عن خور مكسر 35 كيلو مترا وعن حي كريتر حوالي 38 كيلو مترا وقد بنى خصيصا لمهندسي و فنيي مصفاه النفط البريطانية بعد انشائها في عدن .-----------------------لاتمل عزيزي القارئمشوار عدن طووووووووووووووووويلبين الازدهار والانهيار
ابقوا معنا...
قطار عدن 1919 - 1929
قطار عدن 1919 - 1929تؤكد المعلومات المتوفرة أن بداية تنفيذ سكة الحديد كان في العام 1915، وبدأ تشغيله في العام 1919، حيث أوكل الأمر في ذلك إلى شركة سكك الحديد (البنجاب الشمالية الهندية)،وتحملت تكاليف إنشائه حكومة محمية عدن من واردات الرسوم الداخلية، نظرا لعدم توصلالحكومة البريطانية إلى اتفاق بشأنه مع شركة سكة الحديد والقطار البريطانية،إلا أن فكرة تنفيذ مشروع مد خط سكة حديد تربط عدن بمنطقة لحج نشأت في عام 1910،عندما تقدم بها الحاكم السياسي (الجنرال دي بريت)، وفي العام 1913 أرسل الحاكم السياسي (هارولد جاكوب) خطابا إلى حكومة بومباي بالهند جدد فيها هذا الاقتراح لأغراض عدة،أهمها تسهيل تحركات القوات العسكرية البريطانية، والتقليل من نزوح العاملين لدى الإدارة البريطانية إلى منطقة الشيخ عثمان التي كانت قريبة من مصادر المياه، بالإضافة إلى الحد من الأعداد الكبيرة للحيوانات كالجمال والبغال التي تنقل الأمراض،وتؤدي إلى نوع من الزحام.وقد تكوَّن القطار من عشر عربات للركاب، سعة كل عربة ستون شخصا،إضافة إلى أربعين عربة نقل،وتصل إلى ستين عربة تلحق بها عند الضرورة، وقد كانت مدينة المعلا هي المحطة الأولى لانطلاق القطار،وعلى وجه التحديد البقعة التي يقع فيها مركز الشرطة والدفاع المدني (المطافي) حاليا،ومن حارة معروفة في المعلا حتى الآن تحمل اسم حافة (الريل) Real way،تعني سكة الحديد، ثم يمر بالشارع الرئيسي ومعلا دكة مارا بالطريق الحالية المؤدية إلى مدينة خورمكسر،وبموقع مدرج مطار عدن الدولي حاليا حتى الشيخ عثمان،ويواصل سيره إلى مناطق دار سعد وبئر ناصر ثم منطقة صبر حتى الخداد بلحجفالحبيلين آخر موقف له، وقد كانت أجرة ركوب القطار من المعلا إلى الشيخ عثمان 3 آنات أو عانات،وهي جمع آنة أو عانة، ومن المعلا إلى لحج نصف روبية، أي ثمان عانات.وبعد نحو عشر سنوات من تشغيله وبالتحديد في عام 1929، توقفت حركة القطار نهائيا بعد أن تجاوزت تكاليف تشغيله أكثر من إيراداته. كان وجود القطار ملازما لمكتب بريد المعلا خلال فترة سيره،حيث كان من مهامه نقل الرسائل،
ابقوا معنا...
في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
شيدت الادارة البريطانية في منطقة خور مكسرمطارا دوليا بالقرب من المطار العسكريوتستخدمه الطائرات المدنيةونتيجة لذلك ظهرت في عدن مالايقل عن عشر شركات عالمية للطيراتكانت تستخدم مطار عدن الدولي في رحلاتها الدوليةفكانت عدن محطة للتوقف واعادة الانطلاق ترانزيت لكثير من البضائع والمسافرينتاريخ الطيران في عدنفي العام 1919هبطت اول طائره على ارض الجزيره العربيه وكان ذلك في عدن....-في العشرينات انشأت سلسله من المطارات الترابيه غطت جميع سلطنات الجنوب....-في 1941 انشئت اول شركة طيران مدنيه....تكونت من اربع طائرات من نوع(dc-3)-في عام 1943انطلقت اول طائره الى خارج الحدود وكانت متجهه الى اديس ابابا....لحقتها رحلات خارجيه الى اسمره وجيبوتي.....-في العام 1952 تم انشاء اول شركة طيران وطنيه برسمال محلي واجنبي وتكونت من ست طائرات من نوع(dc-3)....وثلاث طائرات نوع(اورجنت)....-قامت الشركه الجديده بفتح خطوط جديده الى القاهره والكويت ودمشق وجده وبيروت...-في العام 1961اشترت شركة(باسكو) اسهم شركة طيران عدن واصبحت المشغل الرسمي لطيران الجنوب....-من اهم المطارات الداخليه مطار عدن ومطار نصاب(شبوه) ومطار مكيراس(ابين) ومطار المكلا(حضرموت) ومطار بيحان(شبوه) ومطار الضالع(الضالع) مطار سيئون(حضرموت)ومطار سقطرى(المهره سابقا) بالاضافه الى عدد كبير من المطارات الترابيه.....-بعد الاستقلال استمرت شركة(باسكو) في العمل نظرا لان لها مساهمين ويستطيعون نقل الشركه الى خارج اليمن حسب القانون الدولي للطيران المدني....-في عام 1979 تم تأميم شركة(باسكو) وتحويلها الى شركه حكوميه وحرمان المساهمين من اي حقوق وهذا الحرمان لايزال قائم حتى كتابة هذه السطور....-تم تحويل اسم الشركه الى خطوط اليمن الديمقراطيه(اليمدا) بعد التاميم...-تم وابتداء من السبعينات شراء عدد من الطائرات الحديثه منها:طائرة بوينج 737طائرة توبلوف 154طائرة بوينج 707طائرتان بوينج 727شهدت طائرات الجنوب عدد من الحوادث اهمها قيام مايسمى(نسور الوحده الوطنيه) في عام 1976 وهم مجموعه من المرتزقه تعمل لحساب النظام الليبي بخطف طائره من طائرات الشركه من مطار بيروت الى مطار طرابلس وبعد مباحثات سياسيه تم الافراج عن الطائره ولكن لم يتم تسليم الخاطفين....وفي بداية السبعينات سقطت طائره مدنيه تحمل دبلوماسيين ووزير خارجية الجنوب اثناء رحله داخليه من مطار عتق....في عام 1982قامت جماعه فلسطينيه تابعه للمدعو ابونضال بمحاولة خطف احدى الطائرات من مطار عدن الا ان السلطات تحركت وتم افشال المحاوله وتقديم الجناه للعداله.....وفي عام 1978قامت الجنوب بارسال مبعوث رسمي نجح في القتل السفاح حسين الغشمي حاكم الشمال....فقام الشمال بحجز الطائره التي اقلت المبعوث الجنوبي واعتقال طاقم الطائره....وفي العام 1982التقى الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد وقررا انشاء المجلس اليمني الاعلى وتم الاتفاق على الافراج على طاقم الطائره الجنوبيه وفي العام 1983تم اعادة الطائره وقد جرى تغيير الوانها بلون شركة الشمال واتضح فيما بعد ان شركة الشمال قامت بتشغيل الطائره الجنوبيه طوال فترة احتجازها......ثانيا: القوات الجويه الجنوبيه......قبل الاستقلال كانت القوات الجويه الملكيه البريطانيه ترابط في الجنوبوبعد الاستقلال تم انشاء القوات الجويهقبيل الاستقلال تم ارسال اول بعثه لدارسة الطيران وهندسة الطيران في بريطانيا عام 1965وبعد الاستقلال وضمن اتفاقية الاستقلال تم الابقاء على سربين جويين عسكريان بريطانيان في الجنوب الى ان يتم استكمال انشاء القوات الجويه الجنوبيه....تأسست القوات الجويه الجنوبيه بعدد من الطائرات منها:6 طائرات نوع(هورمتر)4طائرات نوع (ويفرلي)3 طائرات نقل نوع(دي سي 3)سرب(12 طائره) نوع(جت بروفست)في عام 1967 تم ارسال بعثه عسكريه لدراسة الطيران تكونت من عشره طلابوفي العام 1968 تم ارسال 70طالبا لدراسة الطيران العسكري والهندسه والمراقبه الجويه ومختلف التخصصات لرفد القوات الجويه في الاتحاد السوفيتي....في عام 1969 وصلت الى عدن سرب طائرات ميج21في عام 1972 ضمت القوات الجويه الجنوبيه عدد من طائرات الانتينوف من نوعي 24و26 وهي طائرات نقل....في منتصف السبعينات ضمت القوات الجويه طائرات(مي-8) وهي طائرات عموديه(هيلوكبتر)....وفي بداية الثمانينات ضمت القوات الجويه طائرات(مي-17) وهي النوع الاحدث وتم انشاء اللواء العاشر طيران(يوجد عضو في المجلس يحمل نفس الاسم)....كما تم اضافة سرب(مي-24) العموديه للقوات الجويه....من ابرز قادة القوات الجويه في الجنوب الذين عملوا على تطوير تلك القوات عبدالله علي عليوه المستشار العسكري لرئيس الجمهوريه حاليا....والشهيد احمد حسين موسى والذي استشهد في احداث 13يناير 1986......
ابقوا معنا المشوار طويل
ميناء عدن حرا حتما ستتكسر عليه الامواج الصاخبة
تم حفر مدخل للميناء طوله حوالي ميلين وعرضه حوالي ستمائة قدموشيد فيه حوالي 61 مرسى للسفن ذوات الاعماق المختلفة اقصاها 28 قدماواربعة مراس اخرى للبواخر التى لا تزيد اعماقها عن 61 قدماوبني ميناء اخر للزيت في البريقة تابع لشركة الزيت البريطانية يستطيع استقبال البواخر حمولة 000و30 طن وقد تم حفر مدخل الميناء الى عمق 37 قدما و40 قدمادائما نسمع عن مكانة ميناء عدن المرموقة و عن ماضيه العريق و عن اعتلائه في النصف الأول من القرن المنصرم المركز الثالث بعد مينائي نيويورك في الولايات المتحدة الامريكيه و روتردام في مملكة هولندا من ناحية حركة السفن.كما اننا نتحسر دائماً بألمعن فقدان عدن الميناء لهذه المكانه وعن ما أل إليه هذا المرفق الحيوي. فما سبب التدهور الملحوظ لميناء عدناولاتدهور الوضع السياسي له الأثر البليغ على الميناء، ثانيالا يوجد مستثمرين لتطوير ميناء عدن هناك تخريب بفعل فاعل .ثالثايتمتع حرم الميناء بحماية جبل شمسان في المعلا و جبل مزلقم في البريقهمن الرياح الموسميه مما يجعل الميناء صالح للاستخدام طوال العام،كما يمتاز حوض ميناء عدن بكونه احد اكبر الموانئ الطبيعيه في العالم و القابل للتوسعه خاصة و ان قاع هذا الحوض يتكون من رمال سهلة الحفر و الصالحة للردممما يقلل تكاليف التعميق و الردم عند التوسعه،عامل الزمن لا يؤثر على عوامل قواه كونها طبيعيه بل ان الزمن يمكن ان يعتبر عاملاً مساعداً تتطور خلاله بشكل اكبر العوامل البشريه و الاقتصاديه.فيمكن تصور مستقبل ميناء عدن بأنه ليس فقط سيتطور ليكون ميناء ترانزيت حاويات رئيسي بالعالم فقط بل و انه يمكن كذلك ان يتطور ليصبح مركز تصنيعي ضخم توزع منه المنتوجات حول العالم بين الشرق و الغرب. لعل البعض يستكثر ذلك على عدن ...........
ابقوا معنا...
ذاكرة التاريخ لن تنسى مأثر الشعوب وتضحياتها
طالما وان تاريخ الانسان الكفاحي يسجل بالفداء والعطاء الممهور بالدم والارواحلذلكموضوع هنا عدن ..!!! كمحاولة لرؤية الحاضر بمنظور الماضيله أهميته الخاصة من وجهة نظري كخيط يجمع بين نهاية رحلة وبداية رحلة اخرىتعالوا نتصفح معا المسار التاريخي الحي لعدن الحبيبة والجنوب العربي
لست من علماء التاريخوالمتخصصين في البحث والتحليلالعلمي الدقيقانماهناك مايحرك فيني بواعث القلق الامردعاني لكتابة موضوعي ( هنا عدن )لعلكم يا اعزائي تستشعرون بالخطر ( مثلي)المعذرة انا كان هناك تقصير اابقوا معي
في 11 فبراير عام 1959 ماعلن رسميا قيام اتحاد امارات الجنوب العربيكاتحاد فيدرالي شمل ست امارات لكن السياسة الاستعمارية حاولت تقوية هذا الكيانعن طريق تغيير اسم اتحاد امارات الجنوب العربي الى اتحاد الجنوب العربي وذلك في 4 ابريل 62موهذه السياسة مكنت الاستعمار من تجميع احدى عشر امارة بحلول 4 ابريل عام 1963مليبلغ عدد الامارات في الاتحاد الفيدرالي للجنوب العربي 11 امارة على النحو التالي بيحان الضالع الفضلي العوادل يافع السفلىالعوالق العليا العوالق السفلى العقربي دثينة الواحدي عدن
تاريخ نشوء النقابات
يرجع تاريخ نشو ء النقابات الى 1942م ولكنها لم تبدأ تنشط فعليا الا عام 1952معبرت الحركة العمالية عن تحالف اجتماعي عمالي وبدات تفرض انماطا حديثة من النشاط السياسي ضد الاستعمار كالمظاهرات والاضرابات وكانت قوة سياسية مؤثرة واحدثت تغييرا جذريا في اساليب معالجة القضايا السياسيه الوطنية مؤسس المؤتمر العمالي الاستاذ عبدالله الاصنج حفظه الله ورعاه قام ارتباطات سياسية مع حركات اخرى مثل البعث وغيرهاوافرز القطاع العمالي في عدن قيادات نقابية وسياسية وطنية فاعلهمنحت حركة الثورة قدرا هائلا من الحيوية ومدتها بدماء جديدة مالبثت هذه الحركةان نقلت افكارها الى كل انحاء اليمن ودعت الى تحرير الجنوب من الاستعمار البريطانيوالقضاء على الحكم الامامي .الاضرابات العمالية التى افضت الى اعتقال بعض الزعماء النقابيين وغير نقابيينالمعتقلون في سجن عدن السياسي تم نقلهم الى سجن المنصوره الجديد انذاكعبدالله الاصنجخليفه عبدالله خليفهعبدالله باذيبحسن بن حسن اغبريادريس حنبلهعبدالله البيضانياحمد عبدالملكعبدالحافظ نعمانصالح عبدالرزاقعبده خليل سليمانمحمد عبدالله القاضيخالد مفلحيعبدالله عبدالمجيد السلفيمحمد سالم علي عبدهمحمد عبدالله الذهبنور الدين قاسممحمد سالم باوزيراشرف خانعبدالعزيز باوزيرعبدالرزاق محمد سعدعبده حسين الادهلعتيق عبدالرحمنابوبكر علي شفيقعمر كتبيمحمد حامد عولقيعبدالله المجعليمحمد علي جرجرهعبداللطيف محمد اسماعيلامين الاسوديعلي محمد ماطرعلي عبدالرزاق باذيبمحسن فضل هاديعبداللطيف كتبيطه احمد مقبلعلي عبده الاسوديعلي عبده ثابتقؤاد عبدالله بارحيمسعيد حسن صبحيطه محمد سعدابراهيم عبدالله زوقريعلي احمد السلاميعباد احمد اسماعيلحسين عبده عبداللههاشم جاويحسين جاويحسن عيسىعبدالواسع علي الاعمىعبدالواسع قاسم سلامابوبكر شفيقفاروق مكاويراشد محمد ثابتمحمد عبده راجحالحاج عبدالرحيم كركندهمحمد عبدالله التيسسعيد عثمان عشالسليمان ناصر محمدعلى محمد الضالعيحسن عبدالله جادطه احمد غانمعبدالعزيز عبدالولي سالم عبداللهمحمد احمد عليحسن علي الصغير ( بدر )مهيوب علي غالب ( عبود )عبدالرزاق شائفمحمد شمشيروغيرهمبيان هام تلقت جبهة التحرير البيان التالي من بين جدران المعتقلاتحيث تقوم سلطات الاحتلال الغاشم بأذاقة الاحرار أسوأ انواع المعاملة غير الانسانية .وتتابع جبهة التحرير باهتمام ما يتعرض له المساجين من تعذيب السلطات البريطانية وامعانهافي محاولاتها اليائسة لقهر صلابة ابناء شعبنا البطل .ان المعتقلين في سجن المنصورة يواصلون اضرابهم عن الطعام منذ 23 أبريل الحالي احتجاجاعلى أخد عشرة من زملائهم في سجن المنصورة لتعذيبهم وهم :محمد شمشير , حسين جاوي , صلاح عبدالرحمن دبعي , حسن اغبري , سلامين عبدالله با سلام ,خالد رباطي , عبدالله باضريس , عبده سعيد , ناصر عوض , غالب محي الدينونتيجة للضرب المبرح فقد كسرت يد حسن أغبري ان البيان يكشف عن مدى الحماقة التى ترتكبها السلطات البريطانية في حق شعبنا المطالببحريته ويدين هذه السلطة المحتلة امام الرأي العام المحلي والعالمي ليشهد بفضائح الاستعمارواساليبه الدنيئة للتحكم على رقاب الشعوب .وقيادة جبهة التحرير تدعو كافة القيادات العسكرية الى تسديد ضرباتها الى القوات العسكرية البريطانية دون هوادة وان تضرب كل جندي من جنود الاحتلال أينما تقف من الثكنات وفي المنازل وفي البارات وفي الشوارع حتى تطهر بلادنا من دنس الاستعمار ..ففي يوم السبت 22 أبريل 1967م 1- قامت سلطات السجن الاستعمارية عنابر المعتقلين بقوة عسكرية كبيرة استعملت العنف على المعتقلين في سجن المنصورة العزل ورمت القنابل المسيلة للدموع والغازات المحرقة حيث سقط على اثره معظم المعتقلين مغشيا عليهم .2- دخلت هذه القوة العسكرية الغاشمة الى عنابر المعتقلين وقامت بضربهم بالعصى الغليظة وركلهم بالاحذية دون رحمة فأصابوا اربعة من المعتقلين باصابات خطيرة كما استولو على جميع الممتلكات الخاصة التى استلمها من عائلاتهم من ساعات وخواتم واكل .3- قامت السلطات الاستعمارية بنقل عشرة من المعتقلين الى اماكن مجهولة حيث تقوم بتعذيبهم .4- اغلقت سلطات السجن الاستعمارية جميع ابواب العنابر لمحاصرة المعتقلين الذين يطالبون بمعاينة الطبيب لمعالجتهم .. كانت الاسباب الرئيسية التى جعلت السلطات الاستعمارية تمارس اسلوب العنف مايلي :أ- موقف المعتقلين الجرئ من بعثة الامم المتحدة اثناء زيارتها للسجن .ب - لمنع المعتقلين من مطالبة ادارة السجن باي حق من حقوقهم المشروعة حتى ان بعضا منهم اخذوا الى ادارة السجن ثم ضربوا وزج بهم في زنزانات ضيقة غير صحيه ثم البصق في وجوههم وشتمهم بالفاظ قذرة من قبل الجنود .لذلك قررو الاضراب عن الطعام الى اجل غير مسمى .هذا ما نحيطكم به .. ونطلب منكم اثارة الامور على كل المستويات وشكرا28 أبريل 1967م
المرأة العدنية
شاركت المراة العدنية في التظاهرات السياسية والشعبيةوكانت دائما في المقدمة لاتهاب رصاص السلطة الاستعماريةوقد سقط عدد من الشهيداتللاسف لم يذكرهن التاريخ الذيكتب بأيد ذكورية ..الا ان احدهن تدعى لطيفةالذي كانت تعمل كجنديةفي مركز شرطة مدينة كريترقد استشهدتفي احدى المظاهرات المناهضه للاحتلال في بداية عام 67موقد اشارت اليها الصحفية نادرة عبد القدوس في كتابها (ماهية نجيب .. الريادة)اقتصر النشاط السياسي للمراة في مدينة عدنعلى العمل السري بين النساءوانشاء الخلايا السرية ونقل المنشوراتوالمطبوعات السياسيه السريةمن والى الفدائيين والناشطين السياسينالمناوئين للاحتلا ل وبث الحماس الثوري بين صفوفالنساء في البيوت ونشر الوعي السياسي فيصفوفهن ..وبرز دور المراة العدنية في دعمالحركة العمالية والنقابية ..رضية احسان الله شخصية نضالية معروفه في الميدان السياسي والنقابيومن ابرز العناصر النسائية الفاعلة في المظاهراتوقد حكم عليها بالسجن لبضعة اسابيعوهي رهن الاعتقال اضربت عن الاكل تعبيراعن احتجاجها على السياسه الاستعمارية القمعيةورفضها للاحتلال..فأين هي المرأة العدنية اليوم ..؟سؤال بحاجة لاجابة ..؟
فتاة شمسان
فرضت المرأة العربية وجودها في كل المحافل والمشاركات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية رغم كل العادات والتقاليد المفروضة من الأسرة والمجتمع عامة ففي عام 1789م خرجت النساء في مصر مشاركات في مقاومة الاحتلال الفرنسي آنذاك، وعرفت النساء أهمية الحراك النقابي للمطالبة بالحقوق وكانت الصحافة هي المنبر الذي تستطع من خلاله الشعوب أن تعبر عن آرائها ومواقفها ، غير أنها كانت حكراً على الرجال فبدأت النساء بحراك ثقافي وحاولن أن يجدن لهن مكاناً في الصحف للتعبير عن مواقفهن وكانت البداية بظهور الصفحات المبوبة في صحف ترأسها الذكور وكانت الرائدة الأولى هي السورية مريانا المراش التي بدأت الكتابة في الصحف منذ عام 1870م وحصلت على إذن من الباب العالي الذي حولها لإصدار صحيفة وترأس تحريرها موقعة باسمها الصريح وكانت تكتب مقالاتها «بالجنان» و«لسان الحال» الا أن هند نوفل اللبنانية الجنسية هي من ترجم أفكار النساء بإصدارها أول مطبوعة في العالم العربي «الفتاة» عام 1892م لتمثل التاريخ الحقيقي لميلاد الصحافة النسائية المتخصصة.فيما فجرت ماهية نجيب في عدن ميلاد أول مجلة نسائية متخصصة على مستوى اليمن والجزيرة العربية والخليج والمغرب العربي وترأست تحريرها وكانت صاحبة الامتياز ولم تخضع لأي تيار سياسي أو جمعية وانفردت بهذه التجربة وبقيت شهادة نعتز بها حتى يومنا هذا.إنها ماهية نجيب التى كانت وماتزال في ذاكره الجميع. راودتني أفكار عديدة وشرعت أحاول ترتيبها لإعداد الحلقة الرابعة من هذه الصفحة بعد إتمام الثالثة وعندما بدأ خطيب المسجد يتحدث بصوت مرتفع وبحرقة حدثت نفسي عن سر ذلك!؟ وأنصت له جيداً وقلت في نفسي ما أشبه الليلة بالبارحة ووجدتني أمام معاناة الرائدة التي أكتب عنها عندما وقف الشيخ علي باحميش خطيباً على منبر مسجد العيدروس ليستنكر وبشدة أن تمنح الإدارة البريطانية تصريحاً للسيدة ماهية نجيب بإدارة أول مجلة نسوية على مستوى اليمن وشبه الجزيرة والخليج والمغرب العربي.تعجبت أن هذا الخطيب الذي أسمعه وبعض خطباء مساجد اليمن شنوا اليوم حرباً خطابية على ما أسموه منكراً لمجرد إحياء الفنانة أصالة حفلاً في مدينة عدن مع العلم أن البسطاء الذين خطب بهم الخطيب وهم الفئة الأوسع بين الناس لم يتمكنوا من الحضور بسبب ارتفاع أسعار التذاكر مع العلم أيضاً أن البلد يعتصر في هذه الأيام سخونة بفعل الحراك الشعبي الكبير الذي فجره الشعب عندما تخلت عنه الأحزاب وعندما فضلت هذه المنابر الحديث عن المرأة والغناء والمنكر بقوة وأحنت رؤوسها وكممت أفواهها عندما كوى الشعب الغلاء وعم الفساد وقتلت السلطة المواطنين لمجرد رفضهم الظلم ولمجرد أن عبروا بحرية عن الواقع .تركته يتحدث وعدت لأكمل فصولاً تحدثت عن إرادة امرأة وقفت كما يقف الشعب اليوم لأجل المستقبل معبرة عن واقع المرأة بلسان حالها وأطلقت حرية التعبير النسوية كحاضر لا تجاهل له وهكذا فجرت عدن أول قنبلة في تاريخ الصحافة النسائية المتخصصة عندما أنجبت أول مجلة تعنى بشؤون المرأة وتناقش قضاياها بكل جرأة في 1960م وعندما قالت ماهية نجيب كلمتها بإصدار مجلة «فتاة شمسان» لتخرج المرأة من قوقعتها وليسطر التاريخ لها مكاناً بين الرائدات في وطننا العربي جنباً إلى جنب شقيقاتها من دول مختلفة.فمن أسرة كان ترتيب السيدة ماهية التي ولدت في الحادي والعشرين من نوفمبر سنة 1926م الثالثة بين ستة من الأخوة نشأت ماهية محمد عمر جرجرة التي عرفت بماهية نجيب نسبة لزوجها نجيب أحمد علي سعد حيث كان يطلق على النساء في عدن آنذاك اسم الزوج كنوع من مواكبة العصر بحكم أن عدن كانت تحت الاستعمار البريطاني وتأثرت بالثقافة الغربية التي كانت سمة زرعها المستعمر أينما حل واستوطن.لم تحظ السيدة ماهية بالتعليم الوافر شأنها شأن كل الفتيات اللواتي اكتفين بدروس الكتاتيب ثم الزواج وتربية الصغار.بيد أنها اختلفت عنهن لعوامل متعددة ساعدتها كثيراً وأهمها انحدارها من أسرة جرى العمل الصحفي في دمها وأحاطها ذلك من كل الجوانب فأخوها الأكبر هو عبدالرحمن جرجرة وهو بعينه الذي شغل مدير المعارف في الستينات ورئيس تحرير صحيفة «النهضة» الأسبوعية وأحاطها في صغرها بالاهتمام وعلمها اللغة والبلاغة وقدم لها الكثير من الكتب والمنشورات لتقرأها ولاح له بريق الموهبة بتلك الطفلة التي تفننت بالتعليم وأرهفت السمع للموسيقى وعشقتها إلى جانب القراءة والرسم.وهكذا أمضت خمسة عشر عاماً تتغدى على العلم والمعرفة وتقرأ كل ما يقع بيدها وحين نضجت وأصبحت عروساً زفت لنجيب أحمد علي سعد، الذي كان يعمل في شركة «كول يراد رز» لتمويل البواخر بالفحم.وبعد ثلاثة عشر عاماً من الحب والسعادة انتهت هذه الزيجة بفاجعة مؤلمة لماهية عندما تلقت نبأ وفاة زوجها في حادث مرور عام 1954م لتنتهي الحياة السعيدة بمسؤولية كبيرة تحملتها ماهية وهي تحتضن ابنين وأربع بنات هم ثمار زواجها من السيد نجيب. في ذلك الوقت كان النشاط النسوي قد بدأ ملحوظاً في عدن واتخذ الطابع الاجتماعي وأشهر عدد من الجمعيات ومن بينها جمعية المرأة العدنية (جمعية أم صلاح) لتتولى بعدها عدة تمويلات إلى حد رغبة بعض النساء بالاستقلال بالنشاط النسوي بعيداً عن وصاية الجمعيات في التسعينيات.وبدأت الكتابات النسوية وبأسماء مذكرة ومستعارة في بعض صفحات الجرائد التي كانت موجودة على الساحة وكانت ماهية تكتب حينها تحت اسم «بنت البلد» في صحيفة «اليقظة» التي كان أخوها عبدالرحمن قد عهد لها إدارتها كونها تختص بالنساء وكان ذلك إدراكاً منه لموهبة ماهية وقدرتها عن إدارتها.ولم تكن من جمعية أو مجلة نسوية متخصصة حينها، وبعد سبع سنوات من وفاة زوجها استطاعت ماهية الخروج من رتابة الحياة التى لم تشأ أن تظل بها دون أن تقدم شيئاً لعدن ولنسائها وهنا اقتنعت ماهية بمقترح زوج ابنتها نجوى (حامد لقمان) الذي اقترح عليها إصدار مجلة نسوية بحكم ما تملكه من امكانيات فكرية وقدرة على المسئولية.لم ترفض حينها ماهية هذه الفكرة وفعلاً كانت لها وأصبحت ماهية المرأة الأولى التى استطعاعت أن تتحدى الصعاب وتكسر حواجز التقاليد ومخاوف المجتمع من خوضها تجربة العمل الصحفي وممارسته بين الرجال، لكنها فعلتها بعد أن حصلت على الترخيص من الإدارة البريطانية بعد عام من تقديم الطلب ولاقت من النقد والرفض نصيباً وافراً إلا أنها أصرت على السير قدماً إيماناً بأن لكل نجاح عقبات لابد من تجاوزهاوفي مطلع يناير 1960م ولدت «فتاة شمسان» وكانت أول مجلة نسوية شهرية متخصصة في شؤون النساء وطرحت قضاياهن، وبهذا المولود أصبحت ماهية نجيب أول رئيس تحرير لمطبوع نسوي في اليمن والجزيرة العربية والخليج والمغرب العربي.ثم توالت الأحداث في اليمن والوطن العربي عامة وظهرت الصفحات المتنوعة والمبوبة على صفحات المطبوعات النسوية.حتى أن صحيفة «سبأ» التي في العام نفسه خصصت ركناً سمته «المرأة» أشرفت على تحريره حفيضة الجيلاني وهي المرأة الأولى في شمال اليمن آنذاك التي تصرح باسمها ثم جاءت بعدها أمة الرزاق الوزير أما من حيث التأهيل الأكاديمي فكانت رؤوفة حسن الشرفي هي الصحفية الأولى الحاصلة على ذلك التأهيل الأكاديمي واليوم ظهر الكثير من الأسماء النسوية فهناك المذيعة التلفزيونية والصحفية والمخرجة والمحررة، فيما تعتبر المراسلات التلفزيونيات في الفضائيات والمحطات العالمية هي الحلقة الناقصة في العمل الصحفي الميداني للنساء اليمنيات.ماهية نجيب في عيون الآخرينعندما قالت ماهية عن لحظات ترقب ردة فعل الشارع لمولودتها «فتاة شمسان»: «شعرت كأنني المحمولة في أيدي الناس وليست المجلة». كانت الأعداد التي طبعت قد بيعت ونجحت المجلة منذ أول ميلاد لها لكن اليوم وبعد 84 عاماً مازالت صحافتنا تفتقر إلى وجود أمثال ماهية نجيب التي وضعت مولودتها «فتاة شمسان» وغدتها بما تحتاج له المرأة مواكبة الحراك النسوي ومازلنا نحن نأمل في مولودة مثلها تحمل على عاتقها القضايا الموجودة على الساحة بكل جرأة طرح يتواكب وحجم التحول في حياة المرأة اليمنية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً بدءاً من خروجها الى العالم كأنثى وانتهاءً بكفاحها للمشاركة السياسية،فهل نرى ماهية نجيب في فتاة من جيلنا؟!
ابقوا معنا فالمشــــــوار والحديث عن عدن طويل جدا.....!!!