الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

** قبل أن نقتل النواب

قبل أن نقتل النواب

بقلم / ميادة مدحت

Mmedhat24@hotmail.com

 

 

الأغبياء والذين لم يقرؤوا التاريخ يقولون أن الشعب المصرى لم يخلق للثورة . هؤلاء لم يعلموا أن هذا الشعب حارب الإمبراطور قسطنطين والامبراطورية الرومانية فى أيام جبروتها متسترا على الأنبا أقناسيوس لمدة عشرين عاما من ولايته قضاها فى المنفى وكنوا أثناءها يقتلون كل بطريرك جديد ترسله الإمبراطورية رغما عن أنفهم ويمثلون بجثثهم فى طرقات الإسكندرية وخلال هذه الأعوام لم تحدث خيانة واحدة ولم يلن عزم المصريين.

 

وبعد ذلك بعدة قرون جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798لتكشف جبن العثمانيين وفلول المماليك ورحلت ليرحل معها انتماء المصريين لمن أبقوهم فى الظلمات طويلا وتطور الأمر إلى الحد الذى كان فيه الحرافيش –بدعم من الأشراف- يتجمهرون فى انتظار الوالى الجديد الذى يرسله الباب العالى إلى مصر فيقتلونه ويمثلون بجثته قبل أن يصل إلى القلعة وظلوا يقتلون أى والى ترسله الولاية العثمانية حتى وقع اختيارهم على محمد على وسلموه السلطة ..

 

ومازلت أسمع من البعض النظرية العقيمة عن أن المصريين لا يثورون إلا على الحاكم الأجنبى أو المحتلين وأن التاريخ لم يذكر واقعة ثار فيها المصريون على الفرعون .. فاقدى الذاكرة هؤلاء نسوا حادث المنصة وهو ليس ببعيد حيث لم يكتفى المصريون الثورة على الفرعون عام 1977 ولكنهم أيضا قتلوه فى 1981 ..

 

 الشعب المصرى صبور ولكنه إن نفد صبره يقتل ويثور .. صحيح أنه قد يتحمل الظلم والجوع ولكنه لا يتحمل تزوير إرادته فأبشع جريمة يرتكبها نظام هو أن يزور إرادة الشعب الذى يحكمه وأن يعتقد ذلك النظام الغبى أنه أذكى من شعب عمر حضارته سبعة آلاف من السنين ، كان هذا هو تداعى الأفكار الذى تولد داخلى وأنا أرى وأسمع وأقرأ عن تزييف إرادة الأمة المصرية وفرض نواب زور يتحدثون باسمها بما لا يرضيها ولا يعبر عن مصالح أبنائها .. وقد تخيلت حال مصر لو أن كل دائرة قتلت نائبها المزور .. إن ثورة الغضب فى البرلس التى قطع أبناءها الطريق الدولى وبيلا التى أشعلت النيران فى إحدى اللجان أثناء تسويد البطاقات لصالح مرشح الوطنى أقول أن تلك الثورة قد تمتد من كفر الشيخ إلى مصر كلها والثورة فيروس سياسى معد أرجو أن نعالجه بمضادات التزوير وبترياق الديمقراطية والحكمة قبل أن يبطش بالجميع.

 

·        المصادر:

- خريف الغضب. محمد حسنين هيكل. دار الشروق

- اللاهوت العربى : يوسف زيدان. دار الشروق

- محاضرة للأستاذ الدكتور/ محمد صابر عرب ألقاها فى دار الكتب المصرية العام الماضى


ميادة مدحت


حقيقة مايدور في اجتماعات قيادات الحراك الجنوبي..!!!


حقيقة مايدور في اجتماعات قيادات الحراك الجنوبي..!!!


قد يتساءل البعض عن ما يدور في اجتماعات الحراك السلمي الجنوبي في ( يافع ) خلال الثلاث الأيام الماضية . والحقيقة الساطعة في ذلك الأمر , إن قوى الحزب الاشتراكي في قيادة الحراك تقف حجر عثرة أمام أي تزحزح لتلكؤ نضال شعب الجنوب وحراكه السلمي وإبقاءه في حالة شلل دائم " حـــراك بــدون حـــركة " كما هو حاله منذ أكثر من عام ونصف , لخدمة مصالحة في مفاوضاته مع سلطة الاحتلال . فهل يعقل أن يظل الحزب الاشتراكي اليمني يحكم الجنوب من لحـده كما هو حال الإمام وحكمه للشمال من قبـره ؟ .
بعد أكثر من أربعة أشهر من التواصل والعمل المضني بالتنقل بين المحافظات , بقيادة بعض إخواننا المناضلين الذين خرجوا من زنازين الاحتلال , تم التوصل إلى توافق على عقد اجتماع , فطلب هؤلاء الإخوة من أبناء يافع استضافته وكان لهم ما طلبوه , وتمت الترتيبات اللازمة لعقد الاجتماع , وفي اللحظات الأخيرة تخلف عن الحضور كلا من الإخوة المعنيين بهذا الاجتماع وهم : صلاح الشنفره , عبده المعطري , عبدالله الناخبي , صالح يحي سعيد , عيدروس حقيس . بحجة التزامهم بالاتفاق المبرم من قبل القيادات التاريخية مع حميد عبدالله بن حسين الأحمر , وما زالت الجهود تبذل لإقناعهم بالحضور حتى اللحظة . وفي حالة عدم حضورهم , فسوف يعقد الاجتماع بدونهم وإعلان القرارات المتفق عليها معهم مسبقاً ومع القائد شيخ المناضلين حسن احمد باعوم قبل اعتقاله ( فك الله أسـرة ) والشيخ عبدالرب النقيب والشيخ طارق الفضلي ومع بقية الإخوة المناضلين في الجنوب المحتل .
ففي مثل هـذه الظـروف والأوضاع التي يمـر بها شعـب الجنوب اليـوم , يقع المواطـن الجنوبي في حيـره من أمـره فهو لا يـرى سبـبا وجيها لتعـثـر نضاله الشعبي بقيادة مجلس الحراك السلمي الجنوبي , فالمبدأ الاستراتيجي المتعلـق بجـوهـر القضية الوطنية الجنوبية كان قـد حُسِم قبل أكثـر من عامين ( فك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة ) , ولا أحـد يعلم حقيقة أسباب ودوافع وخلفيات ذلك التعثر والركود الذي طالما أفـرح نظام الاحتلال وخصوم الحـراك السلمي الجنوبي من المستفيدين والمـراهنين على إفشال المشـروع الوطني الجنوبي , على أساس المبادئ والأهـداف المبينة أدناه .


يلـزمنا القول إن أهـم أهداف التسامح والتصالح هي رأب الصدع ولم الشمل وتضميد الجراح والارتهان الكامل للقضية الوطنية الجنوبية على أسس ومبادئ التحرر والاستقلال واستعادة الدولة , باعتباره واجب وطني يحق لكل المناضلين والوطنيين الجنوبيين دون استثناء المشاركة بالعمل على تحقيقه , هذا المبدأ يجـب أن يمثل حجر الزاوية للالتقاء مع الآخرين في مسيـرة النضال المشتـرك . ولأن ذلك عملا يتطلب جهداً كبيراً نظراً لحجم المهام ولأهمية الأهداف واتساع ساحة النضال ومجالها وتعدّد وتنوع المشاريع المضادة , فلابد لنا من اعتماد أداة ووسيلة عملية وعلمية صحيحة , فالغاية النبيلة لابد أن تتحقق بوسيلة نبيلة وعلينا الاتعاظ مما حصل مع جيل الآباء الأولين بعد الاستقلال عام 1967 م .


إن الإدعاء وحَـدّة بتحقيق التصالح والتسامح الجنوبي / الجنوبي والسعي من خلاله إلى إعادة بناء وتلاحم النسيج الاجتماعي الجنوبي , وتبني مشـروعة الوطني بفك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة والتمكن من حمل القضية الوطنية الجنوبية إلى بـر الأمان , لا يكفي . . ويظل إدعاء ما لم يقتـرن بالبـرهان العملي من خلال الممارسات التطبيقية والسلوك العملي الملتزم بأهـداف ومبادئ شعـب الجنوب , فالعاطفة والأنانية والنظـرة الضيقة لن تساعدنا في التغلب على حـل المشاكل وتدبيـر الأمور بـل تـزيد الطيـن بـلـه .
فالمشكلة التي تواجـه مجلس الحـراك السلمي هي أعمق من مجـرد خلل في تطبيق السياسات التنظيمية , إنما هي مشكلة تتعلق في صميم البناء التنظيمي والإطـار الهيكلي لقيادة المجلس , ومن الملاحـظ أن توجهات البعض منهم السياسي والفكـري لا تتوافق مع المشـروع الوطني الجنوبي القائم على الأسس والمبادئ والأهداف التي يتبناها الحراك والشعب , ولا مع متطلبات المرحلة النضالية الحالية أو مع حجم المخاطـر والتحديات التي تواجه الشعـب الجنوبي اليوم .


لقد قام الحـراك السلمي الجنوبي ملبيا لحاجة موضوعية لشعـب الجنوب , منبثقا من معاناته الطويلة مع الظلم والاحتلال , وكما كانت البداية مجـرد آمال تبلورت في عقـول طلائع الشعب الجنوبي من سياسيين ومفكـرين ومثقفيـن وغيـرهم , أتـت من مختلف شـرائح المجتمع حتى أصبحت فكـره لمشروع تحـرر وطني حقيقي . . وهنا يجب أن نتساءل مع أنفسنا جميعا , هل نؤمن فعلا بما نقول أو أننا نقول ما لا نفعل ؟. لأن الفكر ليس مجرد كلام منمق نخطه على ورق وإنما هو مشروع للتجسيد على أرض الواقع , فكما كانت البداية مجرد فكرة لآمال تؤرقنا فلابد من أن نبحـث اليـوم لهذا المشـروع الـوطني عن آليات حقيقة لتجسيدها على أرض الواقع . . على أرض الجنوب الأبي الذي يعلـق شعبها آمالا كبيـرة على وعـود مجلس الحـراك السلمي لتحقيق مشـروعـة الوطني وليس على خلافات أعضاءه من القيادة , لأن هـذا يعني ضياع مشـواره الذي قطعة خلال السنوات الماضية بسبب خـلافـات هي أهون من أن تكـون خـلافـات حقيقية أو أنها تعني مصلحة الشعب , لينتهي به المطاف حائـرا بيـن بطش همجية الاحتـلال وكيـد الانهـزاميين والمغـرمين بالـوهم الـوحـدوي .


وعلينا أن نسعى لتحقيق توازن حقيقي داخل مجلس الحـراك السلمي الجنوبي بين حدود الرغبات الذاتية وضبطها بتحديد صلاحيات مختلف المراتب القيادية بصورة واضحة وصريحة , وبين الأسس والمبادئ والأهداف والمهام التي قام عليها مجلس الحـراك , وكذا تنظيم وترتيب وضبط كل أشكال العلاقة بين الخارج والداخل من خلال التحلى بالصبر والاستعانة بقوة الأيمان على عـدالة قضيتنا وتعلم معنى التحـدي والاعتماد على قدراتنا وبناء رابطة تـواصل عملية تجمعنا وتوحـد جهودنا تحت كظلة واحـدة , مبنية على أسس قوية عمادها الثقة المتبادلة والتفاتي والإخلاص للقضية الوطنية الجنوبية ( الشعب والوطن ) وتحقيق الصالح التنظيمي والوطني العام قبل الخاص .


لهذا , واحتراما للشعــب الجنـوبـي الأبـي الـذي يسطّــر أروع مـلاحـم التضحيـة والفـداء مـن أجـل استعـادة الـوطـن المسلـوب , رافعـا بذلـك هـامـات العــز والفخــر عـاليـا متحـديـا ظلـم وقهــر الاحتـلال , فإن الواجـب الوطني والمسئولية الوطنية تلزمانا بالسعي لمعـرفة أسباب تعـثـر مسيـرة نضال الشعب الجنوبي , ممثلا بتعثـر نضال مجلس الحـراك السلمي الجنوبي . . والبحث عن سُبـل لإخـراجـه من وضعه الحالي , ونـراها كالتالي :

أولا : أسباب التعثـر والتلكؤ

1 ــ التدخل القوي غيـر المباشـر لأحـزاب اللقاء المشتـرك ( جميعها ) بالقضية الوطنية الجنوبية , خصوصا في محافظات عـدن ــ شبـوة ــ حضـرموت , والتنسيق مع النظام على عـرقلة نشاط الحـراك وإفشاله وفق خطط وبرامج متفق عليها .
2 ــ تدخل الحـزب الاشتـراكي اليمني المباشـر في شـئون الحـراك السلمي والقضية الوطنية الجنوبية , وتوظيف خبـراته التنظيمية والإعلامية والدفع بإمكاناته السياسية والمالية , بما يتوافق مع مصالحه وأهـداف المشترك ويخـدم الخطط والبرامج بالتنسيق مع النظام في معـركته مع شعـب الجنوب وحـراكه السلمي المنادي بفك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية .
3 ــ تدني الوعي الشعبي , وعـدم إدراك المواطن الجنوبي لخلفيات التباينات وأسبابها أو الانتباه لوجـود أكثـر من مشـروع على الساحة السياسية الجنوبية . وسهولة الاختراق من خلال أربع ثغـرات , هي : 1ــ حـراكيين جهلّة وغير نزيهين . 2 ــ مندسين من قبل نظام الاحتلال . 3 ــ المصطادين في الماء العكـر باستقلال انهيار الأوضاع الأمنية وغيرها , عناصر الحزب الاشتراكي اليمني المسيطرة على قيادة الحراك .
الخلاف الجنوبي / الجنوبي القائم بين اتجاهات ومكونات وقيادات الحراك , واعتقاد جماهير الحراك والشعب الجنوبي خطأ , أنه خلاف تنظيمي يتعلق بعدم الاتفاق على المواقع القيادية في هيكلية مجلس الحراك التنظيمية , بينما هو في حقيقة الأمـر خلاف سياسي / فكري إيديولوجي , يتعلق ( بعقدة ) المبادئ والأهداف التي نشأ وناضل من أجلها الحزب الاشتراكي اليمني مع ما يسمى ( بالقوى الوطنية اليمنية ) , الواقفة اليوم مع المحتل ضد إرادة شعب الجنوب .
هذا الخلاف يمثل عقبة كأداء في طريق توحيد قوى الحراك السلمي الجنوبي والعمل تحت مظلة واحدة على أسس وطنية جنوبية . . فهو يمارس بالخفاء لا يظهر للعلن ولا تبان حقيقته لعامة الناس , وذلك تهربا من الإفصاح عن المنهج الإيديولوجي كونه مضاد للأسس والمبادئ والأهداف التي يناضل من أجلها شعب الجنوب ممثلة بفك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة , ويتناقض تماما مع الشعارات التي يتبناها ويرفعها الحراك في الخطاب السياسي المعلن . فالخلاف في ظاهرة تنظيمي لكنة في حقيقة الأمـر خلاف إيديولوجي بأمتياز .
انتقال سلطات نظام الاحتلال في مواجهة الشعب والحـراك الجنوبي إلى مرحلة مختلفة ومتطورة , فعملت على تصعيد الصراع من خلال شن حملات أمنية وعسكرية على مناطق مختلفة من الجنوب وفرض طوق لعـزل المحافظات عن بعضها البعض خصوصا عدن لحج أبين , وإلصاق مصطلح القاعدة على معظم عملياتها في حربها ضد شعب الجنوب . هذا التحول في سياسة الاحتلال بالتصعيد الأمني والعسكري لم يقابلها سياسة مضادة موحدة ومدروسة ومتفق عليها بسبب أزمة
الخلافات المشار إليها أعلاه . . إنما عمل عشوائي غير منظم بجهود ذاتية لا قيمة لها , فالناس غير مهيأة ولا مستعدة حتى على تفعيل النشاط بالمواجهة سلميا , لعدم توفر الإمكانات أو لصعوبة تنظيم الشحيح منها .
6 ــ الجهل المسيطر على جزء كبير من شعب الجنوب وجماهير الحراك الجنوبي , وتدني الوعي بالواجبات الوطنية الملـزمة للفرد والجماعة في حال تعرض الوطن للاحتلال والشعب لنوائب الدهر , فالفساد عند البعض منهم أصبح ثقافة مزدهرة كما الهشيم نارا مستعـرة , ونخشى أن يمس القضية الوطنية الجنوبية شيئا منه , فإذا كان للفساد في اليمن تاريخا مدويا , فهو يأخذ اليوم أبعادا أوسع ومدى أطول قد يدفع بالبعض إلى التجرد عن قيمه الوطنية . مما يؤدي إلى الإغـراق .


7ــ التأثير السلبي للخلافات المستمرة في الخارج , وفعلها القوي على تفتيت المفتت وتجزئة المجزئ . هذا الأمر يضعف نشاط وعمل الحراك ويزيده ضعفا ووهنا فوق الضعف والوهن الذي يشكو منه .
8ــ التباينات القائمة حول دور ومشاركة شرائح وفئات المجتمع في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية , ليتم على ضوءها تحديد ملامح وتكوين دولة المستقبل سياسياً واجتماعياً وثقافياً , وذلك لصلتها الوثيقة بالماضي . ورغم الغموض الملتف حول التباين عند عامة الناس إلاَّ إنه أدى إلى تشويه صورة الحراك وإلى التلاعب بطبيعة صراع القوى الوطنية الجنوبية مع نظام الاحتلال الذي يسير عكس مجرى التاريخ .
9ــ النزعة الذاتية المتأصلة في أنفس بعض قادة الحراك المنسوبين إلى الثقافة الشمولية , نتيجة استمرار التفكير بعقلية الماضي المتأثر بالإملاءات وإلغاء وتهميش الآخر وممارسة الوصاية على الشعب . لعدم التخلص من الإرث السلبي للتجارب الماضية , ومنها البحث عن إبراز الأدوار والتفكير بحسابات تمييزية , حزبية , فئوية , مناطقية , غير واقعية , واستباق مراحل لم يحن أوانها .


10ــ افتقاد الحراك السلمي إلى العمل المؤسسي بحيث تكون له قيادات شرعية معروفة تقود وتنظم نضال شعب الجنوب , ووثائق شرعية معتمدة تلزم القيادة وكافة أطـر مجلس الحراك التقيد بها والعمل تحت سقفها .
11ــ عدم اكتراث جزء هام من المجتمع الجنوبي بما يجري حوله , وكان لا علاقة ولا مسئولية له بما يجري , وأن مستقبلة ومصير وطنه قد سُلّم لغيرة يفعل به ما يشاء . وافتقاد يقضه الحس النضالي عند كثير من المواطنين , أو الشعور بالواجب الوطني والذود عن مصيره وعن مستقبل الشعب , وعدم التفريق بين المصلحة الخاصة والمصلحة الوطنية العليا .
12ــ مبالـغة الكثيـر من قيـادات وقواعـد الحـراك السلمـي فـي تقديـر إمكاناتهـم وقدراتهـم الفكريـة والسياسيـة والميدانيـة التطبيقية , ضناً منهم أن هناك مصلحة مادية خاصة قد تفوتهم وتذهب إلى غيرهم إذا لم يلجئ إلى المبالغة . هؤلاء يعانون من المعرفة الناقصة في جميع المجالات , وهذا الأمـر أشد خطراً من الجهل المعرفي , لأن صاحب المعرفة الناقصة المدّعي بالدراية والمعرفة والفهم مكابر بطبعه لا يقتنع إلاّ برأيه مهما كان مخطئ ولا يتقبل أخذ المعرفة من الآخرين . فهي مشكلة مزدوجة يصعب علاجها .
13ــ تأثير الحملة الإعلامية المضادة لنظام الاحتلال واللقاء المشترك والصحف الأهلية الشمالية , واستخبارات الاحتلال المعادية للحراك والهادفة إلى زعزعت الثقة بين قادة الحراك وقواعدها وإلى إضعاف أساليب النضال وتشويهها بزرع القائمين بهذه المهمة التدميرية في أوساط الحراك .
14ــ الخلط البـيّـن والعبثي من بعض قادة الحراك بين الوسائل والغايات إلى درجة أن التباين على الوسيلة قد استنفد منا جهداً وصراعاً عميقين ونسينا من جـراء ذلك أن ننظر إلى الغاية بالجـديّـة اللازمة , بل غابت عنا الغايات وتلاشت بسبب هذا التباين وفـرّطنا في الغايات نفسها في بعض الأوقات , وما زال بعضنا مع الأسف الشديد يقوم عن جهل وقصر نظـر بالخلط بين الوسائل والغايات .


إن البناء السليم والإجراء المُفترّض إتباعه لتأسيس عمل وطني مؤسسي , يحمل مبادئ وأهداف تعبّر عن الإرادة الشعبية والوطنية ويحتضن قضية بأهمية القضية الوطنية الجنوبية , لابـد وأن يقوم على أسس وقواعد ترتقي إلى مستوى المعايير المقبولة في العمل المؤسسي تنظيميا وسياسيا ووطنيا , مثل : التنظيم ــ التأطير ــ الســرّية ــ الأسلوب ــ الوسيلة ــ الهيكلة ــ اللوائح ــ المهام ــ الانضباط ــ الالتزام ــ الخ ... والتوقّـف عن إتـّبـاع الوسائل والأساليب العشوائية التي ألحقت ضررا فادحا بالعمل على مستوى الداخل والخارج , والتقيد بالتنسيق والتواصل عبر الأطـر التنظيمية المعتمدة , والالتزام المطلق بالانضباط الصارم كما تنص علية الأنظمة واللوائح الداخلية , حسب الآليات المحدّدة وضمن الهيكل والإطار التنظيمي .


فالتأسيس لمجلس حـراك سلمي منظم نخوض تحت قيادته وضمن إطاره نضالنا في مقاومة الاحتلال . . تفرضه علينا طبيعة الظروف والأوضاع الحالية . . والحاجة لنواة قادرة على تأسيس ثقافة سياسية جنوبية تقوم على الاعتراف بالآخر , وتصحيح الخلل والخلط الحاصل بالمفاهيم والقيم الاجتماعية والسياسية على مستوى : الوعي بالحس الوطني ــ الشعور بالواجب والمسئولية الفردية والجماعية ــ إتباع السلوك والعلاقات الأخلاقية والإنسانية ــ العودة للتعامل بضمير حي في الشئون الخاصة والعامة ــ التعـوّد على الانضباط واحترام الأنظمة واللوائح والقـرارات ــ وغيرها من المفاهيم المطلوبة في العملية النضالية . . وهي ضرورة حتمية لقيادة وتنظيم شعب الجنوب واستعادة هويته وتاريخه ووطنه . فالإطار السياسي المنظم الفاعل والمنضبط سيحـرّك الجمود الفكري وينهي الركود الشعبي ويكسر الحواجز النفسية وينهـي العـوائق الشمولية ويخـرج الشعـب والوطـن مـن محـنـتـه ومعـاناتـه الحاليـة والتقـدم بـه نحـو تحقيق أهـدافـه .
إن بنـاء إطـار مؤسسـي مُنظّـم ومنضبط , على أسس وطنيـة جنوبيـة خالصـة بشراكـه ومشاركـة واسعـة من كل شرائـح المجتمـع ومـن كافـة محافظـات الجنوب هو عمل مطلوب وطنياً وسياسياً للتمكن من مواجهة المحتل بإمكاناته المتفوقة , وحتى نكون أكثر موضوعية وملامسة للواقع فإننا نستطيع القول , إن هناك عدد من الشروط يجب أن تتوفر عند القيام ببناء وتأسيس الأعمال والمشاريع , وتُـعـد لُكُل مشـروع يرجو لهُ النجاح ( أيا كان مجاله ومهما كان صغيراً ) خُطة مدروسة جيداً مبنية على مجموعة من العناصر والمقومات كامتلاك الأداة والوسيلة والقدرة الذاتية والإرادة , وإذا كان العمل سياسياً أو اجتماعياً فيشتـرط اقتناع القائمين بتنفيذ ذلك العمل على الالتزام والارتهان لخدمة المشـروع وقبول الاهتمام به , ومن أوساط هؤلاء يتم اختيار أصحاب الخبرة والكفاءة والأمانة والنزاهة لإدارته , وفق أسلوب يتناسب يتوافق مع القـدرات والإمكانـات ومجـال العمـل والظـروف المحيطـة به ليصبـح العمـل جـزء منهـم وحقيقـة واقعـة في حياتهم .


وعلى قيادات الحراك السلمي الجنوبي أن ترتقي بمواقفها إلى مستوى الإرادة الشعبية , وأن تتبني مواقف قادرة على صناعة المجد القادم , وعليها التراجع عن أي مواقف تضنها صائبة بينما هي تخالف مبادئ وأهداف شعب الجنوب , والعودة للاستفادة من أفكار وآراء سياسيين ومفكرين جنوبيين يقتدي بهم , ويـرون إن من أولى مهام قيادات الحراك الاتفاق على المبادئ والأهداف التي تمثل إجماع وطني , وتعتبر من الضرورات الملحّة لنقل النضال من مرحلته الحالية الراكدة والحرجة إلى مرحلة العمل الجماهيري المنظم والنضال الجماعي في كافة مناطق الجنوب . ونوضحها كالتالي :

سُبـل الخـروج من الوضع الحالي

1 ــ استخدام كافة الوسائل المشروعة لمواجهة التحديات متمثلة بالأفكار والخطط والمشاريع التي تحاك ضد الحراك السلمي الجنوبي والجنوب عامة , ومناقشة هذه الوسائل بقلب وعقل مفتوحين دون أن تغيب عنا الغايات .
2 ــ أن نعمل معاً ونجعل من مبدأ التكامل والتعاون هدفاً لخدمة القضية الوطنية الجنوبية . . ومن تضامنا وفاءاً للوطن الجنوبي بحيث تكون لتلك الأهداف وسائلها وخطواتها وأولها القبول والاعتراف بالتشخيص الحقيقي للواقع من أجل سهولة التعامل معه .
3 ــ توظيف الخبرات المعرفيـة المتوفـرة لدى الجميع لبناء إطار سياسي منظم يقوم على هيكلية منضبطة يكون قادر على قيادة شعب الجنوب إلى تحقيق أهدافه وإدارة الصراع مع المحتل .
4ــ الأخذ بالقاعدة المعروفة ( السياسة فن الممكن ) وعدم البناء على الوهم والتخمين , خصوصاً إذا كان العمل مرتبط بمستقبل شعب ومصير وطن .
5ــ يجب قراءة التاريخ قراءه صحيحة ومنصفة بعيداً عن العواطف أو التحيز أو المبالغة أو الرغبات الخاصة , بهدف المعرفة الحقيقية لأحداث وتجارب الماضي والاستفادة من دروسها واستخلاص العبر منها . فالاستنتاج الصحيح يساعد على بناء الموقف السليم واتخاذ القرار الصائب في المواضيع والقضايا المختلفة .
6ــ الحرص على كسب ثقة الجماهير والحفاظ على تفاعلها وزخمها النضالي من خلال الطرح السليم القادر على الإقناع والقائم على المصداقية والموضوعية والخطاب السياسي المقبول , الملتزم بمبادئ وأهداف شعب الجنوب وبالقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية .


7ــ تجـنب قيادات الحراك السلمي الجنوبي المبالغة في خطابها السياسي ويستحسن أن تكون الخطابات مكتوبة ومختصرة , وعدم التصريحات غير الضرورية المبالغة بالقول عن فعل أعمال لا يمتلك الحراك السلمي الأدوات والمناهج والإمكانات القادرة على تنفيذها .
8 ـ الحوار والتواصل مع كل من يؤمن بفك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة للنضال معا على تحقيق الأهداف التي ينشدها شعب الجنوب وتفعيل النضال السياسي في الداخل والخارج .
9 ـ إقـرار مشروع البرنامج السياسي الوطني المقدم من لجنة الصياغة , فهو يؤذن برسم المستقبل وتحديد المصير , ويستلهم نصوص فقراته من روح الإسلام ومن وحي الحرية وقيم الديمقراطية ومن مبادئ حقوق الإنسان . فقوة الشعوب والأوطان في عالم اليوم تأتي من قوة مشاريعها السياسية الوطنية ومن الالتزام بها والقدرة على تنفيذها .
10ــ وضع برنامج وطني جنوبي مقاوم , ضمن استراتيجيه الحراك السلمي , بالانطلاق من تصور عقلاني يعرّف الوسيلة والهدف والممكن وغير الممكن لها ثلاثة عناصر هي : 1- ماذا نقاوم ؟ 2- كيف نقاوم ؟. 3- لماذا نقاوم ؟.
11ـ توظيف المعرفة والأعلام بشكل مهني , لاستنهاض همم الفرد والمجتمع . وإعلان الحقائق بكل صدق وأمانة وشفافية . فهناك جزء لا يستهان به من المجتمع الجنوبي , مازال غائباً وخارجاً عن الفهم الحقيقي للقضية , هؤلاء يقفون وكأن لا علاقة ولا مسئولية لهم بما جرى ويجري اليوم . . وأن أمورهم قد سُلمت وإلى الأبد إلى غيرهم , يفعلون نيابتاً عنهم ما يشاءون ويقررون مستقبلهم ومصيرهم كما يشاءون , بالرغم من رفضهم المطلق لهذا الواقع , ووقوفهم مع القضية الوطنية الجنوبية .
12ـ التأكيد على رفض الأحلام المستنجدة بالماضي قولاً وعملاً , من أياً كان - شخص - فئة - جماعة - منطقة أو حزب , ومن أي زمان جاءت أو مكان أتت . فالقضية وطنية والوطن للجميع .


13ـ التأكيد على رفض الممارسات المناقضة للمواقف المعلنة لكل قيادات مجلس الحراك السلمي , أو المتناقضة مع مبادئ وأهداف وتطلعات الشعب الجنوبي . والالتزام بمبدأ توافق وتطابق المواقف المعلنة المتفق عليها في المجلس مع الممارسات العملية , بكل ما يتعلق بالقضية الوطنية الجنوبية , وتحديد المصلحة الوطنية الجنوبية العليا مرجعاً ومعارا يلتـزم به جميع قادة الحـراك في كل الحالات والأوقات .
14ـ التأكيد على رفض الإقصاء - التهميش - التخوين أو ما يسيء إلى وطنية المواطن الجنوبي إلاّ بدليل واثبات .
15ـ ترميم النسيج الاجتماعي المتآكل , وذلك بتفعيل مبدأ التصالح والتسامح على كافة المستويات الشخصية والجهويه والمناطقية والحزبية قولاً وعملاً . فالتصالح والتسامح نبيلاً في معناه , أخلاقياً في أهدافه , قدّم فرصة كبيرة لا تتكرر للوطن أولاً, وثانيا لجميع القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية , وهو يعني التصالح مع الآخر المختلف معه , وتسامح المظلوم مع الظالم , والحاكم المستبد مع شعبة , لتطوي صفحة سوداء بكل ما خلفته صراعاتها المريرة . . وليتم فتح صفحة جديدة بيضاء تكون خالية من الإرث السياسي الملوث .
16ــ ضرورة إقرار وثائق مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب التنظيمية والسياسية المقدمة من لجنة صياغة الوثائق , الموضحة للعلاقات الداخلية والخارجية , الدالة على الهوية الوطنية , المحددة لشكل الدولة المستقبلية ومضمونها , وإشهارها وترجمتها إلى اللغة الانجليزية , ونشرها وتزويد المعنيين الإقليميين والدوليين رسمياً بنسخة منها , حتى يطلع الآخرين عليها ومعرفة من نكون وما هو نهجنا القادم وطبيعة دورنا في المستقبل ؟ وأزالت أي لبس أو مخاوف إقليمية ودولية .
17ـــ ضرورة إقرار الوثائق الداخلية لمجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب التنظيمية والسياسية المقدمة من لجنة صياغة الوثائق , مثل النظام الداخلي , الهيكل التنظيمي , البرنامج السياسي الوطني , وكافة اللوائح الداخلية المطلوبة لتنظيم نشاطه وعلاقات أعضاءه التنظيمية , والمحددة لأطره بمختلف مستوياتها , والمنظمة لآليات عملة ونضال الشعب الجنوبي المقاوم في كافة المجالات .


18ـــ العمل على التحضير لعقد مؤتمر وطني جنوبي يتمثل فيه شعب الجنوب على أسس واعتبارات وطنية صحيحة , تشارك فيه شرائح وفئات المجتمع من كل المحافظات الجنوبية , بعيداً عن الاعتبارات الحزبية أو المناطقية التي لا يجني من وراءها شعب الجنوب إلاّ الويلات والمآسي والتشتت , وإقرار الوثائق واللوائح والنظام الداخلي , وإشهار قيادة سياسية شرعية تمثل شعب الجنوب وقضيته الوطنية الجنوبية العادلة خير تمثيل .
19ـــ تأسيس دائرة تختص بالسياسة الإعلامية لتحديد وتنظيم الرؤية الداخلية القادرة على توعية قواعد وأنصار الحراك السلمي الجنوبي والرؤية الموجهة إلى خارج الحراك , وتنظيم آليات العمل الإعلامي والبحث عن تطوير إمكانياته الداخلية والخارجية , وانتقاء مفاهيم ومصلحات وتوصيفات الخطاب السياسي الموحد , الموجّه إلى الداخل وإلى الخارج , بحيث تلبي حاجة الواقع المعاش ومتطلبات الظروف والمتغيرات وتطوير الحراك .
20ــ تأسيس دائرة تختص بمتابعة أوضاع أســر الـشـهــداء والـجــرحـى والأســرى , وتقديم الدراسات والآراء إلى قيادة الحراك عن المهام المطلوبة في تنظيم ومتابعة أوضاع الجرحى والمعتقلين وأســر الشهداء , وكيفية الاستفادة من القيادات والكوادر الجنوبية في أجهزة السلطة لأداء الأدوار المناسبة في هذه القضية . بحسب الإمكانات المتاحة .


إن الحراك السلمي الجنوبي يمر اليوم بمرحلة صعبة وحاسمة , وسوف يسفر عن هذه المرحلة وضوح كامل لمجمل التباينات الحاصلة بين قيادات الحراك , وستحصل عملية فرز وغربلة لكل شخص وعضو حراكي أو قيادي جنوبي وتحديد المواقف من مختلف القضايا وحسم خيار المشاريع والشعارات المرفوعة دون مراوغة . فأمّا خيار الحراك السلمي الجنوبي وشعب الجنوب بالتحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة وإمّـا خيار البقاء تحت نـيـر الاحتلال أو فيدرالية أحزاب اللقاء المشترك اليمنية . إنها مرحلة تحديد معالم الطريق ومستقبل شعب الجنوب ومصير وطنه .
وعلينا الاتعاظ والاستفادة من عبر الماضي والتأسيس لثقافة وعلاقات مستقبلية جنوبية / جنوبية جديدة , أساسها تجنب ما يؤدي إلى تكرار التشتت والفرقة والانقسام , بحيث تكون تلك الثقافة خالية من الإرث السياسي الملوث أو اللجوء إلى أساليب تتنافى مع المصلحة العامة العليا للشعب الجنوبي , وإنما ثقافة تعمل على تحقيق التوحـد الوطني الجنوبي والاتفاق على إستراتيجية وطنية موحدة وبرنامج سياسي وطني واحد والعمل في إطار كيان وضمن قيادة وطنية جنوبية واحدة . فالمماحكة والتجاذب الطارئ على ساحة العمل الوطني قد عطل نشاط الحراك السلمي وولّد في الجسد الجنوبي المنهك أصلا كثيراً من الوهن ونقاط الضعف , حيث انعكس التأثير على معنويات جماهير الحراك والشعب الجنوبي , وربما يأخـذ مـدى أبعـد فيصبح خطر يهدد مستقبل ومصير القضية برمّتها .
الحراك سوف يستمر إلى أن يحقق الهدف المنشود , لكن علية التخلص من رواسب الماضي أولا .


العهد لشعب الجنوب الأبي .


الوفاء لشهداء الجنوب والحراك السلمي .

 

 

   

رد مع اقتباس

ويكيليكس : الرئيس اليمني تستر على الهجمات الأمريكية ..!!!



ويكيليكس : الرئيس اليمني تستر على الهجمات الأمريكية ..!!!


نشر موقع وكيليكس بعض من المعلومات التي تسربت ألية من وزارة الخارجية الأمريكية وكان اول الضحايا من القادة العرب الرئيس اليمني .


الرئيس اليمني يتستر على الضربات الأميركية :

تستر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على الضربات العسكرية الأمريكية الموجهة ضد تنظيم القاعدة في اليمن من خلال الادعاء بان الهجمات نفذت من قبل القوات اليمنية ، وفقا لوثائق سربها موقع يكيلياكس.

وقال صالح " سنواصل القول نحن من قام بتوجيه الضربات وليس انتم "محادثاً الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ، وفقا لبرقية دبلوماسية سربت و نشرتها صحيفة نيويورك تايمز.

وقالت الصحيفة إن البرقية أرسلت من سفير الولايات المتحدة لدى اليمن.

وقالت الصحيفة إن نائب رئيس الوزراء اليمني كذب على البرلمان اليمني بقوله" إن القوات اليمنية هي من شنت الضربات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية .




Yemeni president covers up US strikes: WikiLeaks

2 hrs 1 min ago

WASHINGTON (AFP) – Yemeni President Ali Abdullah Saleh admits covering up US military strikes on Al-Qaeda in Yemen by claiming they are carried out by Yemeni forces, according to US ********s leaked by WikiLeaks.

"We?ll continue saying the bombs are ours, not yours," Saleh said in January talks with General David Petraeus, then commander of US forces in the Middle East, according to a leaked US diplomatic cable published by the New York Times.

The cable was sent by the US ambassador to Yemen, the daily said.

The daily said the remarks prompted Yemen?s deputy prime minister to "joke that he had just ?lied? by telling parliament" that Yemeni forces had staged the strikes against Al-Qaeda in the Arabian Peninsula, Al-Qaeda's Yemeni arm.

And during a meeting about Al-Qaeda with John Brennan, the US deputy national security adviser, Saleh was "dismissive, bored and impatient," according to another leaked US diplomatic cable published in Britain's The Guardian.

The Washington Post reported earlier this month that Washington had deployed drones to hunt down jihadists.

With more than 100,000 US troops fighting Al-Qaeda's allies in Afghanistan and public skepticism in Yemen over the US military's role there, US officials have stressed that Sanaa will lead the fight against Islamist militants.

On November 16, US Defense Secretary Robert Gates said providing equipment and training to Yemeni security forces offered the best way to counter the threat posed by Al-Qaeda militants.
Yemeni president covers up US strikes: WikiLeaks

 


عاجل من ساحة الهاشمي...!!!



 ننقل لكم ماشهدناه
منذ الصباح الباكر ليومنا هذا الموافق 30 نوفمبر 2010م



انتشار امني كثيف في مدينة الشيخ عثمان عموما وساحة الهاشمي خصوصا وذلك منذ الصباح الباكر ونعتقد بان هذا الانتشار الامني الكثيف تحسبا لاي مظاهرات قد يقوم بها الحراك الجنوبي بمناسبة ذكرى الثلاثون من نوفمبر يوم عيد الاستقلال فهناك مايقارب الــ 200 جندي من جنود الامن المركزي وقرابة الثلاثون جندي من جنود قسم شرطة الشيخ عثمان هذا وكما شاهدنا مروحية عسكرية تابعة لوزارة الدفاع تحلق فوق سماء مدينة الشيخ عثمان وذلك منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى كتابتنا لهذا الخبر .




بسام البان

الناطق الرسمي والمسؤول الاعلامي
لحزب الخضر الاجتماعي الجنوبي


الانفلات الامني في عدن.wmv

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

** كيف تصبح مثقفاً عربياً ليبرالياً؟


الأصدقاء الأعزاء في كل مكان

هذه تحية أهديكم معها مقالي الجديد


كيف تصبح مثقفاً عربياً ليبرالياً؟


احتسِ خمراً، دخّن سيجاراً فاخراً، يفضل أن يكون كوبياً، ارتد باراً يومياً أو عدة مرات أسبوعياً، ابق على إظهار دائم لجرأتك في الطرح عند النقاش، خصوصاً لو اجتمعت بحسناوات، حينها يفضل أن تُبدي تهدلاً طفولياً في مشاعرك وعفوية صبيانة في حركة عينيك ويديك وأشياء أخرى.. فهي مِلح كلامك. ثم تحدث بابتسامة لا تغادر محياك، وعيناك إلى الأسفل دلالة على حكمة متواضعة تستشعرها ولو مؤقتاً.

ربما تحتاج إلى قصة بعينها لشعرك، فمن الممكن مثلاً أن تترك له ممارسة رغبته في تقبيل كتفيك مع إطلاق للحية أو دونها، أو أن يعلن شعرك طلاقاً بائناً لجلدة رأسك، فتستبدله حينها بنصف ذقن مستديرة حول فمك، فهي الجيش الأسود الذي تحتاج لاستنفاره حين تستحث الأفكار، أو فركه عندما تخونك بعضها، وفي الحالتين ينصح بأن تكون سابحاً بعينيك في فراغ على امتداد ناظريك إلى الأعلى.

تحدّث وبإسهاب عن فقرك وفقر أبويك إذ كنت طفلاً صغيراً، وتعاسة معيشتك وتشردك حين أصبحت صبياً، وانهيار طموحاتك ومشاريعك أمام عينيك عندما غدوت شاباً فتياً، وقف بنا قليلاً على شفا حفرة ضياع حلمك برمته حين تقلدت مكاناً محترماً في طابور البطالة الطويل، وكيف قبل أن تزلّ قدماك نجوت من السقوط حين امتدت إليك يد لتضعك برفق في صفوف المتبطلين (عاملون بأقل من مهاراتهم الحقيقية)، لتقضي ردحاً من الزمان هناك، تخوض خلاله معارك وصراعات ومؤامرات وعلاقات وخططاً ومشاريع، وتفشل ثم تفشل حتى تدمن الفشل.

وفي لحظة يأس تدغدغ فيها سعة مخيلتك أطراف بقايا عقلك بأن تجربتك تستحق أن تخط بماء من ذهب، تقصّ علينا هذه التفاصيل دفعة واحدة في رواية (من أم 300 صفحة أو يزيد). ولأنك تريد تعويضاً سريعاً لفشلك السابق، وبريقاً خاصاً في زمن التلميع، تنتقم منا بإفرازات من "أدبك الإباحي" الذي يعشعش في أركان غابات مخيلتك الفسيحة.

فتصف لنا مثلاً معاشرتك للخادمة حرفياً، أو حلقات من نومك المتكرر مع بنت الجيران. ثم تُرينا بخيالاتك المتشرذمة السيارات وأعمدة الإنارة وحتى الأشجار على أنها أجساد نساء تحتضنها بالتناوب أيام كنت متسكعاً في الشوارع.

بإمكانك أن تقترب قليلاً من السياسة، لكن هذا الاقتراب لن يحقق لك جذباً مضموناً ورواجاً كبيراً، لذا ابتعد عنها قدر الإمكان، ولأن مزاج قارئ اليوم يتجه نحو التنفيس والترويح أكثر من الجدية، كما يُشاع، فلن يجد في تلقيحه الثقافي إلا تخصيباً من اختيارك الأول. 

ثم يسألك أحد الصحافيين المبتدئين أو الهواة، في حفل توقيعك للرواية، أو توعز إليه بطرح السؤال الافتراضي التالي عليك: هل تقبل أن تترجم "أعمالك" إلى اللغة العبرية؟ ستكون بالتأكيد جاهزاً بجميع أسلحتك ومتحصناً بإجابتين لا ثالث لهما: الأولى الرفض، ومن ثم تنشدنا بحديث طويل عن رفضك للتطبيع مع قتلة وسفاكي دماء العرب والفلسطينيين، فتحظى أقوالك باهتمامات بعض الصحف وبعناوين "معلبة". كأن يقال مثلاً: المثقف الفلاني يرفض ترجمة أعماله للعبرية، أو فلان يعارض التطبيع مع إسرائيل عبر ترجمة أعماله للعبرية، حينها ستكون مثيراً للجدل فقط.

والثانية القبول، ومن ثم تتلبس دور المثقف الذي لا يعترف بمحددات للمعرفة، أو حدود للتعبير عن الرأي أو مساحات ضيقة للحرية الفكرية، وأن المعرفة والثقافة لا جنسية لهما، ولا يمكن أن تحول بينهما حواجز دينية أو سياسية أو أيديولوجية أو "سوسيوروائية"، فتعنون بعض الصحف بتصريحاتك صدر صفحاتها، وهنا لن تكون مثيراً للجدل فقط، بل قد تثير عاصفة ثلجية من النوع الذي كلما تدحرج ازداد حجماً.

تالياً، تتناوشك فضائياتنا السابحة بعالمنا، لا ترفض دعوة لأي منها، فما وُجد كثيرها إلا لملء هوائها بك وبعض إنجازاتك، فما من أحد يمكن أن يحل مكان الهواء إلا أنت. وإذ ترتاح لمكانك جيداً فيه، لا مانع لأن تسرح بنا بمخيلتك في فراغه الفسيح الذي لا تحدّه أسوار، كأن تحاول أن تبرر للناس تحررك من كل شيء.

وفي السياق، تحدث كثيراً عن الدين وفوضى الفتاوى تمهيداً لتمرير التأكيد على "فهمك الخاص للدين"، بعد أن كنت قبل سنوات معدودة لا تغادر مكان عبادك، وأن تُنظّر على المشاهدين حديثي العهد بالتلفزيون "كيف أن هذا الأمر هو مسألة شخصية بحتة"، ويمكن التخلص منها بسهولة، فلن يزِنَك هؤلاء إلا بقدر مناطحتك للمقدس وتهجّمك عليه.
ولأنك لا تستطيع الارتقاء بالتدريج لمحاولة فهمه إذ أصبح بمفهومك يعيق طريق تقدمك، تريد لهذا الذي أعلى منك بكثير النفي أو الإقصاء أو الموت وبالضربة القاضية.

ومن بين أسئلة افتراضية كثيرة، تعتدل المذيعة وتبحلق عينيها وترفع حاجبيها لتستفسر منك عما إذا كنت تنوي ترجمة العمل للغات أخرى، أو حتى ترجمته إلى فيلم سينمائي أو مسلسل رمضاني. ولزيادة التشويق، تأخذنا المذيعة إلى فاصل إعلاني قبل الإجابة عن هذين الاستفهامين، لتعطيك فرصة لكيفية الإجابة عليهما في الكواليس.

ستقترح عليك مخرجاً بجواباً دبلوماسياً متواضعاً يشرح سعيك لترجمة العمل إلى لغتين الإنجليزية والفرنسية باعتبارهما الأكثر محكية في العالم، وأن الرواية ستكون في متناول قرائها من اللغتين خلال سنة على أبعد تقدير، حينها تتحمل المذيعة مسؤولية إجابتك. أو أن تكون ممن يتباهون بتلقي عروض كثيرة لترجمة أعمالهم إلى 10 لغات أو 20 لغة أو حتى 30 دفعة واحدة، حينها ستتحمل مسؤولية خطأ تقديرك لمدى تأثيرك العابر للقارات.

الآن، بالغ في العروض السينمائية التي انهالت عليك ولاتزال لتجسيد روايتك التي صدرت للتوّ مسلسلاً رمضانياً أو فيلماً سينمائياً، وفي السياق تحدث عن بعض الممثلين الذين تعرفهم أو تحبهم تمهيداً لاقتراح الأصلح منهم لتجسيد الشخصوص الواردة فيها. ولأننا في زمن المسلسلات ذات الأجزاء اللامتناهية، قل لنا شيئاً عن إمكانية إحياء أموات روايتك في جزء ثانٍ لإغراء بعض المخرجين والمنتجين للهاث ورائك.

اختم حديثك عن بعض نضالاتك، وإن لم يكن لك سوابق من هذا القبيل، فيكفيك الإشارة إلى أنك من أجيال مَن عاشروها، وسنكتفي بـ"معاشرتك" لزمانها حتى تقنعنا أنها أنجبت مثلك. أما إن كنت من بلد لم تدع الثورات فيها جيلاً وإلا وأصابته بدائها، فلا تدع معركة وإلا وخضّ غمارها، فقد جاءتك النضالات زاحفة تستغيثك للحديث عنها لتتحرر من أرشيفك المثقل بالتفاصيل الافتراضية والمختلقة. قبل مغادرة الأستوديو، لا تنسَ توزيع "البزنس كارد" خاصتك على كل من جاءوا لالتقاط الصور معك، كالحلوى.

أحمد الله أني لست ليبرالياً، أو أحد مُدّعيها، ويكفيني هول أني عربي، فقد قال فيها محمود درويش شعراً لا ينسى.

موسى محمود الجمل
دبي
29 نوفمبر 2010
 

Mousa M. M. Aljamal

 

E-mails:

               mjamal@aucegypt.edu

               journalist_mousa@hotmail.com

 

Cell Phone:

              00971 55 32 31 045    

 

Office Address:

              Al-Arabiya.net, MBC Group,

              Dubai Media City,

              P.O. Box 72627, Dubai, UAE 

 

Blog:

             http://insidearabnewsroom.blogspot.com/ 



** وضيعتُ حلمي

 

 

 

                            و ضيّعتُ حلمي

                                                                                     لبنى ياسين  

في يوم ما،يصادف تاريخ ما، منذ زمن بعيد بعيد..ربما منذ خلقت أول مرة على هذه الأرض يومها كانت السماء زرقاء يتعشقها اللون الذهبي، وتغشاها سحابات صيفية حالمة تشبه لوحة لرسام عاشق ضاعت ألوانه في غفلة منه، في ذلك اليوم الخالد من تاريخ حياتي مررت بأهم لحظة من لحظاته على الاطلاق، إذ مُنحتُ شرف الصعود إلى سماء الأحلام، والتجول فيها بحرية باحثة عن حلمي الذي طالما تمنيت ايجاده والامساك به لأحتفظ به مدى الحياة ..ولكن حياة من؟ لست أدري..فقد أُعطيتُ مهلة كان علي خلالها ايجاده والتقاطه والتشبث به بقوة خلال زمن محدود ..لكي يكون لي حقاً .

كان صوتاً خفياً هامساً دافئاً يملي علي شروط اللعبة، ويعلمني ماذا علي أن أفعل.

ولدهشتي ..وجدت نفسي أطير وكأنني سرقت أجنحة ملاك ما، وأرتفع مخترقة السحب البيضاء، والفضاء الصامت، إلى أن وصلت إلى تلك السماء التي أذهلتني بغرابة الألوان والأشكال التي ُخلقت بها  أحلام البشر، كان المنظر يثير دهشتي، فأحملق بكل حلم بشراهة جائع .

فجأة لمحت حلمي يقف في زاوية بعيدة، متخذاً ذلك الركن الهادئ المنزوي مسكناً له ,كان وردياً دافئاً خجولاً ليس ككل أحلام البشر، لم يكن يشبه شيئاً مما رأيته فيما مضى، مشيت

نحوه بضع خطوات..لكنني ما لبثت أن توقفت أمام حلم كبير اعترضني بألوانه الصارخة الصاخبة، وأجنحته النارية الملتهبة التي هي أشبه ما تكون بأجنحة جني هارب من أعماق الجحيم، حاولت أن أمسك به فأفلت مني، فركضت خلفه بفضول ممنية النفس باكتشاف غموضه، وعدت أحاول استكشاف هذا المكان الساحر العجيب، كنت أريد أن ألتقط كل الغرائب ..كل الأحلام ..كنت أريد أن أرى كل شيء ..أن أتبحر في تفاصيل كل ما هو أمامي، وفي غمرة هذا نسيت حلمي الوردي المتواضع الخجول,الذي لا يشبه شيء والذي لم يكن ليثيرني ببساطته مقارنة بكل العجائب التي أراها من حولي، حتى أنني نسيت كلمات الصوت الدافئ الهامس عن المهلة التي أملكها ونسيت معها المهلة ونسيت الزمن ..بل نسيت حتى نفسي، كانت المهلة تتناقص مع كل ثانية تمر، كما هو العمر، كما هو الحلم.

توغلت في أرجاء تلك السماء التي اعتقدت مخطئة أنه لم يرها بشر قبلي، توغلت في محاولة مستميتة لاكتشاف الحقائق، وكشف الستارعن المجهول، كنت أريد أن أعرف كل شيء ..أن أمسك بكل شيء..وفي غمرة التوغل في سماوات ملونة ..يغشاها سحاب كثيف ملون

بأضوائها الخافتة التي تصدر من كل الاتجاهات مركزة علي، وكأنني بطلة لمسرحية ما ...

وفي غمرة انشغالي بأحلام مبعثرة ..بعضها واقعي قابل للتحقيق، وأكثرها مستحيل، وفي غمرة فضولي الذي لا يشبع، ارتفع لهاثي وتسمرت قدميّ في مكانها، وأحسست بالعطش و البرد . أحسست ايضاً بالوحدة و الخوف ، عندها تذكرت الصوت الخفي و المهلة التي أعطانيها. نظرت الى ساعتي ..هالني أن أرى أن الزمن قد مر و لم يبقَ سوى دقائق لمهلتي التي تكاد تنقضي، ولم أفعل شيئاً..أي شيء بعد سوى ملاحقة أحلام الآخرين، ومحـاولة إمساكها دون جـدوى. .

حاولت أن أجد الطريق الذي أتيت منه ومررت به، حاولت جاهدة أن أتذكر ذلك الركن الهادئ الذي يقبع فيه حلمي الوردي البسيط، حاولت أن أرسم في ذاكرتي خارطة لهذا المكان

اللا معقول، .لكن الذاكرة خانتني، وباءت محاولاتي بالفشل، جريت في كل الاتجاهات كمن فقد عقله  بحثاً عن حلمي دون جدوى، ناديته بكل قوتي عله يرد ، لكنه لم يفعل ..بل تجاهلني وأهملني تماماً كما كنت قد فعلت به من قبل ..عانقت بنظري جميع الأحلام صغيرها وكبيرها، صاخبها وصامتها، علّي اجد تلك النظرة الخجلى التي في عيون حلمي..لكنني ما وجدت إلا السراب، صرخت به مجدداً ..لم أسمع سوى صدى صراخي المجنون.

الدقائق بدأت تضمحل و تتلاشى، ولحظاتي باتت معدودة في هذا المكان، وأنا أقاتل جاهدة في محاولة فاشلة للوصول الى حلمي، لكن ذلك بدا في لحظة ما ضرب من ضروب المستحيل، وفجأة ...وبين غمضة عين و ارتدادها وجدت نفسي في بيتي، فتحت كفي فإذا بها بعض الألوان من هذا الحلم، و بعض التفاصيل من ذا ك، لكنها كلها لم تكن تعنيني، نظرت في المرآة فإذا بي كبرت..ولم أعد أنا كل ما فيّ تغير، ملامحي، تفكيري، إحساسي، فرحي..فقدت حلمي، وفقدت معه أي هدف في الحياة، حولتُّ بحماقتي و بكل بساطة..تلك اللحظة التي كانت من الممكن أن تغير مجرى حياتي، و تجعلني أمسك بزمام السعادة و النجاح ، إلى لحظة أسجل فيها تاريخ سقوطي، لحظة فقدت فيها أي شكل من أشكال الحياة، عندئذ فقط فهمت تماماً ما معنى أن يتلاشى حلم الانسان، و ينسل من بين انامله ضائعاً من بين يديه.

و منذ تلك اللحظة وأنا أصارع الظلام في قلبي و الموت الذي يغزوني كل يوم، وأحارب بكل ما أوتيت من قوة لأجل البقاء ..البقاء فقط، أنا التي كدت أمسك حلمي بيدي فأحقق كل

ما أرجو تحقيقه .

و منذ ذلك الوقت وأنا أتأمل في وجوه من حولي، وكلما رأيت تلك النظرة الشاحبة الضئيلة، و الخطوات المتثاقلة لأشخاص يبدو عليهم اليأس واضحاً ..عرفت في قرارة نفسي أنهم صعدوا إلى حيث كنت، وتجولوا في تلك المنعطفات المخادعة، وهم كما فعلت أنا ..لم يقنعوا ببساطة أحلامهم وهدوء ألوانها، بل تراكضوا وراء أحلام غيرهم..وطاردوها فيما كانت أحلامهم تنظر إليهم بخجل منتظرة انتشالها، مثلي هم أغراهم صخب الألوان وضجيج الظهور ..من قال أن الأحلام تقاس بكبرها أ بصغرها .. ببساطتها أو بتعقيدها؟ أليس لكل واحد منا خصوصيته ..و لو حتى بالحلم؟ لماذا لم أفكر بكل هذا حين ركضت كالمجنونة وراء الأجنحة النارية لحلم شخص آخر وقد كان حلمي بدفئه و هدوئه و لونه الوردي الخجول ..ينظر الي منتظراً مني انتشاله، وهو بين يدي و رهن اشارتي ..لكنني لم أفعل.

كيف فعلت هذا بحلمي ... بل بنفسي!!

و منذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة كلما استيقظت صباحاً نظرت في مرآتي ..لأرى وجهاً شاحباً، وعينين حزينتين، وقلباً مسجوناً في غياهب اليأس، وأسأل صاحبتهم..هل يعقل هذا؟

 

 كتبت عام 2003

 



--

  لبنى ياسين

كاتبة وصحفية سورية

عضو اتحاد الكتاب العرب

عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات

موقع الكاتبة: لبنى ياسين

في  youtube - أنثى في قفص
في  youtube - نهاية شهرزاد

http://www.youtube.com/watch?v=J60QKfB-HWo رحيل آخر القراء

 

 http://www.facebook.com/album.php?aid=157484&id=604847977&l=87f56bdf85


 


--
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union
................................................................................................
موقع الإتحاد على الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001359514459&v=wall
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدونة الإتحاد: http://arabictadwin.maktoobblog.com
للنشر: arabicbloggersunion@googlegroups.com
للمحادثة على الماسنجر: arabicbloggersunion@hotmail.com
لمراسلة الإدارة"Delete - حذف" : arabictadwin2@gmail.com
.................................................................................................
النشر مسموح به في كافة وسائل الإعلام دون أي شروط
------------------------------------------------------------------------------------------------
أعضاء إتحاد المدونين العرب
http://www.facebook.com/album.php?aid=424&id=100001359514459

الأحد، 28 نوفمبر 2010

** فضيلة الشيخ الجنرال الدكتور سعيد

فضيلة الشيخ الرفيق الجنرال الدكتور سعيد 

بقلم محسن العبيدي الصفار

استغرب السفير العربي لدى احدى الدول الاوروبية عندما استلم خطابا من الخارجية يفيد بتكريم احد مواطني بلده من العلماء على نظرياته المهمة في علم الفيزياء والتي نشرت في عدد من ارقى المجلات العلمية في العالم , وتعجب السفير ليس من كون احد مواطني بلده قد انجز كل هذا بل المشكلة انه لايعرفه ولم يسمع به في حياته ابدا ولايعرف كيف يبلغ هذا العالم المدعو سعيد وحيد فريد بأن لجنة الجوائز في ارقى اكاديميات ذلك البلد ستحضر لتسليمه الجائزة الى بلده . قرر السفير اخلاء مسؤوليته واحال الموضوع برمته الى وزارة الخارجية التي احتار موظفيها في هذا الامر ايضا وقرروا رفع القضية الى الوزير شخصيا للبت فيه الذي لم يكن هو الاخر اقل حيرة من موظفيه فقرر الاستعانة بزميله وزير الداخلية لمعرفة شخصية هذا العالم فاعتذر الاخير بأنه ما لم يكن لسعيد وحيد وحيد فريد نشاط سياسي او إجرامي فليس لدى وزارته اي معلومات عنه او عن شخصيته , اتصل وزير الخارجية بوزير التعليم العالي الذي رد عليه بعد البحث والتمحيص بأنه مالم يكن هذا الشخص من اصحاب النفوذ او اقرباء السيد الرئيس فليس لديه علم بشخصيته ولما استغرب وزير الخارجية هذا الرد وابلغ زميله بأن سعيد هذا قد نشرت له دراسات في ارقى مجلات العالم العلمية رد وزير التعليم بأن هذه المجلات لاتدخل الجامعات وفقط المجلات التي تحتوي مقالات عن السيد الرئيس هي التي يسمح بدخولها .

احتارت الحكومة كلها في شخص هذا العالم الذي يعرفه العالم ولايعرفه احد في بلده وقرروا رفع الامر الى فخامة الرئيس وابلاغه بالحرج الذي سيصيب البلد عندما تحضر اللجنة الاوروبية وتكتشف ان حكومة بلد العالم سعيد وحيد فريد لاتعرف من هو ولم تسمع به ,استدعى الرئيس مجلس الوزراء وخاطبهم قائلا:

- الا تفهمون خطورة الوضع هنا ؟ انا لايهمني سعيدا هذا سواء تم تكريمه ام اعدامه مايهمني ان هذه لجنة اوروبية ولو اكتشفت اننا لانعرف علمائنا فسيقطعون عنا المساعدات المالية لدعم الجامعات والتي نحتاجها بشدة لنصرفها على الاجهزة الامنية فما هي مقترحاتكم ؟

نهض وزير الداخلية وقال :

- اقترح فورا يافخامة الرئيس أن نسمى احدى الساحات الرئيسية في العاصمة على اسم سعيد وحيد فريد كي نريهم اننا نكرم العلماء ونجلهم ونقدرهم .

اوما الرئيس برأسه وقال :

- فكرة جيدة نفذها في الحال ولو اننا كان يجب ان نسمى سجنا على اسمه لان نصف العلماء موجودون في السجون .

وهنا نط وزير الدفاع قائلا :

- اقترح ان نمنحه رتبه جنرال !!كي نرفع من شأن مؤسستنا العسكرية العلمي ونفتخر بان صناعاتنا العسكرية تحتوي على نخبة العقول    .

اومأ الرئيس قائلا :

- لابأس ليكن اسم الساحة (ساحة الجنرال سعيد وحيد فريد )

وهنا رفع وزير التعليم يده مثل التلاميذ وقال :

- دعنا يافخامة الرئيس نعطيه شهادة دكتوراه فخرية كي نسبق الجامعات الاوروبية بذلك,

وافق الرئيس وقال :

- والمانع ؟ فنصف المسؤولين شهاداتهم فخرية والنصف الثاني مزورة والنصف الثالث !! اشتروها,  ليكن الاسم ساحة الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد .

تدخل الامين للعام للحزب الحاكم وقال :

- يجب ان يضاف الى كوادر الحزب مثل هذه الشخصيات كي لايقال ان الحزب الحاكم كل اعضائه شبه اميين ولذلك اقترح منحه لقب الرفيق المناضل مع سجل حافل بالنضال طوال عشرات السنين من مسيرة الحزب الزاهرة .

وافق الرئيس وقال :

- ليكن اسم الساحة (ساحة الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد ) !!!

اعترض وزير الاوقاف وقال :

- فخامة الرئيس كما تعرف فأن المعارضة تتهمنا بالعلمانية وعدم تشجيع المتدينين فاقترح على فخامتك منح هذا الشخص لقب فضيلة الشيخ كي نقول أن المتدينين في بلدنا يحظون بالتقدير اللازم .

وافق الرئيس وقال.

- ليكن الاسم ساحة فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد .

انفض الاجتماع وتم ابلاغ السفير بان الدولة مستعدة لاستقبال وفد تكريم فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد وستقام المراسم في الساحة التي سميت باسمه تكريما لعشرات السنوات من النضال الديني والعلمي والحزبي والبطولات العسكرية في الحروب .

وكم كانت صدمة السفير كبيرة عندما عرف بأن النابغة سعيد وحيد فريد ليس سوى فتى في العاشرة من عمره .

 

 

--
Dr.mohsen Al Saffar
www.msaffar.jeeran.com(arabic)
facebook :http://www.facebook.com/#!/pages/mhsn-albydy-alsfar/122659741080129?ref=ts
www.mohsensaffar.blog.com( English)
www.taraconbh.com(work )

--
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union
................................................................................................
موقع الإتحاد على الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001359514459&v=wall
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدونة الإتحاد: http://arabictadwin.maktoobblog.com
للنشر: arabicbloggersunion@googlegroups.com
للمحادثة على الماسنجر: arabicbloggersunion@hotmail.com
لمراسلة الإدارة"Delete - حذف" : arabictadwin2@gmail.com
.................................................................................................
النشر مسموح به في كافة وسائل الإعلام دون أي شروط
------------------------------------------------------------------------------------------------
أعضاء إتحاد المدونين العرب
http://www.facebook.com/album.php?aid=424&id=100001359514459

السبت، 27 نوفمبر 2010

** عندما تسقط الأقنعة


عندما تسقط الأقنعة

سحر حمزة

يتراءى للناظر أحياناً ،و للوهلة الأولى عند لقاء بعض الشخصيات من حولنا ،أنهم مثاليون متميزون ،ننبهر بهم ،نتأمل قسمات وجههم فنرى فيها نوعاً من  الطيب أو السماحة أو حتى البساطة ونتأمل منهم الكثير ،ولا يخطر ببالنا أنهم أتقنوا فن التخفي والرياء،وارتدوا أثواباً أكبر من مقاسهم ،نعيش معهم حلماً وهمياً  ،فترة غير قصيرة ، نظن   بهم الظن الحسن ، وأنهم بارقة الأمل للكثيرين ،ممن علقوا آمالاً عليهم، لتحقيق نوع من العدالة والإنصاف ،لجنود مجهولين ،وأحياناً من خلال بعض المواقف نفرح  لفشل بعض الخبثاء،  ممن توضح قسماتهم اللؤم بأشكاله المختلفة بعد أن ينكشف الغطاء وتظهر حقيقتهم  ،ثم نفزع ،ونهرع ،ونصدم ،،نعم تأخذنا صاعقة من سوء المنظر والمشهد المتحول ،مع مقارنة مما نراه في أول لقاءبهم  ،،وما بعده نكتشف أن اللقاء الاول  ، هو أشبه  بمرج رائع  شكله ساحر غطي بالثلج الابيض فبدا ناصعاً نقياً لم تطأه أقدام غاشم أو ظالم غير عادل ،،ويتكرر اللقاء فإذ بالثلج ينصهر ويذوب ويبرز المرج ،،ترى فيه قحطا وجفاء ،وتراه  أصفر لا تكسوه الخضرة ولا الأرض الخصبة ، وهذه هي في حقيقة الأمر فاجعة ،ومع الأيام مع سطوع الشمس وشدة حراراتها ،،يصفر المرج أكثر وأكثر  ثم يصبح أشبه بصحراء جرداء لا يوجد فيها ما يسد رمق عابر سبيل ،،ومثل هؤلاء الأشخاص في زماننا ، يتكررون للآسف هذه الايام ،،وكأنهم يلبسون أقنعة في حفل تنكري ،يخفون وراءهم خبثا ولؤما ونوعا خاصا من التوابل غير الإنسانية ،يتعاملون مع بعض البشر،كأنهم عبيد أو كأنهم في سوق نخاسة ،،ينادون من يكذب أكثر من يضحك عليهم ويبتسم لهم ويصفق ،،هو الفائز وهو المقرب والمحبب لهم   ، وبكل جبروت وظناً منهم أنهم الأعلون أو أنهم أقرب لصاحب أمر أو صاحب قرار ،يغضون النظر عمن كان له بصمة في مراحل من حياتهم ،،يكنون له كل  تجاهل ولكل من  يمدون لهم يداً  خيرة ،تعمل بصمت وتحترق  كي تضيء شعلة،،أو تسهم في عمل يحقق نجاحاً ما ،،أناس  لا يطلبون  من وراء عملهم  كلمة شكر أو ثناء ، فقط إبتسامة رداً إنسانياً تعاطفاً لبقاً كما خلق دين حنيف حثنا عليه خالق الكون ومبدعه وخالقنا وخالقهم ،في زماننا هذا للأسف كثرت مثل هذه الشخصيات ،،تجدها بالنفاق تتبوأ مكانة أمام من هم ذوي شأن وأصحاب النفوذ ،وتجد مثل هذه الشخصيات تتكسب مثل الطفيليات على الطحالب الخضراء في الأنهار التي تتدفق في عدة روافد كي تروي السهول والأرض التي تحتاج لبعض من رمق لتخضر  ويكثر العطاء ،كي ينمو زرعاً أويكبر حقلاً   ،،في زماننا هذا ، تلونت الأقنعة وتنوعت تصاميمها  ،،لم تعد سوداء أو بيضاء ،بل أصبحت بكل  الألوان البراقة الرائعة كألوان قوس قزح بعد مطر غزير وهو يغازل السماء بجنون عاشق للعطاء بلا حدود ، في زماننا هذا كثيرة هي الأقنعة التي يرتديها أناس يُسمًَون  أحياناً  متميزين متألقين  أو ربما يكونون مثل مربين أو  أمهات كتاب وموسوعات ،،تؤلف وتؤلف  لتسدل بعد ذلك  فصول مسرحياتها بنهايات غير حميدة أو سعيدة ،،وهؤلاء يصفق لهم ويبارك نتاجهم المسروق من عرق الآخرين ،،وهم يتوجون بين فئة المتميزين أو البارعين في وصولهم إلى مناصب أو كراسي سرعان ما سينزلقون من تحتها لأنهم بلا ثوابت ولا قواعد،،أو أجساد تتحرك مثل الأحياء لكنها في الحقيقة ، مدفونة حية  ، مثل الأجداث تركن في مقبرة مهجورة،ومثل الأفاعي أحياناً يتلونون كي يلسعوا ثم يختبئوا ،أوكالرمال المتحركة يبتلعون الأخيار وقد يخنقون صوتهم لأنه عبروا عن رفضهم لمن يلبسون هذه الأقنعة المزيفة ،،في زماننا كثر مثل هؤلاء وفي النهاية يكتشف البعض أنهم ليسوا حقيقيين بل أقنعة لا بد أن تذوب المادة التي ألصقت بها ،او تمزقت لأن القناع نفسه ما عاد يحتمل مثلهم ،يكابرون ويصرون على تعنتهم ،بل ينعتون الآخرين بأنهم وراء الظل معتمين بلا صدى ولا صوت ولا وضوح ،،في النهاية ستسقط الأقنعة ويذوب الثلج ويظهر المرج ،،وتبقى شمعة مضيئة في الظلام الدامس تضيء دروب كثيرين ،تبكي بغزارة كي يرى غيرها النور ،وتذوب غير آبهة بنهايتها ،،حتى لو غدت مجرد نور ظهر وأختفى وأصبح طي النسيان ،،في النهاية ستسقط الأقنعة ،ويعرف الجميع بأن الأبقى لأصول لا  لا تذيبها حرارة الشمس ولا ذوبان الثلج ولا تقتلعها العواصف ،وإن بقيت خافتة ،لا تشاهد عن قرب، إلا أننا سوف نراها،في سلوكياتها ،و بصدقها ،وعفويتها،وتواضعها ونزاهتها ،لأنها لا يمكنها أن تلبس قناعاً يغطي عيوبها،قناعا لن يكون  بسعة صدرها ،ودماثة خلقها ،وتواضعها ،ولأن حجمها أكبر من الوصف في مقال ، يصمم طبيعتها التي تنعكس في تعاملاتها و طموحها غير المحدود في كسب رضى الله ،أولاً دون رياء أو أقنعة مزيفة ،،وهذه لا تتوانى في مساعدة الآخرين،وتعلن  رغبتها بأن تحترق كالشموع كي تنير دروب الآخرين ،وتبقى بصمتها في ذاكرة الكثيرين ،في هذه الايام قلما نرى هذه النوعية من الشخصيات ،ونادراً ما نراها بين فصائل البشر في عصرنا الحالي ،،فلا تخدعكم أقنعة الكثيرين،الذين يبتسمون لكم ،وهم يلبسون أقنعة الطيب والسماحة ،ويحاولون التقرب من البعض لتحقيق مصالحهم ،بأقنعة غير مكشوفة لبعض البشر ،لكنها سرعان ما  تسقط بكل تأكيد ويقين ،بعد أن يذوب ثلجها ويظهر مرجها القاحل ،الفارغ ،وينكشف الغطاء عنها ،أحياناً يكون قد فات الآوان ،لكن يبقى خيط رفيع لأولئك البشر بأن يعودوا لإنسانيتهم ،وربما يغدون بعد سقوط الأقنعة إلى روائع ونوادر  ،وهذا لا يحدث دائماً ،وهنا أود أن أشير إلى أناس لا يستطيعون وضع الأقنعة،ولا يرتدون إلا ثوب العفة والنزاهة ،وثوب الشفافية والمصداقية في التعامل ،  وتبقى الشمس التي يستظلون بها تبعث الدفء والضياء ،وتحترق كالشموع  من أجل   الكثيرين ممن يعملون دون أقنعة ، صامتين يؤثرون على أنفسهم ولـو كان بهم خصاصة  ،يجتهدون  كي يحقق الآخرون أهدافهم غير آبهين بتيارات عابرة لا تهزها العواصف ،,ولا تلك الرياح العاتية التي تنحني لها الأشجار كي لا تنكسر أغصانها ،وهذا يؤكد أنهم لا يرتدون أقنعة ولن يسقط ماء وجوههم ،لكنهم ينحنون أحيانا للحفاظ على وجودهم للبقاء من أجل الآخرين ،ولن  تندى جباههم مقابل مكاسب زائلة .,,,,, 

  

 


--
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union
................................................................................................
موقع الإتحاد على الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001359514459&v=wall
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدونة الإتحاد: http://arabictadwin.maktoobblog.com
للنشر: arabicbloggersunion@googlegroups.com
للمحادثة على الماسنجر: arabicbloggersunion@hotmail.com
لمراسلة الإدارة"Delete - حذف" : arabictadwin2@gmail.com
.................................................................................................
النشر مسموح به في كافة وسائل الإعلام دون أي شروط
------------------------------------------------------------------------------------------------
أعضاء إتحاد المدونين العرب
http://www.facebook.com/album.php?aid=424&id=100001359514459

وماذا بعد - يا "عمرو خالد"-؟



وماذا بعد - يا "عمرو خالد"-؟

 

بقلم : الخضر الحسني



 

عمرو خالد ؛ داعية إسلامي من طراز مغاير وفريد  عن كل الدعاة الذين تعج بهم الساحة العربية والإسلامية!

 

لا اشكِّكُ –حاشا الله- في قدرات الرجل ، في إيصال الفكرة ، من وراء الجلسات (الدينية) التي يعقدها ، في أكثر من بلد ومناسبة بدعوة (رسمية) من قيادة (هذا) البلد أو (ذاك).. أو  بدونها!

 

سمعت له  عددا غير قليل من الخطب المشحونة بالغيرة على (إسلام اليوم) ووجدته ناصحا نصوحا وصادقا صدوقا ، في جل ما سمعت وكنت دائما من المسارعين والباقين لاقتناص فرص الاستماع الى خطبة الجليلة..فهو لا يخلط الدين بالسياسة ولا يتعمد الاساءة الى رجال الدين الذين يختلفون معه في بعض الآراء والمواقف!

تجذبك إطلالته البهية المشرقة ، عبر شاشات الفضائيات التي تستضيفهُ بين الحين والآخر وترغمك على متابعة كل جديد يصدر عن هذا الداعية الشاب والمجدد

له نكهة (روحانية) خاصة عند معظم شباب الوطن العربي ، من (خليجه الى محيطه)! ..تلقاهم يتقاطرون على محاضراته ، من كل حدب وصوب ، لا لشيء ، بل للاستزادة من نبع وغزارة المكنوز (المعلوماتي) الوفير  الذي تزخرُ به تلك المحاضرات القيمة والثمينة

هذا عمرو خالد الذي اعرفه ويعرفه كل عشاق أسلوبه الرفيع في الخطابة ، ناهيكم عن تواضعه وابتسامته المصبوغة ، على محياه والتي لا تفارقه ولو للحظة واحدة!

ولكن ما يجعلني أتساءل وبغرابة شديدة ؛ هو ما سرّ تواجده –هذه الأيام- في اليمن .. وهل لهذا التواجد داع في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار الى ملاعب كرة القدم ، لمتابعة فعاليات المحفل الخليجي العشريني في أبين وعدن الجنوبيتين؟

لماذا هذا الحرص وهذا الاهتمام ب(عمرو خالد) والذي يحظى به من القيادة السياسية اليمنية –على غير العادة- وفي مقدمتهم جميعا شخص الأخ رئيس الجمهورية اليمنية ؟

هل في الامر مستجد ..هل هناك برنامج عمل (موجَّه) قد جرى إعداده –سلفا- للداعية الإسلامي المخضرم  وما طبيعة المحاضرات التي سيلقيها عمرو خالد في اطار نشاطه الدعوي القادم؟

هل هي موجهة الى شباب الجنوب فقط؟

أم أنها عبارة عن مواعظ ودروس في الوطنية وحب (الأوطان؟) من الايمان؟

نعم ؛ ندرك تمام الإدراك أن مهمة عمرو خالد –هذه المرة- قد أخذت بعدا  ومنحىً سياسيا (تعبويا) ذات اتجاهات ومعاني ومقاصد  -لا شك- تخدم غايات وأهداف ومصالح (الداعين) له !

ودعونا نتابع عن كثب خطوة بخطوة كل تلك المحاضرات وفك طلاسمها عبر تحليلات صحافية مرتقبة إن شاء الله تعالى

نريد عمر خالد ، أن يكون الرجل الذي وضعنا له الصورة المشرفة ، كداعية إسلامي مجدِّد ، وصاحب مساحة كبيرة ، من التقدير والاحترام والإجلال في نفوسنا!

نريد عمر خالد ، أن يغوص في (اعماق) الوسط الشبابي اليمني من جهة ، ونظيره الجنوبي ، من جهة أخرى، ليقف أمام الفوارق الشاسعة والمهولة ، بين حالات من التمايز والتفاضل المقيتة التي تكتنف هذا الوسط الفتي ، بين شباب أهل الشمال وأخوانهم أهل الجنوب

 

قد يستنكر عمرو خالد هذا الطرح ، ويصرخُ في وجهي ؛ قائلا: لماذا –يا صاح- لا تقول شباب اليمن .. لا شمال ولا جنوب؟

 

وهنا سأجيبهُ مبتسما: أخي الكريم الفاضل ؛ لا يزالُ شبابنا -مثل ((شيباتنا)) - ينزعون إلى الأرض التي أنجبتهم ، لا لشيء ، بل لان الوحدة اليمنية التي عوَّلنا عليها كثيرا ، في إذابة الفوارق بين فئات المجتمع المختلفة ، قد نحت منحى آخر، عندما انشغل السَّاسة ، بمصالحهم الدنيوية ، على حساب حاضر ومستقبل الامة !..فصراعاتهم السياسية –التي لا تخفى عليكم- ولَّدت حقدا غائرا ً ، في نفوس كلا طرفي معادلة الوحدة إلى ما شاء الله تعالى ..ولا أعتقدُ أنَّ برنامجكم (الدعوي) -الخالص لله تعالى-  في رصِّ صفوف شباب الوطن وزرع روح الوطنية (الحقة) في نفوسهم (الخائرة) ، سيكونُ مفروشا ً بالورود ، طالما نيات (عليَّة القوم)  لا تزالُ تتجهُ عكس إتجاه (بوصلة) الصالح (الوطني) العام



 

وللحديث بقية



 

القائم بأعمال رئيس تيار المستقلين الجنوبيين

صنعاء مساء يوم 24/11/2010م