الاثنين، 22 نوفمبر 2010

ابناء الجنوب يتوافدون الي العاصمة عدن لانطلاق المسيرة المليونية ..!!




عدن ورشة عمل مستمرة بفضل دول الخليج التي اجبرت القيادة السياسية ان تشيد فيها مالم تبنيه خلال 15 عاما. تنظر امامك قامات اعلانات رفيعة، مشاريع ضخمة انتصبت على عجل، لكن مايلفت النظر ان فندق جولة الرحاب المقفل منذ خمس سنوات انتعش البناء فيه من جديد وبات على وشك الاستقبال، غير ان لااحد يعرف ماذا سيكون بعد انتهاء الفعاليات وانتفاء حاجته؟.

كذلك ماهو مصير ملعب ابين الضخم الذي بني على عجالة بمطاعم واندية وصالات في مساحة بعيدة عن ملعب ساحة الشهداء، الذي اهمل ولم تتم اعادة بنائه؟ ملعب 22 مايو؟ هذان الملعبان سييبرقان في البطولة، لكنهما لن يضويان عقبها لان مامن دولة تهتم بمؤسساتها.

وقس على ذلك فندق القصر في مدينة الشعب، لم يكتمل بعد وتم افتتاحه، فندق عدن جرى طلائه وتغيير اثاثه بمبلغ ضخم. غير معقول ان يتكعف اليماني هذه الخسارات التي لو صرفها في محلها لاانقذ نفسه وشعبه من خطر الهلاك المحدق.

في هذه الاثناء يستعد الالاف من الجنوبيين النزول للشارع للتعبير عن قضيتهم العادلة امام اشقائهم من دول مجلس التعاون الخليجي العربي. وقد استعد الكثير من ابناء ابين، لحج، الضالع،حضرموت، شبوة، لودر، مودية وعدن.

احمد درويش في ذكرانا

كظلال اشجار يقف جنود الامن، والحرس الخاص على طول الطريق من معسكر الامن المركزي وحتى فندق ميركيور، اما حي السعادة فقد تمت المساومة على طلاء واجهات العمارات فيها، ففي حين طليت كل العمارات تم دهن نصف العمارة الاخيرة ولم يتجاوز الدهانون عبارة " الشهيد البطل احمد درويش في ذكرانا"، فبقت بخط احمر على طلاء بيج يشوه الاتساق العام للعمارات.كلها مطلية بالكامل الا اخر عمارة في مشروع الاحمدي قبالة كورنيش قحطان الشعبي.

وقفت كل السيارات امام المطار بانتظار وصول وفود، وبقي في الخط الاخر الناس في عز الظهر ينتظرون، فقال رهط منهم" ماجتنا لكل هذا الوجع والرضحه"، واشار اخر بيده بحركة سريعة لذقنه في اشارة للبليد الذي لايتعظ، فيما حمل راكب على يده نسخة من الثورة ومعها مجلة "ALYAMANIA " وعليها سي دي حول عدن، بينما سائق السيارة الصامت طول الطريق فتح فمه قبالة عدن مول بالقول :" مبالغ ضخمة صرفت في الرياضة، لو فيه خير كان بايحل فيها مشاكل الفقراء والايتام اللي ازدادوا بشكل كبير".

في عدن مول اقيم سوق للخزف الشعبية وهو عبارة عن خيمة يتيمة فيما استقام مذيع ابوظبي يسال احد الشباب. وفي البوابة وقف حارس شرطة وبيده كاشف المعادن، يتفرس في الوجوه، غير انه لم يقدم على التفتيش. لكن الناس تتسوق وابرز المتسوقين الباشا ابن هشام باشراحيل امده الله بالصحة والقوة في مواجهة الصابون.

وعند العودة الى خور مكسر تقف البيوت الخشبية، على يسار جولة بدر، وقد رممت واجهتها بلوح كبير اغناها جمالا لكن ظلت على حالها القبيح بالواجهة الخلفية، وفق المثل العدني" من برع هلا هلا ومن داخل يعلم الله".

التشجيع بالفين ريال..!!

كنت ساغض الطرف عن هذه المعلومة لولا ان صادفت 3 اشخاص يتكلمون عن ذات الموضوع في اوقات متفرقة، فصدقت. والحكاية: جرى تجنيد اكثر من 1500 شخص من الشباب. ومنذ شهر يتم تهيئتهم ويصرف لكل منهم الفي ريال يوميا، من بينهم فرق خليجية يلبسون الابيض والدشداش ليقفون في المدرجات يهتفون بعبارات خليجية تعطي الانطباع في الكاميرا ان كل شئ زين! والصورة تخدع. ولذات الغرض يجري اقناع شباب في الحارات لاشراكهم في تشجيع الفريق السعودي في اول مبارياته بحافز الفي ريال يمني.

تدني الخدمات

المهم تدنت الخدمات بشكل سافر بعدن عشية بطولة خليجي 20 الكهرباء تنقطع، الاتصالات شيكي بيكي والانترنت ضعيف وزاد مقتا، زحمة لاترحم، توقف وانسداد شوارع، امن جاثم على النفوس ومجنزرات واطقم تجوب وتربض في الاركان. عدن وبالفم المليان ثكنة عسكرية.

ومع ذلك يدور حديث صريح بين الناس ان الرئيس يتفقد في ملعب عدن وحولة مئات المجنزرات والاف الحرس يطوقون الملعب من الداخل والخارج. هنا تم استحداث بوابات لاستقبال الناس بعيدا عن البوابة الرئيسة المقابلة للشارع الرئيسي، ويربطها طريق طويل يشكل مع طرق الممدارة شريان حيوي بين الاسفلت لان المنطقة تسجل اعلى نسبة فقر واقل نسبة سكان ومع ذلك شيدت الطرق حتى تباع الاراضي التابعة للقادة والضباط والجنود الشماليين. كما تم بناء نصب تذكاري على راسه كره، كانها جمرة على مجمرة وهو الشعار الرسمي لخليجي 20. كما تتوزع كؤوس من اسمنت على جدار البوابة يمنة عليها طلاء فاقع يشوهها.

الامن حازم بشكل مؤقت. فرق طقم شرطة مجموعة شباب يفرقعون بالطماش في ليلة زفاف، كما جرى تمشيط محتجين لتدني الخدمات الكهرباء والمياه. في السابق كانت الشرطة لامباليه لكنها اليوم لاتريد زوبعة قد تكبر وتتدحرج مثل كرة الثلج.

ختـــاماً...

الاكيد ان القيادة السياسية رممت مشاريع من "منجزاتها"، ورفضت اعادة بناء منشاءات اليمن الديمقراطية وهي الدولة التي مدت يدها للوحدة: ميدان الحبيشي، تلفزيون عدن يقف حزينا بائسا لم يدخله تغيير كما لم يدعى طاقمه ومعداته للتغطية والمشاركة وهو اساس تطور الحركة الرياضية في عدن منذ 64م، المطار يطل صامتا مكفهرا يعمل بادنى حضور، الميناء نائم نوم متقطع ياخد منه تجار هائل والرويشان وجماعة موانئ دبي. دون ان احكي عن 50 مصنعا جرى غلقها وتشريد اكثر من 400 الف من عمالها، واذلالهم كل 3 اشهر براتب لايفي بادنى متطلبات الحياة: روتي وفاصوليا، وياليتهم يجدوه. نصب الجندي المجهول في التواهي على ماهو عليه لكن النافورة تعمل في الحديقة المقابلة وهي التي شيدت في الثمانينات. جرى التغيير الطفيف في الشكل لكن النفوس لم يتسلل اليها متسلل. الشوارع خالية والوجوه مكفهرة وقلة من الفتيات مغلقات وجوههن لايودون مشاهدة شئ بالوانه كما هي، وهو منظر لم تالفه عدن قبل قدوم الاحتلال الشمالي. الخلاصة ان القادمين من صنعاء يفرحون بطريقتهم، اما الجنوبي فيشعر انه غريب في وطنه.

المعروف ان دول الخليج اصابتهم التخمة ويريد القائد ان يظهر امامهم مظهر القادر فينفق ماورائه وقدامه مبالغ ستكلفه الخسران طوال عقود.

وتبقى عدن حاضرة بحضرها وثقافتها القادمة عبر القارات لمدن الساحل حيث يتهامس الناس بالود دون حاجة لهم لطائرات ومجنزرات تحميهم.



المصدر : شبكة باعوضة الالكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق