أوراق من بركان عدن و ردفان
بقلم / فاروق ناصر علي
بقلم / فاروق ناصر علي
"وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى
وقالوا : أنت قاتل
أخذوا طعامه والملابس والبيارق
ورموه في زنزانة الموتى
وقالوا : أنت سارق
طردوه من كل المرافئ
أخذوا حبيبته الصغيرة
ثم قالوا : أنت لاجئ
يا دامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقيةٌ
ولا زرد السلاسل!
نيرون مات، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلةٍ تموت
ستملأ الوادي سنابل ...!"
محمود درويش
الإهداء :
إلى شباب وطلاب عدن إلى الرجال والنساء والأطفال في عدن.. إلى كل شارعٍ وحارةٍ ومنطقة في عدن... إلى الذين فجروا بركان المدينة وجعلوا ليلها، ليالٍ من رعب لجنود الاحتلال الشمالي المتخلف والغادر والكهنوتي السافر إليهم أقول : شذوا السواعد والكتوف واجعلوا العدو الغادر لا ينام ولا يذوق الطعام ... يا أبناء (عدن) هزوا الأرض تحت أقدام الاحتلال وأعوانه... هزوا الأرض واجعلوا ليالي العدو المحتل سوداء كسواد قلبه ....
الأولى : مخنق الذئب
في مقالاتٍ عدة كنت أذكر بأنّ جيش الاحتلال المتخلف ستقوده الغطرسة والعنجهية ذات ليلة إلى (مخنق الذئب) ولم يفهم أحد ما معنى مخنق الذئب؟!
اليوم أقول : كنت أعرف أنّ الاحتلال يشعر بالسرور والبهجة لانتهاء خليجي 20 في (عدن)، وبذلك اعتبر الاحتلال وحثالاته الجنوبيين أنّ مدينة (عدن) في الجيب، نائمة، جبانة، تقبل الذل والمهانة...
لم يعرفوا تاريخها أنـَّها لا تبقى على من أسأ إليها أو خانها، هي محروسة، وهي مثل تمثال (ميدوزا) من ينظر إليها نظرة الفيد والنهب والسلب والتشويه والعنف والإهانة والسخرية لا تحوله كميدوزا إلى حجر بل تحوله إلى ممات... من دخلها بنذالة تمهله ثم تحوله إلى نهايته... هي (مخنق الذئب) مع أن الاحتلال وأعوانه ليسوا من الذئاب هم من حثالات (الضباع) لكنهم لبسوا رداء وقناع الذئب!
اليوم خرج شباب وطلاب عدن... في كل زاوية وشارع يعلنون عمليات (الكر والفر) الليلي يطوفون كالأشباح الملائكية في سماء عدن، يعلنون للدنيا كلها أن (شباب وطلاب) عدن سوف يجعلون كل ليالي جنود الاحتلال، جحيم غضب، وسيفتحون مخنق الذئب في كل منطقة داخل (عدن) وعلى هؤلاء التخندق وراء الأسلحة الثقيلة التي ستعود إلينا طواعية أو قسرًا ليقضي (الله) أمرًا كان مفعولا!!
يا شرفاء العالم ارفعوا القبعات احترامـًا لشباب وطلاب (عدن) المحروسة الذين فتحوا لقوات الاحتلال مخنق الذئب!!
ارفعوا القبعات للشباب والطلاب الذين خرجوا بمسيرات حاشدة وهم يهتفون بوجه جنود الاحتلال المتحصنين وراء الدبابات والدوشكا والأطقم المدججة بالسلاح المخصص لكل جنوبي... يهتفون : "نشتي نـُقتل نشتي نموت حتى تحرير الجنوب".
فهل أقول ما قلته مرارًا عن الأنظمة العربية والجامعة العربية والمنظمات الدولية والإنسانية ومجلس التعاون الخليجي : ألا تبـًا لكم جميعـًا، لن ننسى مواقفكم الحقيرة المتآمرة ضدنا والمرسومة من قبل أمريكا من (البيت الأبيض)، لن ننسى أبدًا نذالتكم وسوف نرد لكم ذلك بعد أن ندوس على الاحتلال.. انتظرونا فيما لا يُنتظر حين يقضي (الله) أمرًا كان مفعولا!!
الثانية : أهديها إلى شباب وطلاب الجنوب في عدن الذين فتحوا للاحتلال مخنق الذئب!!
"يا جنوب ..
إنني عدت من الموت لأحياء، لأغني
فدعيني استعر صوتي من جرحٍ توهج
وأعينيني على الحقد الذي يزرع في قلي عوسج
إنني مندوب جرحٍ لا يساوم
علمتني ضربة الأنذال في صنعاء
أن أمشي على جرحي
وأمشي ...
ثم أمشي
وأقاوم ... أبدًا لا أنحني .. لا أخضع .. لا أساوم"
- مع الاعتذار لروح الشاعر محمود درويش لتحريف قصيدته من قبلي -
الثالثة : ردفان ما بين خيانة الجنوبيين المنتمين للاحتلال ونذالة الأنظمة العربية الحقيرة !!
تواجه (ردفان) العزة والكرامة الحصار والقتل والدمار، كما حدث لحصار مدينة (ستالينجراد) من قبل القوات النازية الهتلرية.. وخونة الجنوبيين الذي لا أريد ذكر أسمائهم حتى لا أحمل أولادهم وبناتهم وعائلاتهم وزر (عارهم وخيانتهم) خيانة واضحة لا يخجلون منها؛ لأن الجنوبي الخائن لا تصالح معه ولا تسامح عندما يشترك في قتل ومجزرة (ردفان).
أما الأنظمة العربية فهذه جزءًا لا تتجزأ من الاحتلال، فلا تناشدوهم بل وفروا الجهد لقتالهم بعد دفن الاحتلال.. الجامعة العربية خائنة، المنظمات الإسلامية مرتزقة، الأمم المتحدة تحكمها (أمريكا) فمن تناشدون؟!
ارفعوا صوت الرصاص، اعملوا على خلق كتائب التحرير، تعلموا من دروس حرب التحرير الشعبية وحرب الشوارع واجعلوا حياة المحتل على كف عفريت من أبطال التحرير.. لا تصالح لا تفاوض، لا حوار، حرب تحرير شعبية واجعلوا (ردفان) مردم جهنم للاحتلال وحثالاته الجنوبيين.. لا صوت يعلو على صوت الرصاص؛ لأنّ الأنظمة العربية والعالمية لا تعرف سوى لغة الموت، لذا علينا أن ندمر لغة النضال السلمي إلى الأبد أمام هؤلاء الجبناء أو نضال سلمي + حرب شوارع + جبهات قتال + كشف بأسماء العملاء + كشف بقادة عسكريين جنوبيين يقاتلون اليوم ضد أبناء ردفان الأبطال = إعدامهم وصلبهم فوق جبال الجنوب.
لا تفاوض، لا تصالح، لا حوار وعلى قيادات الخارج أن تتعلم الفرق بين الموت والموت... نحن نموت داخل الوطن برصاص الغدر وأنتم تموتون من الصمت ا لجبان خارج الوطن، وكان بمقدوركم أن تشعلوا الدنيا في الخارج بدلاً من تصريحاتكم المنقولة من مقالاتنا... عليكم اللعنة إذا لم تهزوا الأرض في الخارج.. كما يهزها اليوم شباب الجنوب ونساء الجنوب وأبطال ردفان!!
أقول ما قاله الرمز الأسطوري الخالد (جيفارا) :
"الاعتدال كلمة يحب عملاء الاستعمار استخدامها، فالمعتدلون هم كل أولئك الخائفين أو كل أولئك الذين يفكرون بالخيانة بشكل من الأشكال.. أما الشعب فليس معتدلاً على الإطلاق".
لذا يا قادة الداخل والخارج تعلموا.. تعلموا .. تعلموا.... حتى لا يضيع الجنوب ويبتلعه الشمال الغادر!!
الرابعة : أحكيها وأهديها للعرب المُستعربة وأقول لهم انتظرونا فميعادنا معكم سيكون ميعاد جهنم !!
"يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن
كان اسمه ...
لا تذكروا اسمه !
خلوه في قلوبنا
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء كالرماد
خلوه جرحـًا راعفـًا .. لا يعرف الضماد
طريقه إليه ...
* * *
أخاف يا أحبتي .. أخاف يا أيتام
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا ...
أخاف أن تنام !!
* * *
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن ....."
- محمود درويش -
الأخيرة : أهديها للشماليين الذين سكنوا الجنوب بعد وحدة الغدر والفيد ويريدون دخول الانتخابات بهوية جنوبية
وكذا جنود الاحتلال بغرض تزوير الانتخابات وتزوير هوية الجنوب ودفنها ...
"الزنبقات السود في قلبي
وفي شفتي .... اللهب
من أي غابٍ جئتني
يأكل صلبان الغضب؟
بايعت أحزاني...
وصافحت التشرد والسغب
غضبٌ يدي ...
غضبٌ فمي ...
ودماء أوردتي عصيرٌ من غضب!
يا قارئي
لا ترجُ مني الهمس
لا ترجُ الطرب
هذا عذابي ..
ضربةٌ في الرمل طائشةٌ
وأخرى في السحُب
حسبي بأني غاضبٌ
والنارُ أولها غضب!"
- محمود درويش -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق