الأحد، 30 يناير 2011

في الحراك الجنوبي .. الكل ليس في واحد ...!!



في الحراك الجنوبي .. الكل ليس في واحد ...!!


رؤية سياسية تم نشرها في العام 2008م في موقع عدن برس

ونعيد نشرها مرة اخرى لتواكب ما يحدث في واقعنا الحالي ...!!!



بقلم الكاتب / بسام البان




عدن – لندن " عدن برس " : 28 – 6 – 2008

في عالم السياسة الواسع هناك نظرية مفادها أن ( الكل ليس في واحد ) وهذه النظرية صائبة ودائماً ما يتبعها الكثير من رجال السياسة وأصحاب القرار السياسي في أي دولة من دول العالم ، نحن الآن في الجنوب العربي نعيش في حراك سلمي جنوبي فولاذي كالحديد ونطالب من خلاله بالاستقلال الثاني للجنوب وفي هذه الفترة الزمنية التي نعيشها اليوم نمر بمرحلة تقويم ومراجعات وتغيير ومحاولات إصلاح وتجديد ، بعضها يأخذها مأخذ الشطط وبعضها يتسم بالرشد والحكمة، ولكن ما يبعث للقلق هو تنامي ما يمكن وصفه بظاهرة ( الهواجس) أي : الوقوع في دائرة احتساب الأقوال والأفعال إلى الحد الذي يجعلها عنصراُ رئيسياً في رسم دائرة الحق والصواب .

إن الحراك السلمي في الجنوب بطبيعته – وهي إحدى مزاياه لا يغرق في المواربة وأساليب اللف والدوران ، لذا فهوا يجنح دوماً ويعمل على تأصيل أدائه وخطابه السياسي الجنوبي الذي من خلاله يرفض سياسة السلطة في البلاد ، وهنا مكمن الحذر أن يؤدي الإغراق في الهواجس إلى تأصيلها وتحويلها إلى ثوابت ، وهكذا يمكن أن نجد أنفسنا نحن أبناء الجنوب قيادة وأفراد وقد وقعنا فيما حذرنا منه سابقاً ؟! أي في الجانب الآخر والمظلم من السياسة .
من ناحية أخرى ، فقد اعتدنا دوماً في العقود – وربما في القرون – الأخيرة على مواجهة عدو واحد ، إستراتيجيتنا ورؤانا الفكرية والسياسية تخصص – غالباً – في مواجهة هذا النمط من العداوة ، وربما كانت عهود الاستعمار البريطاني لعدن مثالاً ونموذجاً لذلك .
وقد أصبح للحراك السلمي في الجنوب ثلة من الأعداء يملكون مخططات واضحة وطموحات طامعة ونوايا سيئة تجاه القضية الجنوبية وأبناء الجنوب بشكل عام وكلاً منا يعرف هؤلاء الأعداء معرفة جيدة ولا داعي لذكر أسمائهم أو الإشارة إليهم بشئ.
في هذه الوضعية المركبة لا يصلح أبداً استخدام الإستراتيجية القديمة نفسها في مواجهة عدو واحد ، ولكن الحاصل أن كثيرين لا يزالون يتمسكون بهذا النهج وتلك الإستراتيجية في المواجهة والنتيجة تكون افتقادنا للقدرة على مواجهة أكثر من عدو في وقت واحد ، يختلفون في استراتيجياتهم ومخططاتهم وطموحاتهم وقدراتهم القتالية ويمكن أن يتخالفوا هؤلاء الأعداء أو يتوافقوا على اقتسام الغنيمة بعد المواجهة ، هنا تكون النتيجة العملية : استخدامنا رؤية رأسية في مواجهة الأعداء وليس رؤية أفقية ، بمعنى أننا لو أردنا البدء في مواجهة عدة أعداء يجب تسكين احدهم كي نتفرغ للأخر ، أما الرؤية الأفقية فهي التي تستخدم نهجاً متوازياً يضع أعداء القضية الجنوبية في مستوى متجاور، ولا بأس بعد ذلك أن نقوم بتحديد الأولويات حسب الأخطار والتهديدات الآنية التي يشكلونها أعداء القضية الجنوبية .
يجب أن نتخلص من النظرة الأحادية المسيطرة على استراتيجيات المواجهة في الحراك السلمي الجنوبي ، كما يلزم أن نتعلم تكوين رؤى تتناسب في تعقيداتها مع تعقيدات الظروف السياسية الصعبة التي نعيشها في الحراك السلمي ، يجب أن نقفز فوق المعاني البسيطة والمفهومات الأحادية التي ترى الأمور من جانب واحد وضيق .
يقال إن قوماً ينطلقون من رؤى أحادية وتقودهم الهواجس في مساراتهم ، لن يحققوا ما تعقده عليهم أمتهم من آمال ، إن الحنكة ليست في تكثير الهواجس ، كما أن الحنكة ليست في اختزال التعقيدات .
يجب أن نتخلص من طرائق التحليل والاستنتاج التي تصل بنا إلى أسئلة من نوعية هل الحراك السلمي سيستمر أم لا ..؟ هل سنحقق الاستقلال الجنوبي أم لا ..؟ لماذا لا يعود العميد ناصر النوبة للساحة الجنوبية من جديد ..؟.....الخ لا يوجد ما يضغط علينا لكي نختصر مواقفنا في كلمات قليلة وبسيطة أو خيارات محدودة فلماذا نضيق على أنفسنا مداخل الفهم ومن ثم مخارج الفعل ..؟ لماذا لا نعيد للحراك الجنوبي فولاذيته وقوته ونشاطه ...؟ لماذا لا نعيد المظاهرات والاعتصامات إذا كانت ستأتي بنتيجة شافية وتغير الأوضاع الحالية .
في الأخير لا أبالغ إذا قلت إننا في وقتنا هذا نفتقر إلى رؤى متكاملة متوازنة تنطلق بنا في مسارات آمنة ، رؤى تجديدية تستوعب المتغيرات والمتغيرين وتقفز فوق الطروحات الشخصية والرؤى الذاتية لتقدم للحراك السلمي والقضية الجنوبية نهجاً لا يفقد بريقه وألقه إلا بعد سنوات طوال ، فهل نستطيع تجديد سياستنا ونهجنا وفكرنا وإستراتيجية حراكنا السلمي للقضية الجنوبية العربية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق