د. حسين مثنى العاقل..
السؤال مطروح ومفتوح على مصراعيه لمن يجد في نفسه قدرة الاستشعار بحجم المسئولية الجسيمة من مختلف القوى والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني للشعب الجنوبي.. هذا السؤال يطرح أمامكم:
في هذه اللحظات وهناك في ردفان الثورة موطن العزة والشموخ تنهال قذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ فوق رؤوس المواطنين الأبرياء، يسقط جراء ذلك عشرات القتلى ومئات الجرحى، يتعرض فيها أهلنا للتشريد من قراهم ومساكنهم، تحاصرهم قوات الاحتلال من التموينات الغذائية ومن المستلزمات العلاجية والأسعافية الضرورية.. هناك في مدينة كريتر وخور مكسر والشيخ عثمان والبريقاء تسفك الدماء برصاص المجرمون، وهناك في مدينة المكلا ومدن حضرموت ترتكب بحق أخوتنا أبشع الحماقات العدوانية، في أبين وشبوة ولحج وفي مديرات الضالع الجنوبية انتهاكات قمعية وممارسات تنكيلية يندى لها جبين الإنسانية..
وملخص السؤال أيها المناضلون في الحراك السلمي الجنوبي قيادة وقواعد هو: لماذا التخاذل ومحاولة البعض افتعال الخلافات والتباينات على أمور قوى الحراك السلمي متفقون عليها !!؟؟. لماذا تتنازعون في قضايا ثانوية تبعدكم عن حسم خياراتكم المشروعة في استلهام برنامجكم السياسي وميثاق الشرف الجنوبي، والتي بها نؤمن طريق الوصل إلى تحقيق الأهداف الكلية والجزئية القريبة منها والبعيدة؟؟. من هو المستفيد أيها الصابرون على القهر والضيم والاستبداد، من شطحات الأهواء الذاتي ومزاجية فرض الرغبات الانفرادية ؟؟ وانتم تعلمون علم اليقين أن فترت أربع سنوات من النضال السلمي تكفيكم للخروج من دوامة التوهان والضياع، تعلمكم أن وطنكم الجريح يناديكم ويحتم عليكم أن تدركم حجم المسئولية الملقاة على عاتق كل منكم، فلما لا توحدوا صفوفكم وتجمعوا على وثيقة أهدافكم ؟؟.. وما يؤسف له أن هناك البعض منكم يقف وراء ما يحدث من تسويف وتباطؤ وإخفاق في وضع العراقيل لكي لا ترسو وتتفقوا على أقرار برنامجكم السياسي كمشروع ينظم جهودكم ويظهر قضيتكم للعالم، ويضمن لكم العمل المؤسسي في قيادة الحراك السلمي، بينما أنتم تواجهون عدوكم وهو يتربص بكم ويستعد للإجهاز عليكم في عقر داركم..
وحتى لا نتهم بمصطلحات (.....) نحن منها براء !؟ أرجو أن تكون الإجابة واضحة وصريحة وقاطعة في أمور جسيمة وخطيرة لا تقبل المهادنة والتلكؤ.. وأقول بمشاعر صادقة ومخلصة أنه من المخجل أن تنساق (بعض) قيادات الحراك السلمي إلى متاهات البحث عن خلافات جانبية تعرقل وتربك الطموحات النضالية لشعب الجنوب، بل وتستهين بحجم التضحيات وأنهار دماء الشهداء .. وهي تدرك بأن هناك مهام كبيرة تتطلب سرعة اتخاذ القرار الصائب، ورص الصفوف وتوحيد المواقف بما لا يعيق جهود الحراك النضالية في سبيل مواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا الجنوبية، ومن أجل امتلاك البرنامج السياسي الحامل لأهدافنا الإستراتيجية.. التي بها نستعيد دولتنا الحرة والمستقلة ونضمن بها موقف عربي وإقليمي ودولي يساعدنا على تحقيق تلك الأهداف..
وأخيرا أسمحوا لي أن أدعوكم لقراءة هذه الأرقام المذهلة لعلها توقض في ضمائركم مشاعر الإحساس بما ينهب من ثرواتكم وما تستباح من خيرات أرضكم، فتكفوا عن شطحات افتعال الخلافات فيما بينكم في مرحلة سيلعنكم فيها التاريخ وتنتزع منكم الجماهير الثقة في قدرتكم على قيادتها، أن لم تتجاوزوا عيوب التخاذل!!؟؟.. والأرقام هي:-
- تشير بعض المصادر المحايدة !؟ إلى أن كمية النفط الخام المستخرج والمصدرة من حقول شبوة وحضرموت تفوق الاثنين مليون برميل يوميا. معظمها حقول ومواني خاصة؟؟.
- كمية الغاز الطبيعي (المسال) المنهوب يصل حسب البيانات الرسمية المعلنة إلى حوالي تسعة مليون متر مكعب يوميا، ويباع بأسواق النخاسة وبأسعار يا (بلاشاة).
- حجم الاحتياطي من خام الذهب نعم الذهب (Gold) في منجمين فقط من أصل 20 منجم بوادي مدن والمحمدين بمحافظة حضرموت يصل إلى ثلاثة مليون طن ومع ذلك لا نعلم بحجم النهب والتهريب اليومي المحاط بالسرية والكتمان.
- كمية الصادرات من الثروة السمكية والأحياء البحرية بلغت عام 2009 حوالي 99,447 طن بما قيمتها 223 مليون دولار.. وما خفي كان أعظم.
- هناك أكثر من 112,000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة تم توزيعها والاستحواذ عليها من قبل أشخاص متنفذين تحتفظ جهات حكومية بكشوفات أسمائهم..
- أكثر من 39 مصنع تحويلي بمحافظة عدن فقط تم بيعها وتوزيعها كانت مملوكة لأبناء الجنوب ويعمل فيها حوالي 6.200 عامل تم طردهم إلى رصيف البطالة.
ولكي لا ننسى عدد الشهداء والجرحى أيها المناضلون الشرفاء، سنوافيكم بها حين نعرف كم منهم سقط قبل لحظات في عاصمتنا جنوبنا عدن الثائرة والملتهبة (ثورة ثورة يا جنوب)..
فأيهما أولى كسؤال (نهائي) الاستعداد لرفض وإفشال الانتخابات المزيفة أم الانشغال بمزاجية تقديم الاستقالات المفتعلة !!؟؟. ولكم جميعا التحية والسلام..
وكـــــالة صـــدى عـــدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق