من يتوهم في الوصايا على عدن من جديد فعليه أن يدرك بأنه يكون قد أعطانا العزم والسبب في إعلان إستعادة دولة عدن
د. فاروق حمــــــــــــــــــــــــــزه
يبدو أنني قد كنت متحفظاً بعض الشئ في طرح بعض الأمور بهكذا منطق، إن لم أقل وبالعلن كوننا نحن أبناء الجنوب قد صرنا في واقع الشتات في مهب الريح، كرامتنا تمتهنن، حقوقنا تغتصب، إرادتنا تقمع، وثروتنا وأرضنا تسلب وتنهب جهاراً نهاراً، وصلت الأمور مؤخرأً لبيع ماتبقى من فنادقنا ومنها التاريخية، للقضاء حتى على من أرادوا سياحة الجنوب من الأجانب، وربط موضوع حراكنا السلمي الحضاري خاصة في البعض من مناطقنا الجنوبية بأضحوكة الإرهاب، وصدقونا سيأتي اليوم الذي ينقضون به على الجميع إن سكتنا، بما فيه وبمدينتا عدن ويلصقونا بسخيف القول وبأن حتى حراك عدن هو حراك القاعدة، ويا للعجب شوفوا كيف يا أبناء الجنوب الحد الذي وصلت إليه الأمور بحيث قد انقلب السحر على الساحر، وصار موطن الإرهاب ومنبعه، ونظام دويلة العصابات هو الذي يطبخ الأمور والفبركات، ويفسر الأمر للعالم وللدنيا كلها بمقاييسه الخاصة ومزاجاته الشخصية، وعقلياته المتحجرة، وطريقة غطرسته البدائية في التعامل مع الغير، لكن في الحقيقة علينا التأمل بجدية والبحث حقاً بمن هو السبب والمتسبب لكل هذا؟، ولماذا؟، بل بالأصح لماذا نحن أبناء الجنوب لم نصحو بعد من غيبوبة الدوامة التي صرنا متقوقعين بها وعائشين في ظلها؟؟!!، وأساس كل ذلك نحن أصلاً لم نقنع بعد لا أنفسنا لا ولا العالم أجمع بماذا نريد، أو ماهي رؤيتنا وضماناتنا أيضاً لأنفسنا وللآخرين.
إخوتي أبناء الجنوب، كلنا يدرك حقاً بأننا نحن أبناء الجنوب المسئولين الأولين والآخرين لكل مايحدث لنا من ضيم وظلم وظلام وقهر وقتل وسحل ونهب وإختطاف وتنكيل، ونحن الذين علمنا نظام صنعاء كل شئ في هكذا محنة صرنا جميعاً نحن أبناء الجنوب نعاني منها وندفع ثمنها، ومن سلم منها حالياً، فدوره قادم لا محالة، فهذا موس جازع على كل رأس طالما والحلاق واحد، ونحن الذي سلمناه شفرة الحلاقة بأيدينا.
ورغم أنه إخوتي الكرام ربما لم أستطع بهذه الوريقة أن أشرح كل شئ، أو أن أضع جميع النقاط على الحروف، كونها كثيرة وكثيفة ومتعددة إلا انه كما يبدو ربما قد ألامس بعض الأمور، وانأ على يقين بان كثيرين ممن سيكشرون لي بأنيابهم، وهم هكذا جاهزين لكذا أمور ليس ليغطون بها مجرد عوراتهم، وإنما هم أصلاً عائشين بهكذا، مفتكرين بأنهم شطار وأذكياء وفهلويين أكثر من اللازم، بل وهم أصلاً بممن قد أوصلونا لهكذا ظروف وأدخلونا المزبلة رغماً عنا، وعن أنوفنا وأهالينا، وهم أصلاً بممن يشوهون بسمعة الآخرين ويخلطون علينا الأوراق بإستقصاد، ليس بمجرد حقد منهم، لا ولا حتى بوازع موروثهم النفسي، لكن بكل تأكيد بإشارة.
وهناك حقيقة أخرى كلنا حتى اللحظة لا يريد أن يفصح عنها، أو كما يقال بها، كون الكل ربما لا يريد أن يضحي، وهو حق مشروع نطرحه نحن في التساؤلات العامة خاصة عندما تكون الأمور شخصية، لكن في قضايا الوطن والمواطن نحن بحاجة لنسأل، بل ونخلي مسئوليتنا إن لم نقل ووخز الضمير وهنا أنا أطلب من الآخرين أن يعذرونا بعض الشئ في كيف سأطرحها، وبأي أسلوب ربما أوصل رسالتي هذه أولاً للمعنيين، وثانياً للقراء الكرام، وثالثاً للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، كما أرجو من بعض الإخوة بان لا يحاولوا يتمشطروا علينا، كوننا كلنا عيال تسعة والبادئ أظلم، كما انه قسماً بالله نحن لا نريد أن نشمت بأحد، بل على العكس سنقف مع الكل حتى ولمن من باب الفهلوة يريد أن يتهرب بذكاء من مسؤوليته.
وأبدا مشواري هذا بالتالي، أولا أنا أسأل الرجل الأول وهو الأخ العزيز الرئيس علي سالم البيض أقول له ماهي الأسباب والأسس والمواثيق والإتفاقيات والتعهدات والوثائق التي وقعها مع رئيس الجمهورية العربية اليمنية، بل وماهيي المحاذير التي وضعت أيضاً من قبل دولتنا، علماً بأنه قد كانت لنا مؤسسات عسكرية وإستخباراتية وأمنية لدولة الجنوب، والذي على ضؤها أعلنوا وحدة بين شعبين ونظامين وكيانين مختلفين، ثم أنه ماهو موقف القيادة الجنوبية التي كانت تحكم الجنوب، من حكومة ومكتب سياسي ولجنة مركزية للحزب حيث كانوا يعتبرون أنفسهم وحزبهم الحزب القائد والموجه لشعب ودولة الجنوب، وأنا أقصد بذلك موقفهم مما هو حاصل اليوم لشعب الجنوب ودولة الجنوب، وهم بممن حكموه سابقاً، بل وعلى أي أساس حكموه واليوم تقريبا كلهم لا يريدون أن يكون لهم موقف واضح مما يحدث؟
في الحقيقة نحن ربما نكون الدولة الوحيدة في العالم التي تملك ثلاثة رؤساء حكموا الجنوب، وهم جميعاً بالخارج، نظل نتساءل لماذا جميعهم لا يتفق ويعلنون عن إحتلال دولتنا، أي دولتهم بصراحة العبارة ويعملون كفريق واحد لخلاص شعبهم، وهم القادرون على ذلك إن أرادوا؟، علما بأن تقاعسهم هذا يجعلهم شاءوا أم أبوا في خانة إمتهان الكرامة بحقهم من نفس سلطات نظام الإحتلال لدولتهم في القول لو في بالغراب خير ما فات على صياده، وهنا أنا لا أشمت فيهم إطلاقاً بل أعزهم جميعاً وأحترمهم وأقول لهم أتوحدوا مع بعض، وابدأوا في عقد مؤتمرات صحفية وندوات ولقاءآت وأدخلوا كل المحافل الدولية، وأنتم أصحاب حق، في اٌقل التقديرات على غرار ما يعملونه زعماء هم على غراركم في محنة شعب ودولة، وأنا شخصياً أطالبكم ذلك بإسم الإنسانية والضمير وأنين الرجال والدوس في كرامة النساء وقتل الأطفال.
أما فيما يخص وضعية الحزب الإشتراكي، رغم أني حقاً أحمله كافة المسئولية ولما أشرت إليه آنفاً وأنا لست بحاقدٍ عليه إطلاقا، كوني أعرف جوهر الأمور وطموحه بالكراس على قول المثل الطموح في الجاهلية والإسلام، وتفكيره الهلع باٌلإنقضاض على عدن مرة أخرى، وهذا بعده مهما تنطق وتنطع ولف ودار، وإنما لا يمانع مشاركته في الحياة السياسية القادمة للجنوب، وهذا حق، لا يدخل في حسابات المساءلات اللاحقة لجرائمه الكبرى، بغض النظر وأن جميع الأحزاب الإشتراكية في العالم قد أنتهت وبقيت الدولة وعندنا أنتهت الدولة وبقي الحزب، رغم بقائه بتسميته اليمنية بهذا الظرف وبهذا الوجع الكبير لشعبنا ودولتنا، وهو يشارك أعضاؤه كمواطنين جنوبيين بفعاليات جنوبية تدين إحتلال سلطات نظام صنعاء لدولة الجنوب.
ورغم إني بكل تأكيد أنا مستقبلاً سأواصل ومن زوايا مختلفة وبتسميات متعددة ربما وبمسمياتٍ لمواضيع أخرى، لكن في تواصلي لهذا الجزء الأول حبدت هنا التذكير بأنه غالباً مايحدث التنقلات بين دول الجوار، فلا المكسيك هي جزء من الولايات المتحدة، لا ولا النيجر هي أيضاً بجزء من موريتانيا، وهكذا دواليك في العالم اجمع، فإذا كان كل شئ من إعلام في الجنوب قد سلم لنظام صنعاء، فأين موقف الإعلام الجنوبي من مرئي ومسموع ومقرؤ ممن يدعون بأنهم مع القضية الجنوبية وهم ممن كل واحد يشتغل لحساب منطقته أو فخيذته أو قبيلته أو لصالح أنانيته، فأشتغلوا رجاءاً يا إخواننا بالقضية الجنوبية وألعبوها صح حتى لا تكونوا سبباً في تأجيل إستعادة دولة الجنوب، رغم إني أقولها لكم ولغيركم ونحن قد سامحناكم بما قد عملتموه فينا من تعتيم وتوظيف وتنطاع سامحكم الله، نقولها لكم جميعاً كما نعلنها للهلا والملا بأن دولتنا دولة الجنوب عائدة أي أنها ستعود يعني ستعود شأء من شاء وأبى من أبى، وهذه هي الحقيقة، بس علينا جميعاً نحن أبناء الجنوب أن نتحد ونتوحد، وبست محافظات بالتساوي حفاظاً على أوضاع السيادة الجنوبية وندحض المزايدات الكاذبة التي إطلاقاً لم تعد أو تستعيد دولتنا مهما تنطع من تنطع، فقضيتنا هي قضية سياسية قضية دولة محتلة، لا قضية إشكال حراك، فعلى سبيل المثال عدن سكان المستوطنين والعسكر والإستخبارت وأمن الإحتلال أكثر من عدد سكاننا وبكثير، وهو وماقد هدؤ ماقبل الحراك منذ 1990م – 1997م الجماعة قد احتلوا عدن وقسموها إلى مربعات أمنية أخترقوا البيوت والعائلات ومزقوها إرباً إربا، كذا وأستولوا على الأزقة والشوارع وتملكوا كل شئ وداسوا كرامة الناس بالجزمات وأمتهنوا كرامتهم وفرضوا علينا الإفقار المنظم والتجويع المستقصد ونشروا والفساد المنظم والجريمة المنظمة والإرهاب، ورغم كل هذا العناء من الإحتلال، إلا أننا نعاني ايضاً ممن يسمون أنفسهم بابناء جلدتنا والذين يوزعون الأدوار فيما بينهم علينا نحن أبناء عدن وعلى بلادنا عدن أكان فيما يخص محاولة الوصايا على بلادنا عدن وهي المشكلة الكبرى المستمدة من عقليات بنادق 1967م والتي قد دحضناها وإلى الأبد، ونتحدى من يحاول يتبلطج أو يتحايل أو يزايد علينا أكان بشماعة قضية جنوبية أم حتى صهيونية، فزمن الوصاية على عدن أنتهى ونحن أقوياء بأبنائنا وبشرفاء كل أبناء الجنوب الذين برفضون العودة إلى مآسي الماضي، كذا وننوه أخواننا الآخرين ممن يمتدون أفقياً في عدن تحت شعار من بسط تملك وهو قانون الجمهورية العربية اليمنية، وهم يتكلمون عن الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية، أما نهب الأرض في عدن فماعليش، عدن بنت الجارية وأراضيها للجميع، وهي للكل يدوسوا أبوها وأبو أبنائها بالجزمة ماعليش، ولهذا وبهذا نقول للكل إن عدن تمد يدها للكل، تريدوا قضية جنوبية أهلاً وسهلاً تريدوا الوصايا على عدن وأن تكون عدن الغنيمة فهذا بعدكم وهذه هي الخيانة العظمى للقضية الجنوبية، وهذا هو الوازع في إستعادتنا لدولة عدن ولم نقبل منكم معنا إلا من يعلن ولاءه لعدن بل ومن يشاركنا مشاعر الشعور بالظلم الذي ألم فينا وبأهالينا وبدولتنا عدن فعدن كانت دولة وستبقى دولة وستعود كدولة ونحن أبناءها ومحبيها أسياد في أرضنا ونحن أسياد القرار فيها ومن كذب جرب والعيال كبرت.
ُ
د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه
رئيس مجلس الحراك السلمي عدن
عدن في سبتمبر 5 2010م
00967733761767
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق