الخميس، 23 سبتمبر 2010

رسالة مفتوحة إلى أهلنا في الجنـوب: إن تكـونوا تألمـون



إن تكـونوا تألمـون . . .

 

حل ّ علينا عيد الفطر المبارك هذا العام وقد قطع شعبنا في الجنوب شوطا طويلاً نحو استعادة حريته ودولته الوطنية وسيادته. وخلال ثلاث سنوات منذ انطلاقة انتفاضة شعبنا الظافرة بقيادة أبنائه من القادة العسكريين والمدنيين، استطاع حراكنا الجنوبي المبارك أن ينشيء لنفسه مساحة هامة جدا على ساحة الأحداث وأن يصبح عاملا رئيسا في تقرير سير الأحداث السياسية في اليمن كما أصبح موضع اهتمام بالغ من قبل كل الدوائر الخارجية إقليمياً ودولياً.

 

ولكن المتتبع للمنتديات ومواقع الأخبار الجنوبية يلحظ بوضوح حالة القلق التي تنتاب أبناء الجنوب جراء التشظي والفُرقة والتمزق الحاصلة في الصف الجنوبي، وهو قلق له مايبرره وجميعنا نتشارك الشعور به. ولكن إذا ما أعملنا الفكر سنجد أن الاختلافات الحاصلة في الصف الجنوبي هي أمر طبيعي في مرحلة تعتبرمرحلة مخاض عسير تمر به بلادنا لاستعادة نظامها الوطني. وللأمانة فإن نضال شعبنا وتضحياته الجسيمة كان لها فضل كبير بعد الله عزّ وجل في تطويق حالة التشظي والفرقة هذه وجعلها محصورة في طرائق الوصول الى الهدف الذي أعلنه شعبنا من خلال حراكه الشعبي السلمي ألا وهو فك الارتباط مع نظام الجمهورية العربية اليمنية واستعادة الدولة الوطنية.  

 

وإذا مانظرنا الى الطرف الآخر سنجد أن لديه من البلايا والصراعات مايفوق أضعاف مالدينا من خلافات. ألا ترون أيها الإخوة ا لأعزاء هذا الصراع المحتدم داخل مايسمى باللقاء المشترك؟ ألا ترون كيف تعمل قيادة حزب الإصلاح لجرجرة الأحزاب الأخرى من أجل الإستجابة لمطالب النظام وكيف تمانع قيادة تلك الأحزاب في القبول بذلك؟ ألا ترون كيف فرّ بجلده الأستاذ محمد سالم باسندوة بعد أن اتضحت له المؤامرة ورفض أن يكون شاهد زور ألا ترون كيف رفض باسندوه أن يكون مجرد صورة توضع في مقدمة العرض بينما عبدالوهاب الآنسي وقيادة الاصلاح هم من يحركون الأمور من خلفه؟ ألا ترون كيف اضطر عبد الوهاب الآنسي ورضخ أن يظهر في الصورة وجها لوجه مع ممثل المؤتمرالشعبي الفريق عبدربه منصور هادي؟ هذا ماكان يتحاشاه الآنسي وهذا ماكانت تتحاشاه قيادة الاصلاح أن يكونوا هم في مقدمة الصورة. لقد انفضّ الجمع من حولهم فلا بن شملان ولا باسندوه ولا ياسين نعمان ولا محمد عبد الملك المتوكل ولا أحد. جميعهم رفضوا أن يلعبوا هذا الدور المشبوه فانكشفت الحقيقة وظهر التحالف المخزي اللعين غير المقدس على حقيقته: تحالف المؤتمر- الاصلاح. ياله من وجع مؤلم للاصلاح أن يظهر هكذا مكشوفا أمام الشعب وأمام أعضائه وخاصة اعضائه الجنوبيين! لم يعد هناك من يتستر به، لقد فروا جميعا وتركوا الاصلاح يواجه مصيره. الإصلاح الشريك الحميم للنظام في كل جرائمه ضد الشعب الجنوبي بل وضد الشعب اليمني أيضا.     

 

ألا ترون كيف انقلبت قيادة الإصلاح في ليلة وضحاها على زعيمها ومؤسسها الشيخ عبدالله الأحمر حين باعت ابناءه وخاصة الشيخ حميد في غمضة عين؟ ألا ترون قيادة الإصلاح كيف جعلت أموال حميد وملايينه التي أنفقها على لجنته التحضيرية للحوار الوطني تذوب في لحظة واحدة بتوقيعها اتفاق 17 يوليو السيء السمعة مع المؤتمر الشعبي؟ هل تظنون ذلك أمرا سهلا على حميد الأحمر؟ ثم ألا ترون الشيخ عبدالمجيد الزنداني وهو يكمل الحصار ويخنق أولاد الشيخ الأحمر لاهثا بعد سلطة وقابلا أن يكون على راس لجنة العلماء كمرجعية للحوار وهي المرجعية التي ستكون خيوطها بيد علي عبدالله صالح يحركها كيف يشاء كي يقضي بها على ماتبقى من نفوذ لأولاد الأحمر؟

 

ثقوا يا أهلنا في الجنوب أنه اذا كان هناك خلاف بين قادتنا بسبب تراكمات الماضي الأليم، وهو مايعمل المخلصون على تجاوزه، فإن حربا طاحنة تدور رحاها لدى الطرف الآخر بين علي عبدالله صالح وعلي محسن صالح وأبناء محمد عبدالله صالح  وأولاد الشيخ الأحمر وقيادة الاصلاح وقيادة  المشترك الخ. إنها حرب طاحنة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وكل طرف منهم يتربص ببقية الأطراف للقضاء عليها والغائها من الوجود. ألا يذكرنا ذلك بقول الله تعالى: "إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَالا يَرْجُونَ" صدق الله العظيم.

 

إن الأمر الرئيس بالنسبة لنا الآن وفي هذه المرحلة هو توحّد القيادة في الداخل والخارج. هذه هي النقطة الرئيسية اليوم على جدول أعمال حراكنا المبارك. ولاشك أن الدور الرئيس في توحيد القيادة يقع بالدرجة الأولى على عاتق الرئيس علي سالم البيض وعلى عاتق اخوانه الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس. وكلنا نتذكر حين وقف علي سالم في ميدان السبعين بصنعاء في غمرة الإحتفالات بقيام الدولة الموحدة لينشد قول الشاعر:

 

إذا احتربت يوما فسـالت دماؤها     تذكـّـرت القـربى فسـالت دموعها

 

وكان ذلك إعلانا بطي صفحـة ماضي الصراعات والحروب بين دولتنا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبين الجمهورية العربية اليمنية. وما أحوجنا اليوم لأن نسمع مجددا قادتنا الثلاثة يرددون ذات البيت الشعري من أجل طي صفحة الماضي الجنوبي الأليم المشحون بالفرقة والاختلافات والاقتتال الداخلي، ومن أجل توحيد القيادة الجنوبية لتحقيق هدف أعظم وأكثر نبلا وأعزّ  شرفا لدينا جميعا ألا وهو استعادة الدولة الجنوبية.

 

نعم، نحن منتظرون أن نسمع هذا من الرئيس البيض ومن الرئيسين ناصر والعطاس، ومنتظرون أن نراهم يخطون بثقة نحو المستقبل مديرين ظهورهم للماضي الأليم، وأن يكونوا على رأس قيادة جنوبية موحدة في الداخل والخارج تقضي على حالة التمزق والتشرذم وتقطع الطريق على كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر. قيادة موحدة تطرح قضيتنا بإصرار أمام المجتمع الدولي وتنتزع اعترافا دوليا بحقوقنا الوطنية مدعوما بنضال شعبنا الصامد على أرض الميدان .

 

ذلك ماننتظره، وها نحن قد بدأنا نسمع أخبارا تحمل البشرى لشعبنا بمناسبة عيد الفطر المبارك عن خطوات جادة على هذا الطريق فنسأل الله لها التوفيق والنجاح، ومرة أخرى تذكروا قوله تعالى:

 "إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَالا يَرْجُونَ" صدق الله العظيم.

 

وكل عام وأنتم بخير.     

 

أحمد حسين باحبيب

محمد عبدالرحمن العبادي

عوض علي حيدرة

عبدالله الزوعري

أحمد مثنى علي

عمر سالم عبدالله بن هلابي

 

 

11 شوال 1431 هـ

20 سبتمبر 2010 م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق