الرقم:/ 224/2010
التاريخ:/ 12 / شوال /1431هـ
الموافق:/ 21 / سبتمبر /2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
تشن قوات الاحتلال اليمنية منذ عدة أيام حملة عسكرية واسعة وشرسة ضد منطقة الحوطة في محافظة شبوة الجنوبية ، مستهدفة السكان المدنيين بحجة ملاحقة عناصر من تنظيم القاعدة. وقد جرى استخدام سلاح الطيران والمدفعية ، الأمر الذي أسفر عن الحاق اضرار كبيرة بالارواح والماديات وحالة تهجير ونزوح كبيرة من قرى المنطقة. وكعادتها فإن قوات الاحتلال لم تحترم حتى حرمة بيوت الله ، حيث دمرت العديد من المساجد.
ونحن إذ نناشد الاشقاء العرب والمجتمع الدولي العمل على ادانة واستنكار هذه الاعمال العدوانية والاجرامية،فإنه يهمنا أن نوضح للرأي العام العربي والدولي جملة من الحقائق:
أولا/ ان الحملة العسكرية متواصلة ، وهي آخذة في الاتساع في اطار مخطط عسكري كبير يستهدف محافظات شبوة وحضرموت وابين ، ولهذا حشد الاحتلال العديد من الالوية العسكرية.
ثانيا/ ان توقيت الحملة ذو هدف سياسي مباشر، وهو يأتي قبل ايام قليلة من انعقاد "مؤتمر اصدقاء اليمن" في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.فبعد ان اكد مؤتمر لندن في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي على ان القضية الجنوبية سياسية بامتياز،هاهو الاحتلال يحاول اعادة الموقف الى نقطة الصفر لجر الاطراف العربية والدولية لاعتماد المقاربة الامنية ، واستجداء المساعدات المالية تحت مبرر محاربة الارهاب من جهة ، ومن جهة أخرى لقطع الطريق على اعادة بحث التطورات في الجنوب من منظور سياسي وكقضية حقوق مغتصبة وشعب يتعرض للقتل بسبب دفاعه عن هويته وتمسكه بحقوقة المشروعة ، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره ، واستعادة استقلاله ودولته وعاصمتها عدن باذن الله تعالى .
ثالثا/ ان استخدام تنظيم القاعدة ليس اكثر من ذريعة ، لأن من بين اهداف الحملة هو اخضاع الجنوب ، واعادة اجتياحه من جديد لتثبيت قبضة الاحتلال العسكري،في محاولة لاسكات صوت الجنوب الحر وحراكه الوطني السلمي الاستقلالي.
رابعا/ ان تطورات الأيام والاسابيع الاخيرة اكدت بما لا يدع مجالا للشك عن توظيف نظام صنعاء لتنظيم القاعدة بشكل منهجي ومدروس ، وهو كلما أوشك على استنفاذ اوراقه لجأ الى هذه الحجة من اجل كسب الدعم الخارجي والتغطية على جرائمه في الجنوب،ورغم الضجة المفتعلة والتضليل الاعلامي والسياسي فإن النظام ما يزال يتحكم بتحريك القاعدة التي رعاها وتحالف معها طيلة عقدين من الزمن،وغطى على كل اعمالها في السابق منذ تفجير المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" سنة 2000،وحتى الآن . وقد اتضحت اللعبة المسرحية بشكل مكشوف في الايام الاخيرة،حيث تم استقدام عناصر من القاعدة من المناطق الشمالية (الجمهورية العربية اليمنية) ، باتفاق مع راعي الارهاب علي محسن الاحمر ، وقد حصل انتقالهم إلى الجنوب بطريقة رسمية ، وبالمرور على نقاط الجيش ، ومن ثم تم فتح معركة معهم في الحوطة بحجة تفجير انبوب الغاز في هذه المنطقة. ولكن الأمر لم يتوقف عند مسرحية المواجهة مع هؤلاء ، بل تجاوزه إلى ارتكاب مجازر بحق السكان المدنيين والحاق الضرر بأرزاقهم وبدور العبادة.
إننا نحذر من عواقب هذا المخطط الذي ينفذه الاحتلال ضد الجنوب،ونلفت الانتباه الى انعكاساته الخطيرة،في تحويل الجنوب الى بؤرة للفتنة والاقتتال ، واذكاء نار الانقسامات والحروب ، واحياء العصبيات المناطقية والقبلية ، وندعو أهلنا في الجنوب المحتل إلى اليقظة والحذر من الوقوع في فخ هذا المخطط الذي يهدف إلى اغراق الجنوب في الفوضى ، وتقسيم صفوف الجنوبيين ، وحرفهم عن هدفهم الأسمى وهو استعادة الاستقلال ، كما نهيب بالاطراف العربية والدولية ان تتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحصل في الجنوب ، وألا تكتفي بالفرجة على المجازر المتواصلة ضد الجنوبيين ، وندعو رعاة "مؤتمر اصدقاء اليمن" والمشاركين فيه إلى تقصي الحقائق بأنفسهم للوقوف على حقيقة الوضع المأساوي في الجنوب ، والناجم عن الاحتلال في الدرجة الأولى ، ونعيد المطالبة بفرض رقابة على استخدام الدعم الخارجي لكي لا يتحول الى صفقات اسلحة توجه ضد اهالي الجنوب. كما نعول بأن يعود المؤتمر الى الروحية التي تعامل بها مؤتمر لندن مع القضية الجنوبية ، باعتبارها قضية حقوق سياسيه ، فقد صار واضحا ان ما يحصل في الجنوب هو مواجهة بين شعب اعزل يعمل بالطرق السلمية لاستعادة استقلاله وبين جيش احتلال ، لا يوفر وسيلة قتل من اجل اسكات واخماد الروح الاستقلالية في الجنوب.
و اننا هنا نحيي صمود و بسالة ابناء شبوه و الجنوب في مقاومتهم لغطرسة المحتل و نترحم على ارواح شهدائنا الابرار و نعبر عن عميق مواساتنا لجرحانا الابطال،
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.
علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق